تم في الرباط الإعلان عن إحداث كرسي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) للفلسفة “الفكر النقدي”، بكلية الآداب التابعة لجامعة محمد الخامس- أكدال.

ويعد هذا الكرسي الذي أسندت إدراته للأستاذ الجامعي عبد السلام بنمايسة، الكرسي ال14 للفلسفة الذي تحدثه اليونيسكو، والأول الذي يتمحور حول موضوع “الفكر النقدي”.

وأكدت الأمينة العامة للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، السيدة ثورية ماجدولين، في كلمة بالمناسبة، أن إحداث كرسي اليونيسكو للفلسفة والفكر النقدي بالمغرب، يندرج في إطار حرص اللجنة على دعم كل المبادرات الفكرية الجادة التي تسعى إلى ضمان إشعاع جيد لقيم المنظمات العاملة في مجال الثقافة على المستوى الدولي والإقليمي.

وأعربت السيدة ماجدولين في هذا الصدد، عن أملها في أن يشكل إحداث هذا الكرسي حافزا عميقا لبلورة الاختيار الحداثي في معالجة القضايا الملحة في مجال التربية والثقافة والعلوم، وتكريس التفكير الحداثي الحر والبناء والضامن للعطاء الفكري الإيجابي، وخاصة في هذه المرحلة التي تتطلب الجهود وشحذ الطاقات لمواكبة التغييرات التي تشهدها المنطقة العربية.

من جانبه، أكد رئيس جامعة محمد الخامس-أكدال أن إحداث كرسي اليونيسكو للفلسفة، وهو الثالث من نوعه بالجامعة بعد كرسيي حقوق الإنسان، والبيئة والتنمية المستدامة، يعد اعترافا بالمكانة العلمية للجامعة وكذا بكفاءة أساتذتها وباحثيها ومن ضمنهم الاستاذ عبد السلام بنمايسة الذي يتوفر على مسار علمي متميز.

من جهته، قال الأستاذ بنمايسة إن من شأن إحداث كرسي اليونيسكو للفلسفة بالمغرب الإسهام في تشجيع الدرس الفلسفي والفكر النقدي بالمملكة، وتكريس ثقافة الحوار والتسامح، موضحا أنه سيتم، في إطار أشغال الكرسي، نشر إصدارات وإطلاق تكوينات في مستويي الماستر والدكتوراه في هذا المجال.

ويهدف كرسي اليونيسكو للفلسفة إلى النهوض بثقافة التسامح، وتطوير التبادل الثقافي شمال – جنوب، وجنوب-جنوب، وتمكين الطلبة من المساهمة في النقاشات المجتمعية في بلدهم وفي الخارج ، وكذا تطوير التقنيات العقلانية التي تمكن من حل المشاكل والنزاعات الإيديولوجية دون اللجوء إلى العنف.

يشار إلى أن الأستاذ بنمايسة حاصل على دكتوراه الدولة بجامعة السوربون (1990)، وشغل منصب رئيس شعبة الفلسفة بجامعة محمد الخامس-أكدال ما بين سنتي 2005 و2009، وصدرت له العديد من المؤلفات والمقالات في مجال الفلسفة والمنطق والابستمولوجيا.