الرابطة المحمدية للعلماء

اختتام أشغال الندوة الختامية للدورة العشرين لجامعة مولاي علي الشريف بمراكش

اختتمت، أول أمس السبت بدار الثقافة الداوديات بمراكش، أشغال الندوة الختامية للدورة العشرين لجامعة مولاي علي الشريف، التي نظمت، على مدى يومين، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول موضوع “مصادر التأريخ لعهد جلالة الملك الحسن الثاني”.

ويندرج عمل هذه الجامعة في إطار تعزيز الجهود الأكاديمية الجامعية الرامية إلى إبراز ثراء خزانة التاريخ المغربي المتنوع بالدراسات والبحوث، والإسهام في تقديم وتسليط الضوء على الدور الحاسم للأسرة العلوية وملوكها العظام في تأسيس وتدعيم الدولة المغربية الحديثة.

وثمن مؤرخ المملكة، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي ورئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، عبد الحق المريني، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه خلال الجلسة الختامية، المداخلات التي تضمنتها أشغال هذه الندوة، والتي وصفها بالقيمة والمفيدة في مجال التأريخ للعهد الحسني الزاهر.

من جهة أخرى، تميز اليوم الثاني من هذه الندوة بتقديم مجموعة من المداخلات تمحورت حول موضوع “نماذج من مصادر التأريخ لعهد جلالة المغفور له الحسن الثاني”.

وفي هذا الصدد، أكد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية عبد الجليل الحجمري، في قراءة في كتاب “ذاكرة ملك”، أن هذا الكتاب يعتبر أطروحة في الشؤون السياسية والمجتمع وخرائط مستقبلية، مشيرا إلى أن جلالة المغفور له الحسن الثاني كان يمتلك وعيا دقيقا لما تتطلبه الحداثة وما يستدعيه التقليد.

وأوضح أن جلالته طيب الله ثراه كان مزدوج اللغة، وكان تمكنه من اللغتين العربية والفرنسية لافتا للنظر، مضيفا أن استعمال اللغة الأجنبية كان اختيارا ليبين تلك الرغبة الملحة والإرادة المعلنة للملك في الدفاع ليس فقط عن فعله ونظام حكمه، بل أيضا للدفاع عن بلده المغرب وتاريخه وثقافته المتعددة.

من جهتها، أبرزت مديرة الوثائق الملكية بهيجة سيمو، في عرض حول “التاريخ في كتاب ذاكرة ملك، 55 سنة من تاريخ المغرب المعاصر”، أن هذا الكتاب في شكله ومضامينه جاء ليعبر أن جلالة المغفور له الحسن الثاني، رحمة الله عليه، لو لم يكن ملكا لكان مؤرخا، مشيرة إلى أن هذا الكتاب مصدر للتأريخ لما يتضمنه من القضايا الهامة والمعاصرة.

أما أستاذة التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط ، رجاء المكاوي، فأوضحت في عرض لها حول “الفكر القانوني الحسني وبناء الدولة الحديثة”، أن جلالة المغفور له الحسن الثاني استطاع بفكره القانوني في ظرفية كانت من أصعب الظرفيات التي مر منها المغرب، أن يصل بهذا البلد السعيد الى بر الأمان.

وأضافت أن جلالته استطاع أن يضع الثوابت الخاصة بهذه الأمة المغربية في قالب قانوني متميز وتضمينها في الوثيقة الدستورية وأن يحولها الى رأسمال لامادي، الذي يجب أن يوظف اليوم أحسن توظيف من أجل الارتقاء بهذه الأمة ومن أجل التنمية المستدامة.

ولاحظت أن الفكر القانوني الحسني وبناء الدولة الحديثة يحتاج الى تأليف العديد من الكتب وتنظيم عدة لقاءات، مبرزة أن كل قانون من القوانين التي وضعها جلالة المغفور له الحسن الثاني في المنظومة القانونية هي فخر للدولة المغربية الحديثة.

ومن جانبه، أشار رئيس أول سابق بمحكمة الاستئناف مولاي هاشم العلوي، في عرض قدمه حول موضوع “القضاء في استراتيجية التوجهات الاصلاحية لجلالة الملك الحسن الثاني”، الى أنه إذا كان بناء القضاء الوطني في عهد الاستقلال يرتبط بعهد جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، فإن الإبراز التاريخي بالتدقيق العلمي التفصيلي للاستراتيجية التي اعتمدها جلالته، لاستئصال أثر مخلفات الوضع القضائي الموروث عن عهد الحماية وارساء دعائم قضاء يقوم على فصل السلط واستقلال القضاء.

ومن جهته، تناول الإعلامي بالإذاعة والتلفزة سابقا ، محمد بن ددوش خلال مداخلته حول “الملك الحسن الثاني.. ملك الاعلام”، مختلف جوانب الشخصية الاعلامية لجلالته رحمة الله عليه، وما تميزت به من قوة وخبرة عميقة وتأثير نافذ على الصعيد الدولي، من آراء جلالته في الاعلام والاعلاميين، وعلاقات جلالته برجال الاعلام من مختلف أنحاء العالم، ونظرة الاعلاميين الأجانب لجلالته، واهتمام جلالته بتطوير الاعلام المغربي وانتقاله الى عصر الحداثة والمهنية، فضلا عن اهتمام جلالته بالاعلاميين المغاربة.

ويندرج عمل هذه الجامعة في إطار تعزيز الجهود الأكاديمية الجامعية الرامية الى ابراز ثراء خزانة التاريخ المغربي المتنوع بالدراسات والبحوث والاسهام في تقديم وتسليط الضوء على الدور الحاسم للأسرة العلوية وملوكها العظام في تأسيس وتدعيم الدولة المغربية الحديثة.

وتميز اليوم الأول من الندوة الختامية للدورة العشرين لجامعة مولاي علي الشريف، المنظمة على مدى يومين تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول موضوع “مصادر التأريخ لعهد جلالة الملك الحسن الثاني”، بعرض شريط وثائقي تحت عنوان “محطات من حياة ملك عظيم” من انتاج الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة، وافتتاح معرض خاص بصور جلالة المغفور له الحسن الثاني من اعداد المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير ، بالاضافة إلى افتتاح معرض المسكوكات والاوراق البنكية من اعداد مؤسسة بنك المغرب.

ويتضمن برنامج هذه الندوة الختامية لهذه الدورة، التي تنظمها وزارة الثقافة، جلستين يتم من خلالهما محورين مناقشة ” لمحات من منجزات ومواقف جلالة المغفور له الحسن الثاني” و”نماذج من مصادر التأريخ لعهد جلالة المغفور له الحسن الثاني”.
    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق