الرابطة المحمدية للعلماء

الاجتهاد بتحقيق المناط: فقه الواقع والتوقع

في ورشة علمية بالرباط حملت تأكيد المشاركين على أهمية إيلاء الأولوية في معالجة موضوع تحقيق المناط للمنظور الأصولي الكلي والمدخل المنهجي

أكد مشاركون في ورشة حول موضوع “الاجتهاد بتحقيق المناط : فقه الواقع والتوقع”، بالرباط، على ضرورة إيلاء الأولوية في معالجة موضوع تحقيق المناط للمنظور الأصولي الكلي والمدخل المنهجي لصعوبة حصر القضايا الجزئية.
 
وأوضح المشاركون في توصيات أصدروها في ختام أشغال هذه الورشة، التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتعاون مع المركز العالمي للوسطية والمركز العالمي للتجديد والترشيد، أن تحقيق المناط يرتبط أساسا بضروة وضع الصياغة العلمية لذلك، بما يمنع المتطفلين من التسرع في هذا الشأن، إضافة إلى دراسة مستويات تحقيقه من خلال منهجية الاستنباط ومسالكها ومنهجية التلقين وخصائصها والتطبيق وضوابطه، وكذا من خلال نظرية التطابق وصلتها بذلك.

وشددوا، في هذا السياق، على العناية بدراسة علاقة تحقيق المناط بما يمكن أن يخدمه من مصادر أو مناهج أو أدوات في الاستنباط (مقاصد الشريعة والقواعد الفقهية وتخريج الفروع على الأصول)، علاوة على “الاهتمام بدراسة المزالق المنهجية في تحقيق المناط التي تنتج تطبيقات فقهية يطبعها الغلو والتنطع والتطرف”.

كما أكد المشاركون على أهمية إنجاز دراسات عن فقه تحقيق المناط من خلال تطوره عبر تاريخ الأمة، وإبراز قيمته في تجديد فقهها واستيعابه لحاجاتها المتجددة.

وحثوا، في الآن ذاته، على مزيد من العناية بفقه النوازل، لما يختزنه من قواعد منهجية وخبرة تطبيقية تكون عونا للمجتهدين والدارسين في تحقيق المناط، مع إشراك أهل الخبرة بالواقع في الدراسات المتعلقة بتحقيقه.

وأبرز العلماء أهمية تخصيص ورشة مستقلة لأهل الخبرة بالواقع تكون نتائجها وخلاصاتها بمثابة أرضية تنطلق منها المشاريع والدراسات المتعلقة بتحقيق المناط في مجالات الحياة المختلفة، مؤكدين على الحاجة الملحة إلى دراسات وصفية مركزة للواقع العام بالبلدان الإسلامية.

ودعوا، في هذا الإطار، إلى مراجعة مناهج مؤسسات تكوين العلماء ودارسي الفقه الإسلامي بما يؤهلها للإسهام في إيجاد المؤهلين لتحقيق المناطات بمختلف مستوياتها ومجالاتها.

وفي ختام هذه الورشة رفع المشاركون برقية شكر وامتنان إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

يشار إلى أن هذه الورشة، التي شارك فيها العديد من العلماء و الباحثين في مجال الفقه، انعقدت أشغالها يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين بالرباط، لتدارس ما يعرف ب`”مراعاة الأحوال عند إصدار الأحكام، سواء في ما يتعلق بالمجال السياسي أو المجتمعي أو الاقتصادي”.
عن و.م.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق