د. أمينة مزيغة باحثة بمركز دراس بن إسماعيل
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع بن السائب الشافعي المطلبي القرشي، أبو عبد الله، فقيه العصر والإمام الجليل، ولد بغزة من أرض فلسطين سنة خمسين ومائة، في نفس العام الذي توفي فيه الإمام أبو حنيفة، ليموت عالم ويولد عالم يملأ الأرض علما ويحيي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نشأ يتيما، لكن أمه حملته إلى مكة و نشأ بها وربي في هذيل بالبادية، وهناك تعلم الفصاحة و الشعر العربي، كما حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، ليشرع في حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، رحل الشافعي إلى المدينة المنورة ليلتقي بعالمها الإمام مالك رحمه الله، الذي قال له: لما لقيه:"إن الله تعالى قد ألقى على قلبك نورا، فلا تطفئه بالمعصية، واتق الله فإنه سيكون لك شأن"، وقد واظب على الأخذ عن الإمام مالك حتى انتقل هذا الأخير إلى جوار ربه، ليرحل إلى أقطار أخرى طلبا للزيادة و الاستزادة في طلب العلم.
لقد كان رحمه الله شاعرا فقيها عالما بالقراءات، أفتى وهو ابن عشرين سنة، عرف بحدة ذكائه وسرعة حفظه، قال أحمد بن حنبل: كان الشافعي أفقه الناس في كتاب الله تعالى و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كان قليل الطلب للحديث، و قال ابن هشام: الشافعي حجة في اللغة، و قال النسائي: هذا أحد العلماء ثقة مأمون.
أخذ عن: مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة ، و داود بن عبد الرحمن العطار و سفيان بن عيينة، و فضيل بن عياض، ومالك بن أنس صاحب المذهب، وآخرين.
أخذ عنه: الحميدي، و أبو عبيد القاسم بن سلام، و أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود، إسحاق بن راهويه، وغيرهم كثر.
من مؤلفاته كتاب "الأم" في الفقه، و "المسند" في الحديث، و "أحكام القرآن"، و"الرسالة في أصول الفقه"، و "اختلاف الحديث"، "و فضائل قريش"، "وأدب القاضي" و "المواريث".
توفي رحمه الله بالقاهرة سنة أربع ومائتين.
الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب ج 2 ص 143 رقم 335
سير أعلام النبلاء 8/ 235 رقم 1538.
الفكر السامي ص 323 رقم159.