مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات عامة

ازدهار اللغة العربية وانتشارها على عهد الدولة العلوية الشريفة

 

      تُعدُّ اللغةُ العربية عمادَ الدّين، وأساسه المتين، لأنها لغة القرآن الكريم ولسان نبينا صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن فهم الدِّين فهما سليما إلا بفهم لغة العرب التي بها نزل القرآن الكريم. 
     ولهذا ارتبط انتشار اللغة العربية ارتباطا وثيقا بانتشار الإسلام، فحيثما وجد الإسلام وجدت اللغة، لأنها ترجمانه والمعربة عمّا في كنهه من حكم وأحكام، وكان العرب في الجاهلية مهتمين بلغتهم معتزين ببيانها، وقد قيل:”الشعر ديوان العرب1.

      تُعدُّ اللغةُ العربية عمادَ الدّين، وأساسه المتين، لأنها لغة القرآن الكريم ولسان نبينا صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن فهم الدِّين فهما سليما إلا بفهم لغة العرب التي بها نزل القرآن الكريم.

      ولهذا ارتبط انتشار اللغة العربية ارتباطا وثيقا بانتشار الإسلام، فحيثما وجد الإسلام وجدت اللغة، لأنها ترجمانه والمعربة عمّا في كنهه من حكم وأحكام، وكان العرب في الجاهلية مهتمين بلغتهم معتزين ببيانها، وقد قيل:”الشعر ديوان العرب1.

 

وزاد اهتمامهم واعتزازهم بها عندما ظهر الإسلام واختارها الله لغة كتابه الخاتم، وهي باقية ما بقي الإسلام والقرآن، ثم تضاعف الاهتمام أثناء الفتوحات الإسلامية وبعدها، حيث سارت اللغة العربية في ركاب الإسلام وحلت حيثما حل، وقد امتن الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى العرب الذين بعث فيهم ومنهم بقوله عز وجل:{إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقِلون}(2)، وقال سبحانه: {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذِكرُكُمْ أفلا تعقِلون} (3).

  فنزول القرآن الكريم بالعربية دليل أهميتها وأفضليتها وباعث نهضتها، وصاحب الفضل الأكبر والأثر الأظهر في نشرها وخلودها، ويكفي تدليلا على ذلك اختيار الله لها لسانا لدينه الخاتم، وهو الإسلام وَمَنُّهُ كذلك على العرب خاصة والمسلمين عامة (4).

  وقد جاء عن الإمام الشافعي أنه قال: “لسانُ العَرَب أوسعُ الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، والعلم بها عند العرب كالعلم بالسنن عند أهل الفقه”(5), وقال ابن تيمية رحمه الله: “فإن نفس اللغة العربية مِن الدِّين، ومعرفتها فرضٌ واجِبٌ، فإنَّ فَهْمَ الكتاب والسنة فرضٌ، ولا يفهم إلا باللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”(6)

  ويقول الأزهري: “إن تعلم العربية التي يُتوصَّل بها إلى تعلم ما به تجري الصلاة من تنزيل وذكر، فرضٌ على عامَّةِ المسلمين” (7), وأوضح ابن تيمية بـأن: “اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون” 8، لأن اللغة عنوان حضارة الأمم، وشعار مجدها والدليل القاطع على ما ساهمت به هذه الأمم في الميدان الفكري والمضمار الحضاري.

 كما أنَّ تعلم العربية وتعليمها يعد حصنا حصينا لهذه الحضارة الإسلامية؛ ولهذا لما سكن المسلمون أرض الشام ومصر، ولغة أهلهما رومية، وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية، وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية، عوَّدوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار: مسلمهم وكافرهم ( 8). 

 أما علم الأدب فيعتبر من تراث الأمة الإسلامية وحضارتها، يحفظ مآثرها ويظهر أمجادها، وينشر لغتها وإبداعاتها، ثم هو يصل إلى النفوس بجماله ويؤثر فيها بحسنه، ولذا نزل القرآن الكريم في غاية الإبداع والبلاغة والتأثير، فلا يسمعه أهل اللغة والبلاغة إلا تأثروا به، وعجبوا لبلاغته وفصاحته، ووقفوا مشدوهين لشدة أثره وعظيم فعله، حتى كان سبب إسلام الكثيرين، وعلى نفس المنوال كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم غاية في البلاغة والفصاحة والبيان، وهو القائل: “أعطيت جوامع الكلم”(9) “وإن من البيان سحرا”(10)، من أجل ذلك دعا القرآن المسلمين إلى ضرورة استخدام البلاغة والفصاحة في الجدال مع الآخرين ونصحهم وتوجيههم، وعد ذلك من الجهاد،  فقال سبحانه: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا }(11) يعني القرآن الكريم، وقال عز وجل: {وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} ( 12), والآيات كثيرة في هذا المعنى، والنبي صلى الله عليه وسلم يدعو الأدباء من أصحابه إلى إظهار ما عندهم من ملكة للرد على كفار قريش، مبينا لهم أن جبريل عليه السلام معهم، ويبين في أكثر من موضع قيمة البلاغة وأثرها، وثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة. 

  وبين أبو مدين الفاسي أهمية علم الأدب فقال: “ومن أجلِّ العلوم قدراً وأجملها محاسنَ وذكرا علمُ الأدب الذي يفخر به الانسان، ويحصل به على تحصيل المآثر الحميدة والخصال الحسان، علم يحصل به الاعتناء ولا يجمل عنه الاغتناء أحسن ما صرف المرءُ إليه همتَه وأبدعَ ما ألزم تعليمه ذمته” (12)، ويضيف أبو عليّ اليوسي(13، “به تنحلُّ عقدة اللسان وتُزاح روعةُ الجنان وهو لسانُ نبينا نخبة العالم وصفوةُ ولد آدم، وكتابه الذي أخرس به مصاقع البيان من بلغاء عدنان”(14).

    ازدهار اللغة العربية في العصر العلوي:

   ازدهرت اللغة العربية في المغرب مع بزوغ الدولة العلوية إلى الوجود, حيث كان مؤسس الدولة العلوية مولاي الرشيد نصيرا للأدب يحضر المجالس العلمية والأدبية بالقرويين ويغدق عليهم بعطاياه ويشجع التبحر في المعرفة والاشتغال بالتأليف. 

       وازدادت هذه الحركة الأدبية نشاطا بالمغرب وفي فاس بالخصوص بعد نقل جهابذة العلماء والأدباء من زاوية الدلاء إلى جامعة القرويين (15)، فعقدوا المجالس العلمية والأدبية، وأقبل الناس على تحصيل العلم والمعرفة. 

      ومما ساعد على انتشار اللغة العربية في المغرب، اعتناء أهل هذا البلد باللغة سواء كانوا عرب أو أمازيغ، إذ كانوا ينظرون جميعا إلى اللغة العربية على أنها لغة مقدسة، لكونها لغة القرآن ولغة سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام، ولهذا نجد كثيرا من علماء اللغة المبرزين كانوا من البربر  كاليوسي، وغيره.        ويدل على انتشار اللغة العربية وازدهارها في هذا العصر كثرة المؤلفات التي ألفت في علمي اللغة والأدب، حيث احتلت علوم اللغة والبلاغة والأدب مركزا ثالثا من حيث الإنتاج الذي سجله ابن زيدان في طبقاته(16)، إذ بلغ عدد العناوين التي ألفت في علم اللغة والبلاغة واحدا وخمسين ومائة عنوان شمل النحو والبلاغة والصرف والمعاجم, أما الأدب فقد بلغ عدد المصنفات فيه ستة وثلاثين ومائة مصنف  (17). 

     وكان اليوسي وهو “مولع بالأدب متبحر في النثر والشعر”(18) أكبر شخصية أدبية عرفها القرن الحادي عشر الهجري، ورئيس مدرسة امتد إشعاعها طويلا، تخرج منها عدد من فطاحل علماء اللغة والآداب، أمثال محمد بن زاكور(19، ومحمد بن الطيب العلمي(20)، وعلي مصباح الزرويلي21)، وكلهم كانوا متضلعين في البلاغة واللغة والعروض.فكان لهؤلاء وغيرهم كثير، اليد الطولى في ازدهار اللغة العربية وانتشارها في أرجاء المغرب، ولم يكتفوا بنشر اللغة والأدب من خلال التدريس في المحاضر العلمية، بل قاموا بتأليف كتب في الموضوع دلت على تفوقهم في اللغة وعلو كعبهم في الأدب. 

   وهكذا ألف اليوسي كتابه الممتع “المحاضرات في الأدب واللغة”، و”زهر الأكم في الأمثال والحكم”، والكتابان مطبوعان، وألف ابن زاكور: “الروض الأريض في بديع التوشيح ومنتقى القريض” وهو ديوانه، وله أيضا “أنفع المسائل في أبلغ الخطب وأبدع الرسائل” وهو مجموع رسائل وخطب( 22)، ومحمد العلمي، (ت1134ه)، كتاب “الأنيس المطرب، في من لقيه مؤلفه من أدباء المغرب”  ترجم فيه لبعض أدباء فاس وعلى رأسهم ابن زاكور، وتلاهم علي مصباح الزرويلي (ت 1150ه تقريبا)، فألف كتابه “أنس السمير، في وقائع الفرزدق وجرير”، تناول فيه مختلف المسائل الأدبية، منشدا عند المناسبة أبياتا من نظمه هو أو من نظم غيره من الشعراء، قال في مقدمته: “وأسست هذا الكتاب على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة، وجعلت في المقدمة ثلاثة فصول الفصل الأول:

في معنى الأدب وبيان مكانته من العلوم وما يجب على الأديب معرفته من العلوم حتى يكون أهلا لأن يسمى باسم الأديب”(22) وشحن كتابه هذا باستطرادات كثيرة في موضوعات مختلفة.

        وكان للأمير محمد العالم (23)، دور كبير في نهضة الأدب بمنطقة سوس فقد قام بتنظيم ندوات ومجالس أدبية ساهمت في خلق منافسة طيبة بين شعراء تلك المنطقة (24). 

  كما أن الجهاد الذي قام به المولى إسماعيل (ت 1139ه), ضد النصارى المحتلين لشواطئ المغرب، كان له دور كبير في نهضة الحركة الأدبية وانتشارها في هذا العصر، وهكذا أنشد الخطيب البليغ أديب فاس ومفتيها عبد الواحد بن محمد الشريف البوعناني، في فتح العرائش قصيدة:

 ألا أبشـــــر فهذا الفتح نـــور       قد انتظمت بعزكم الأمـــــور

 وطير السعد نــادى حيث غنـــى         قد انشرحت بفتحكم الــــدور

 وضوء النصر ساعده التهــــاني         ونور الفخر نــحوكم يـــدور

   وقد وافتكم الخيرات طـــــــرا         وطاب العيش واتصـل الســرور

           حميتم بيضة الإسلام لمـــــــا         بعين الحق قد حرس الثغـــور ( 24) 

     وأما عهد محمد الثالث (ت 1204ه), وابنه مولاي سليمان (ت 1238ه)، فلم يكن يختلف عن العهد السابق، فإذا كانت الحركة الأدبية في عصر المولى الرشيد (ت 1082ه), والمولى إسماعيل العلوي قد عرفت نهضة كبيرة في مجال العلم والأدب فإن هذه الفترة شهدت ازدهارا كبيرا في مجال الأدب، كان وراءه عالمان كبيران وسلطانان عظيمان هما محمد الثالث وابنه سليمان، فقد كان محمد الثالث متضلعا في علم الآداب حيث صرف نعومة أظفاره في حفظ الدواوين الشعرية قبل أن يهتم بالحديث والتفسير كما يقول عنه الزياني(25) وكذا المولى سليمان فقد كان عالما محبا للعلماء مقربا لهم، وبفضل هذا التشجيع نبغ كثير من الأدباء والشعراء ممن ازدان بهم هذا العصر، وكانوا مفخرة هذا القطر، ويأتي في طليعتهم ابن الونان(26)، وأبو مدين الفاسي.   أما ابن الونان (ت1187ه) فهو صاحب القصيدة الشمقمقية المشهورة، وهي أرجوزة تمثل الجزالة وسعة الاطلاع على أساليب اللغة، فضلا عن جمال صورها الشعرية، وتعد من أعظم آثار ابن الونان فهي ديوان أدبه ونموذج من شاعريته، عدد أبياتها خمسة وسبعون ومائتا بيت (27)، مدح بها السلطان محمد بن عبد الله، ولما تعذر عليه الوصول إلى السلطان تحين فرصة خروجه في موكب، وصعد على نشز عال من الأرض ونادى بأعلى صوته:

ياسيدي سبط النبي **** أبو الشمقــمق أبي

فعرفه السلطان وأمر بإحضاره، وأنشد الأرجوزة فوقعت منه الموقع الحسن وأجزل صلته ورفع منزلته، يقول في مطلعها:

مَهْلًا عَلَى رِسْلِكَ حَادِي الْأَيْنُقِ      وَلَــــــــا تُكَلِّفْهَا بِمَا لَمْ تُطِق

فطالما كلفتها وسُــــقْتَها      سَوْقَ فتًى من حـــــالها لم يُشفِق

وقد اعتنى بها أدباء المغرب ووضعوا عليها شروحا أجلها شرح صاحب الاستقصا.

 وأما أبو مدين الفاسي (ت 1181ه)، فهو أديب بارع وخطيب مصقع تولى الخطابة بالقرويين مدة طويلة، له من كتب الأدب، “تحفة الأريب ونزهة اللبيب”، وهو كتاب مليء بالأمثال والحكم، مرتب على حروف المعجم، وله “مجموع الظرف وجامع الطرف”، وهو عبارة عن مجموعة من أحسن القصص وأغرب النوادر، يشتمل على فصول عشرة منها:

1 – في أخبار الأمراء والرؤساء والكبراء

2 – في الإقدام وفضله والجبن المزري بأهله

3-  في الجود والإنفاق، والحلم الممدوح بكل الآفاق

 4-  في الفصاحة والبلاغة في الكلام، وبعض ما للبلغاء في ذلك الطراز من نثر ونظم (28).

 فقد كان للنهضة الفكرية والأدبية التي بعثها السلطان محمد الثالث وابنه سليمان أثر في انتعاش الحركة الأدبية ونبوغ عدد من الشعراء الفحول والأدباء المفلقين، يقول ابن زيدان عن محمد الثالث “وكان بأبوابه وخدمة أعتابه كثير من الأدباء والشعراء” (29).

 أما مجال النحو واللغة فقد اعتنى الدارسون بهما في هذه الفترة عناية فائقة، غير أنه يلاحظ عدم التجديد والابتكار، حيث ظل الدارسون يكررون ما كتب في القرون الأربعة الأولى للهجرة، وانتشرت ألفية ابن مالك في المغرب وأصبحت هي المقرر في كل المساجد والمدارس، يحفظها الطلاب عن ظهر قلب، ثم يدرسونها سنوات عديدة، ويختمونها ختمات. 

 مما جعل سلاطين الدولة العلوية يعملون على إصلاح هذا الأسلوب في التدريس، وأصدروا مراسيم تحدد الكتب التي تدرس والشروح التي يرجع إليها، ومن هذه المراسيم مرسوم السلطان محمد بن عبد الله العلوي حدد فيه الكتب التي تدرس في كل فن ومنها كتب اللغة والنحو فقال: “وكذا كتب النحو”الموصى بقراءتها” كالتسهيل والألفية وغيرهما من كتب هذا الفن, والبيان بالإيضاح, والمطول, وكتب التصريف وديوان الشعراء الست(30) ومقامات الحريري, والقاموس, ولسان العرب وأمثالهما، مما يعين على فهم كلام العرب, لأنها وسيلة إلى فهم كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وناهيك بها نتيجة”(31)، وبالتأمل في هذا  المنشور يظهر ما كان لهذا الملك الهمام من جهد في إصلاح حالة التعليم بالمغرب مما لو استمر به العمل إلى الآن لكان له نتائج طيبة. 

 ثم عاد المولى عبد الرحمن بن هشام (ت1276ه), فجدد هذا المرسوم سنة (1261ه), وانتقد أسلوب التدريس الذي كان سائدا في عهده، ووجه لقاضي فاس رسالة يأمره فيها بجمع المدرسين وتنبيههم على خطإ ما جرت به العادة وإرشادهم لنظام كفيل بالتحصيل والإفادة، ومما قال: “وبعد، فقد بلغنا توافر طلبة العلم على العادة … غير أنه قل التحصيل والإفادة, وذلك لمخالفة الفقهاء في إقرائهم عادة الشيوخ, وإعراضهم عما ينتج التحصيل والرسوخ, فإن الفقيه يبقى في سلكة سيدي خليل نحو العشر سنين, وفي الألفية العامين والثلاث، أكثر ما يجلب من الأقوال الشاذة, والمعاني الغريبة الفاذة…وما يقدم قراءة النحو والبيان والمعقول, إلا لتحصيل الملكة التي يتوصل بها إلى فهم المنقول” (32).

 واعتنى الدارسون والباحثون المغاربة في هذا العصر أيضا بكتب المعاجم، وخاصة القاموس للفيروزآبادي، قام محمد بن الطيب الشرقي الصميلي(33، وهو إمام اللغة العربية في وقته كان متضلعا من كثير من العلوم، بوضع حواشيه على هذا المعجم في أربعة أجزاء، وعليه اعتمد تلميذه مرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس بشرح القاموس، وكتب الصميلي حاشية أخرى على القاموس سماها إضاءة الراموس على إضاءة القاموس، كما شرح منظومة مالك بن المرحل في فصيح ثعلب (34).

      ومن علماء اللغة والنحو في عهد الدولة العلوية على سبيل المثال:

1ـ أبو حفص عمر بن عبد الله بن يوسف بن العربي الفاسي (35), الشيخ الإمام, خاتمة المحققين الأعلام, له حاشية على مغني اللبيب, وغاية الأحكام في شرح تحفة الحكام, وتحفة الحذَّاق شرح لامية الزّقَّاق, وغيرها(36).

2ـ محمد بن مسعود بن أحمد بن محمد, الأمَوِي, العُثْمَاني نسباً, الأندلسي أصلاً, الملَقَّب بالطُرُنْبَاطِي, الفاسيُّ داراً ومَنْشَأً, له مصنفات جليلة في اللغة منها: “إرشاد السالك إلى فهم ألفية ابن مالك”, وله شرح مستقل على خطبة الألفية, وله تقييد على نوني التوكيد, توفي سنة (1214ﻫـــ) (37). 

قال في أول شرحه على خطبة ألفية ابن مالك: “ولما كان علم النحو أجل ما اعتنى به المعاصر, وأفضل ما أولع به المتبحر في العلوم والقاصر, وشاع وانتشر ذكره لدى كل باد وحاضر ألفية الشيخ الإمام ومصباح الأنام, .. جمال الدين ابن مالك فرغت لها فكري, وشرحت لها صدري, وأقبلت عليها إقبال لهفان, وتعلقت بها تعلق المشوق الحائر الولهان”(38).

3ـ أحمد بن الحاج (39)، له حاشية على شرح المكودي لألفية بن مالك يقول في مطلعها: “لما كان علم النحو من أفضل العلوم، ومبلغا لفهم كتاب الله المغني عن كل مرقوم, وأجل ما ألف فيه خلاصة ابن مالك، غير أن من حصلها فهو لسائر رقاب العلوم مالك, وأنفع شروحها الذي انتفع به الناس, شرح الإمام المكودي العاطر الأنفاس, بيد أنه لاختصار لفظه وعباراته يحتاج إلى حاشية تسفر اللثام عن مراده وإشارته ,،، طلب مني بعض الفضلاء وضع حاشية فأجبت طلبه، وسميتها الفتح الودود ي على المكودي” (40)، وله حاشية على شرح لامية الأفعال لبحرق مطبوعة.

4-السلطان مولاي عبد الحفيظ العلوي :

كان عالما كبيرا متضلعا من علوم اللغة والنحو. من مؤلفاته شرح ألفية ابن مالك واحمرار ابن بونة، المسمى ب “القول المختار على الألفية والاحمرار”، ونظم على مثال “ملحة الإعراب”، ونظم التسهيل إلى غاية إعراب الفعل، وأهمها نظمه للمغني الموسوم ب “السبك العجيب”(41). 

فهرس المصادر والمراجع:

– إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس، عبد الرحمن بن زيدان، تحقيق: علي عمر، ط: مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 1429ه.

– إقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: ناصر عبد الكريم العقل، ط: مكتبة الرشد – الرياض.

– الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، أحمد الناصري تحقيق: ولدي المؤلف: جعفر الناصري، محمد الناصري، ط :دار الكتاب، الدار البيضاء، 1956م.

-الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام, عباس بن ابراهيم المراكشي، مراجعة عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية بالرباط، 1413ه/1993م.

–  التيارات السياسية والفكرية بالمغرب خلال قرنين ونصف قبل الحماية, إبراهيم حركات، ط: دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، 1415ه/1994م.

– الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية, محمد الأخضر، ط: دار الرشاد الحديثة، 1977م.

 العز والصولة, ابن زيدان.

-المزهر في علوم اللغة، جلال الدين السيوطي، تحقيق: فؤاد علي منصور، ط: دار الكتب العلمية، بيروت، 1998م.

-النبوغ المغربي في الأدب العربي عبدا لله كنون، ط: دار الثقافة, المغرب.

– الوافي بالأدب العربي في المغرب الأقصى، محمد بن تاويت، ط: دار الثقافة المغرب 1404ه/1984م.

– تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب، محمد المختار ولد اباه،ط: دار الكتب العلمية، بيروت لبنان،1417ه/1996م.

–  تهذيب اللغة, محمد بن أحمد الأزهري، تحقيق: م ــحمد عوض مرعب، ط: دار إحياء التراث العربي،2001م.

– جامع القرويين المسجد والجامعة بمدينة فاس، عبد الهادي التازي، ط: دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1972م.

–  حاشية ابن الحاج الفتح الودودي على المكودي، أحمد بن الحاج السلمي، ط: دار الفكر، لبنان.

– حياة الكتاب وأدبيات المحضرة، عبد الهادي احميتو، ط: وزارة الأوقاف المغربية، 1427ه.

– زهر الأكم في الأمثال والحكم، الحسن اليوسي، تحقيق: محمد حجي ومحمد الأخضر، ط: دار الثقافة, الدار البيضاء المغرب،  1401ه/ 1981م.

–  سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس في من أقبر من العلماء والصلحاء بمدينة فاس، محمد بن جعفر الكتاني، تحقيق: عبد الله الكامل الكتاني، ط: دار الثقافة, 1425ه/2004م.

شرح الخطبة، الطرنباطي، (1/ب), طبع على الحجر بفاس سنة: 1305ﻫ.

– شرح الشمقمقية، عبد الله كنون, دار الكتاب اللبناني, بيروت, 1979م.

–  صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ط: دار إحياء الكتب العربية، لبنان، 1412ه/ 1991م.

– مجلة البحوث الإسلامية, (ع1/91)معجم المطبوعات المغربية، إدريس القيطوني، ط: مطابع سلا المغرب، 1988م.

– معجم طبقات المؤلفين على عهد الدولة العلوية، عبد الرحمن ابن زيدان، تحقيق: حسن الوزاني، ط: وزارة الأوقاف المغربية، 1430ه/2009م.  

– مؤرخو الشرفاء, ليقي بروفنصال، تعريب عبد القادر الخلادي، ط: دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، 1397ه/1977م.

– نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني, محمد بن الطيب القادري، تحقيق: محمد حجي، أحمد التوفيق، ط: دار الغرب الإسلامي، ضمن موسوعة أعلام المغرب، 1417ه.

الهوامش:

-1 قول ابن عباس رضي الله عنه .أنظر: المزهر في علوم اللغة ، جلال الدين السيوطي ،( 2/302

-2 يوسف : (2)

-3  انظر: اللغة العربية لسان وكيان ، مجلة البحوث الإسلامية ، (ع1/91).

-4  تهذيب اللغة ، محمد بن أحمد الأزهري ،( 1/54).

-5 إقتضاء الصراط المستقيم ، ابن تيمية ،(1/964).

-6 تهذيب اللغة ، محمد بن أحمد الأزهري (1/5).

-7 إقتضاء الصراط المستقيم ، ابن تيمية ، (1/264).

-8 انظر: المصدر السابق ، (1/864-964).

-9  صحيح مسلم ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، (1/371)، رقم : (523).

-10  صحيح مسلم، (2/591)،رقم :866.

-11الفرقان :52.

-12 النساء :63.

-13 الحياة الأدبية ، محمد الأخضر ،34.

-14زهر الأكم في الأمثال والحكم ،  الحسن اليوسي ،13.

-15أنظر الحياة الأدبية ،محمد الأخضر ، 68/69.

-16 معجم طبقات المؤلفين على عهد الدولة العلوية ، ابن زيدان ، 1/126

-17 المصدر السابق ، 1/ 144 .

-18 مؤرخو الشرفاء ، ليفي بروفنصال ، 189.

-19 أحد أكابر الأدباء الأدباء الذين اشتهروا في عهد المولى اسماعيل ،توفي في القاهرة وهو في طريقه للحج سنة 1034ه ، انظر: ترجمته في : نشر المثاني ، محمد القادري ، 5/ 1979 مؤرخو الشرفاء ، ليفي بروفنصال ، 211، الحياة الأدبية ، محمد الأخضر ، 177 التيارات السياسية ، ابراهيم حركات ، 277 .

-20 هو أبو حسن علي مصباح الزرويلي ، أديب رقيق وشاعر بارع ، يعد امتدادا للمدرسة الأدبية التي دشنها اليوسي ، انظر: ترجمته في : النبوغ المغربي ، عبد الله كنون ، 315،          الحياة الأدبية ، محمد الأخضر ن 220.

-21  نشر المثاني ،  محمد القادري ، 5/1937 ، الحياة الأدبية ، محمد الأخضر 163.

-22  المصدر السابق ، 222.

-23  هو محمد ابن اسماعيل، عالم مشارك وأديب  شاعر ، كان أبوه يحترمه لعلمه ويستشيره في شؤون دولته ، وولاه حكم مراكش ، ثم تارودانت ونواحي سوس ، ت 1118ه ، أنظر: نشر المثاني ، محمد القادري ، 5/ 1910.1914، النبوغ المغربي ، عبد الله كنون ، 275 ، الحياة الأدبية ، محمد الأخضر ، 147 ، الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام ، عباس بن إبراهيم المراكشي 5/12.

-24   انظر: الحياة الأدبية ، محمد الأخضر ،  83.

-25  الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ، أحمد الناصري ، 7/74.

-26 انظر ترجمته في النبوغ المغربي ، عبد الله كنون ، 313  ، مؤرخو الشرفاء ، 150 ، الحياة الأدبية، محمد الأخضر ، 298.

-27  انظر : شرح الشمقمقية ن عبد الله كنون، 9 التيارات السياسية ، إبراهيم حركات ، 228.

-28  انظر : الحياة الأدبية ، محمد الأخضر ، 292.

-29  التيارات السياسية ن، إبراهيم حركات ، 228.

-30  يقصد امرأ القيس وزهيراً والنابغة وطرفة ولبيداً وعمروا بن كلثوم ن، انظر : جامع القرويين عبد الهادي التازي ، 3/ 749 هامش.

-31  إتحاف أعلام الناس ، ابن زيدان ، 3/ 250 ، الحياة الأ دبية ، محمد الأخضر ن 272 ، النبوغ المغربي ، عبد الله كنون ، 2/277 ، جامع القرويين ، عبد الهادي التازي ، 3/ 723.

-32  إتحاف أعلام الناس ، ابن زيدان ، 5/ 139.

-33  العلامة اللغوي الأديب أبو عبد الله محمد بن الطيب الشرقي الصميلي ، ولد بفاس عام 1110 ، عالم المدينة المنورة ، وخطيب مسجدها النبوي الأنور ، ت 1170 بالمدينة المنورة ، انظر: سلوة الأنفاس ، محمد بن جعفر الكتاني ، 2/67.

-34  انظر :  الوافي بالأدب المغربي ، محمد بن تاويت ،3/839 ، التيارات السياسية ، إبراهيم حركات ، 222.

– 35 انظر: سلوة الأنفاس ، محمد بن جعفر الكتاني 1/ 380.

-36 انظر : المصدر السابق ، 2/ 359 .

-37 انظر : سلوة الأنفاس ، محمد بن جعفر الكتاني 2/ 358 ، ومعجم طبقات المؤلفين ، ابن زيدان ، 2/ 258 ، ومعجم المطبوعات المغربية ، إدريس القيطوني 212 الأعلام ، خير الدين الزركلي 7/ 96.

-38 شرح الخطبة ، 1/ب ، طبع على الحجر بفاس سنة 1305 ه .

-39 نحوي بارز من بيت علم وفضل بفاس ، وكان جده أبو الفيض من أكبر من أكبر علماء فاس ت 1316ه ، انظر: معجم طبقات المؤلفين ، ابن زيدان ، 2/95 ، مؤرخو الشرفاء ، لسفي بروفنصال ، 262.

-40 حاشية ابن الحاج على المكودي ، 3 .

-41 انظر : تاريخ النحو العر   في المشرق والمغرب ، محمد المختار ولد اباه 422.423.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    لقد لفت انتباهي في مقالكم هذا كتاب: "معجم طبقات المؤلفين على عهد الدولة العلوية، عبد الرحمن ابن زيدان، تحقيق: حسن الوزاني، ط: وزارة الأوقاف المغربية، 1430ه/2009م.
    فأنا بحاجة إليه."

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق