الرابطة المحمدية للعلماء

اختتام أعمال المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية

محنة اللغة العربية وعلاقتها بتقليد المغلوب للغالب

اختتمت بمدينة نصر في القاهرة الاثنين الماضي(10 نونبر 2008) أعمال المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية الذي نظمته جمعية لسان العرب تحت عنوان “محنة اللغة العربية وعلاقتها بتقليد المغلوب للغالب”، وشارك فيه نخبة من العلماء والخبراء من 15 دولة عربية وأفريقية وآسيوية.

وناقش الخبراء في المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام 27 بحثا علميا في أربع جلسات دارت مواضيعها حول تشخيص محنة اللغة العربية وجذور مشكلاتها ورؤى ومقترحات النهوض.

وانقسم المشاركون بين متشائم بانتكاسة محققة وواقع متدهور، وبيئة غير حاضنة للغة العربية في دور العلم والبيت والشارع، ومتفائل بنهضة ممكنة وسيادة مستردة، وانتشار غير محدود داخل وخارج الوطن العربي. ورأى كثيرون أن اللغة العربية ليست في محنة، وإنما المحنة في أبنائها الذين تراجعوا عن دورهم الحضاري والتنويري, ولا زالوا في سبات عميق وهزيمة نفسية, ونظرة دونية للذات وفوقية للآخر.

وقد دعا رئيس المؤتمر سامي نجيب إلى ضرورة وجود دور صارم وحيوي لمجامع اللغة العربية في البلدان العربية الإسلامية لمواجهة محاولات محو وإذلال وإهانة لغة القرآن الكريم. وأكد نجيب الذي يرأس جمعية لسان العرب في تصريح لموقع الجزيرة نت، أن أهم أهداف المؤتمر في الواقع المصري تفعيل قانون يلزم دور التعليم والجهات الثقافية والوزارات والهيئات العامة ووحدات الإدارة المحلية، بخدمة سلامة اللغة العربية وتيسير تعميمها وانتشارها. وترى الباحثة المصرية فردوس البهنساوي أن الحل يبدأ بحتمية مراجعة وتقويم الواقع الثقافي العربي, لتوليد إدراك واع، وبناء إرادة وإستراتيجية لمواجهة الانجراف وراء خرافة التفوق بتقليد ثقافة مخالفة، وبناء الذات وتأسيس الوعي بخصائص الذهنية العربية وميراثها الأصيل, لمحو الشعور بالدونية والانصياع لثقافة الغالب.

أما أستاذة الأدب العربي بجامعة الكويت طيبة صالح الشذر فترى أن الأزمة تكمن في شتات الازدواجية اللغوية التي يعانيها واقعنا العربي المعاصر, والمتنقلة بين الفصحى والعامية, ومستوى ثالث يسمى “العربية الوسطى”، ما أدى لتصدع البيئة الثقافية وإهدار الطاقات التربوية والتعثر التعليمي.

وترى الأستاذ بمعهد بحوث الإلكترونيات بالقاهرة سلوى السيد في بحثها “معاناة العربية في عصر المعلومات” أن نهضة اللغة العربية لن تقوم إلا بنهضة علمية قوية، مثلما أحيا الكيان الصهيوني لغة ميتة بنهضة علمية حديثة، لافتة إلى أن تاريخ العربية, التي ظلت لقرون عديدة لغة العلم الأولى, يثبت أنها لغة عالمية قادرة على استيعاب مختلف العلوم والفنون.

وكخطوة أولى تقترح الباحثة دعم النمو اللغوي للطفل العربي قبل وبعد المدرسة بمناهج وبرامج مبسطة ومشوقة وحفظه للقرآن الكريم، ومنع العامية بالمدارس بقوانين صارمة.

كما أكد أستاذ الأدب الإسلامي بجامعة عثمان بن فودي بنيجيريا عبد الباقي شعيب في حديثه للجزيرة نت أن الشعب النيجيري والشعوب الأفريقية المسلمة ترى في العربية أساسا عقائديا ووعاء حافظا لتراثهم وحضارتهم الإسلامية المحفوظة. (عن الجزيرة نت بتصرف)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق