الرابطة المحمدية للعلماء

احتفالية مهرجان فاس للثقافة الصوفية تزاوج بين التصوف والإبداع

يقدم مهرجان فاس للثقافة الصوفية الذي انطلقت فقراته مؤخرا بفاس تحت شعار “قوت القلوب .. التصوف والإبداع” أطباقا متنوعة تم اختيارها بعناية تزاوج بين البعد الروحي لهذه الثقافة وباقي الأبعاد الأخرى، سواء كانت فنية أو ثقافية أو فكرية أو حتى مجتمعية.

ووسط متحف البطحاء العريق بفاس الذي يحتضن فعاليات هذا المهرجان الذي يستمر إلى غاية 20 أبريل٬ فتح فوزي الصقلي رئيس المهرجان شهية الحضور الذي توزع ما بين مريدين ومثقفين ومبدعين٬ عبر تقديم مجمل الفقرات التي تم اختيارها لتأثيث هذا الفضاء.

وأكد الصقلي أن البعد الروحي للثقافة الصوفية لا يتعارض مع ارتياد الآفاق الفنية أو الثقافية أو الفكرية على اعتبار أن المجتمع هو الذي ينمي ويغذي كل هذه الأبعاد.

وأوضح أن تكامل هذه الأبعاد بإمكانه أن يؤسس لحضارة حية لها القدرة على التجدد لخدمة الهدف الأساسي وهو الإنسان في تدرجه نحو مراقي الصفاء الروحي مشيرا إلى أن المقاربة التي يرتكز عليها المنظمون لهذا الحدث الثقافي والفني تستهدف تكريس ثقافة مشتركة تقوم على قيم ومفاهيم ثقافية وروحية نسجت إلى جانب مقومات وروافد أخرى اللحمة الأساسية للحضارة الإسلامية.

ومن جهته أكد عبد الله الوزاني الباحث المتخصص في قضايا التصوف أن شعار هذه الدورة ” قوت القلوب .. التصوف والإبداع ” يختزل في العمق مجموعة من الدلالات التي يسعى المتصوفة إلى تحقيقها خاصة منها حب الآخر واحترامه وكذا الترقي في مدارج الإيمان.

وبدوره اعتبر الشاعر والكاتب التونسي عبد الوهاب مؤدب أن العودة إلى روح التصوف الذي يكرس الانفتاح والعيش المشترك والتسامح والتآخي يشكل “أحد الحلول الآنية لمواجهة ما نعيشه اليوم من عنف في مختلف تمظهراته”.

ومن جهتها أكدت الباحثة سعيدة بناني أن التصوف يظل في العمق هو روح الإسلام وما يدافع عنه من قيم التسامح والسلام والتآخي مضيفة أن الثقافة الصوفية تشكل أحد مكونات التراث الإنساني الحي باعتبارها تقود كل شخص ينشد معرفة حقيقته وعلاقاته مع الخالق.

ويتضمن برنامج مهرجان فاس للثقافة الصوفية الذي تشرف على تنظيمه جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية العديد من الفقرات من بينها بعض اللقاءات والندوات الفكرية والأمسيات الصوفية وحلقات الذكر .

وستبحث هذه اللقاءات والندوات التي يؤطرها باحثون ومختصون في قضايا التصوف مختلف المواضيع والقضايا التي لها ارتباط بالبعد الروحي للثقافة الصوفية من خلال مناقشة الإشكالات التي يطرحها موضوع التصوف في تقاطعاته مع الفلسفة والشعر والتراث والفكر المعاصر إلى جانب دراسة الموروث الروحي للمغرب وتفرد وخصوصية تجربته في هذا المجال.

كما سيتم تنظيم أمسيات فنية تحييها فرق من سوريا وتركيا وفلسطين بالإضافة إلى فرق من المغرب الذي سيمثل في هذا المهرجان بمجموعات ( زمان الوصل ) والطريقة الوزانية والصقلية والحراقية والقادرية البوتشيشية وكذا فرقة درقاوة .

ويخصص اليوم الأخير من هذا المهرجان للاحتفاء بأعمال الباحثة في ميدان التصوف والأنتربولوجيا الراحلة زكية زوانات وإصداراتها من خلال تنظيم لقاءات يشارك فيها باحثون ومختصون وأكاديميون سيبحثون مجموعة من القضايا التي لها ارتباط بالتراث الصوفي بالمغرب وامتداداته على مستوى العالم.

وتعتبر جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية التي تشرف على تنظيم هذه التظاهرة أن تكريم هذه الباحثة خلال هذه الدورة هو تكريم لإحدى الباحثات عن الحقيقة التي راكمت باعتبارها من الوجوه المعاصرة في مجال التصوف أعمالا فكرية عديدة في هذا المجال.

ويروم مهرجان فاس للثقافة الصوفية الذي نظمت دورته الأولى سنة 2007 التعريف على المستوى العالمي بالصورة الإيجابية للإسلام من خلال إبراز عمق ومقاصد ثقافة الانفتاح والتسامح التي اعتمدها المتصوفة في تجاربهم إضافة إلى تكريس ثقافة مشتركة ترتكز على قيم التعايش والإخاء والتسامح.

و.م.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق