مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلامقراءة في كتاب

الأسرة، المرأة والقيم: تساؤلات سوسيولوجية في قضايا المرأة

 

إعداد: إلياس بوزغاية

 

 

 

صدر حديثا لدار النشر إفريقيا الشرق كتاب: “الأسرة، المرأة والقيم: تساؤلات سوسيولوجية في قضايا المرأة”، للدكتور الهادي الهروي. الكتاب الذي صدر سنة 2013، يقع في 159 صفحة ويضم بين دفتيه محاور وأبواب تتناول مواضيع متنوعة حول الأوضاع الاجتماعية التي تعيشها الأسرة والمرأة العربية عموما والمغربية خصوصا، وتأثير ذلك على منظومة القيم الاجتماعية في عصر الحداثة والعولمة والربيع العربي.

يتضمن الكتاب مقدمة وخاتمة وثلاثة فصول. الفصل الأول: الأسرة المغربية في خضم التحولات الوطنية والعربية. الفصل الثاني: حالات سوسيولوجية. الفصل الثالث: المرأة المغربية والقيم الاجتماعية المنبوذة. يتضمن كل فصل من الفصول أبواب كثيرة تحاول تسليط الضوء على مختلف عناصر وتجليات الموضوع.

يبتدئ الدكتور الهروي بتقديم حول البنية الاجتماعية للأسرة المغربية وعلاقتها بتحول القيم، ومن تم ينطلق إلى مناقشة مدى تحول أو استمرارية القيم التقليدية في المجتمع المغربي على ضوء الخطابات التقليدية والحداثية حول الأسرة والمرأة، ومنها يرى أن المسؤولية الأسرية واجب اجتماعي غالبا ما تتحمل فيه المرأة النصيب الأكبر، مع العلم أن هذا مرتبط جدا بالقيم الدينية والأخلاقية التي تلزمها بذلك.

وفي سياق الربيع العربي، يوضح الكاتب كيف أن الثورات شكلت فرصة مهمة للمرأة من أجل الظهور وكسر العديد من الطابوهات التي جعلتها بعد سنتين مازالت تتراوح بين الأمل واليأس في التحرر. وبمناسبة الحديث عن التحرر يتطرق الكاتب إلى خطط الانعتاق والمساواة التي قدمتها الحركات النسائية في ظل ازدواجية المرجعيات بين ما هو تشريع إنساني وتشريع إلهي، وفي الأخير يبقي التساؤلات مفتوحة حول ما إذا كانت الثورات العربية ستكون ربيعا مزهرا أم خريفا مقفرا.

الحالات السوسيولوجية التي يتكلم عنها الكاتب حول الأسرة والمرأة العربية والمغربية تتركز أساسا في الأبعاد السوسيولغوية والتنشئة الاجتماعية والتربية الجنسية وسوسيولوجيا الجسد. ويرى الكاتب أن هذه الأبعاد تلعب دورا محوريا في تحديد مؤشرات التحول القيمي وإنتاج أنماط جديدة من الحياة الأسرية التي غالبا ما ترزح تحت أوضاع اجتماعية واقتصادية وسياسية قاسية.

في الفصل الثالث، يتناول الكاتب دينامية العلاقة بين الأسرة والمرأة والمجتمع في تفاعلاتها المستمرة من أجل التغلب على ما هو سلبي موروث عن الثقافة الذكورية كالسيطرة الأبوية وتعنيف للمرأة، ومن أجل التعامل مع التحديات المعاصرة  كالفجوة بين الأجيال والعنوسة والخيانة والتفكك الأسري.

من اللافت للانتباه أن الكاتب أنهى كتابه بالدعوة إلى اعتبار الإشكالات والتساؤلات السوسيولوجية الراهنة حول وضعية المرأة والأسرة العربية منطلقا مهما من أجل مزيد من البحث والدراسة المسحية والإحصائية التي تسعى إلى “تشييد نظرة إبستيمولوجية نقدية في مجال المرأة العربية والمغربية وتأسيس ‘علم المرأة’ في بعدها المغربي وربطه بعلم المرأة في العالم”

 

 

نشر بتاريخ: 03 / 03 / 2014

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق