مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

الإيمان 1

 

الدكتور جمال بوشما 

باحث بمركز دراس بن إسماعيل

 

جاء في لسان العرب  حول مادة أمن “الأمان والأمانة بمعنى،وقد أمنت فأنا أمن،وآمنت غيري من الأمن والأمان،والأمن ضد الخوف،والأمان ضد الخيانة،والإيمان ضد الكفر،والإيمان بمعنى التصديق،ضده التكذيب”[1]. ويقال آمن بالشيء بمعنى صدق به؛لذلك تدور مادة الهمزة والميم والنون هنا على معان:

الأول:متعلق بمعنى الأمن والأمانة.

الثاني:مختص بالتصديق.

جاء عند ابن فارس” للهمزة والميم والنون أصلان متقاربان،أحدهما الأمانة التي هي ضد الخيانة،ومعناها سكون القلب،والآخر التصديق،والمعنيان متدانيان”[2].

وقال الأزهري ” وأما الإيمان:فهو مصدر آمن إيمانا فهو مؤمن،واتفق أهل العلم من اللغويين أن الإيمان معناه التصديق”[3].

وتتداخل معاني الأمن والأمانة والتصديق لتفيد كون تصديق المؤمن أمانة،وانعتاقه من دائرة الخوف ،واندارجه تحت مسمى الأمن،لتصديقه الإيماني.

وجاءت جملة من الآيات القرآنية المتعلقة بمفهوم الإيمان،إما مبينة للتغاير والتمايز بين الإيمان والأعمال،أو دالة على الأمر والنهي الشرعي بعد إثبات وتقرير الإيمان،أو دالة على أن الإيمان والمعاصي قد يجتمعان.

قال سبحانه وتعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” [ البقرة:277].

وقال عز من قائل إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ”[يونس:9].

وقال جل وعز إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”[هود:23].

وقال عز من قائل إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا”[الكهف:30].

وقال سبحانهإِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا”[الكهف:107].

وقال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا”[مريم:96].

وقال جل وعز إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ”[لقمان:8).

وقال سبحانه إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ” [فصلت:8].

وقال عز من قائل إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ” [البروج:11].

قال سبحانه وتعالى إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ”[البينة:7].

وقال عز وجل وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”[التغابن:9].

وقال تعالى “وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا”[طه:75].

وقال عز من قائل “وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا” [طه:112].

وقال سبحانه الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ” [الأنعام:82].

وقال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”[الأنفال:72].

وقال عز وجلكَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ“[الأنفال:5].

وقال سبحانه وتعالى وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ“[الحجرات:9].

 


[1]  – لسان العرب لابن منظور232/1.

[2]-معجم مقاييس اللغة لابن فارس133/1.

[3]-تهذيب اللغة للأزهري 515/15. لسان العرب 233/1.الصحاح للجوهري 2071/5.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق