مركز الدراسات القرآنيةأعلام

(ابن صمادح التجيبي (ت419هـ

هو الإمام العالم العلامة الأريب، المفسر، صاحب التآليف الحسنة، والفوائد المستحسنة. أبو يحيي محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن صمادح التجيبي من أهل سرقسطة، وهو من قبيلة تجيب العربية الذين دخلوا إلى الأندلس بعد ما أسلموا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

وحينما قسمت الأندلس بين ملوك الطوائف كان ليحيي بن صمادح حقهم، فأقاموا مملكة في مدينة ألمرية، وبقوا بها إلى أن قضي يوسف بن تاشفين على تلك المماليك سنة(484هـ).

نبغ من هذه الأسرة رجال في ميدان السياسة فتولوا الملك أمثال يحيي بن معين الملقب بالمعتصم بالله والواثق بفضل الله، وأبي يحيي بن صمادح الملقب برفيع الدولة.
واشتهر منهم كذلك رجال في العلم والأدب، فبرز في علوم الشريعة أبو سلمة أسامة بن أحمد التجيبي، وأبو حفص حرملة بن يحيي التجيبي، وصاحبنا أبو يحيي محمد بن صمادح.

ولعل خير دليل على نبوغ العلامة وعبقريته، ما خطته يمينه من تآليف حسنة مستحسنة، في شتى ضروب العلم، تكشف قوة عارضته في الحبك نثرا ونظما، ومن تلك التآليف وأعظمها: مختصر من تفسير الطبري، وهو بقية صالحة مما تركه أهل الأندلس في تفسير القرآن، والكتب نشر سنة (1390هت/1970م) في سلسلة تراثنا التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر بتحقيق وتعليق محمد حسن أبو الحزم في جزئين. والمصورة عن مخطوطة المتوكلية بصنعاء اليمن.

واختلف كثيراً في عنوان هذا الكتاب إلا أنّ الراجح عند المحققين أنّه مختصر في غريب القرآن كما صرح ابن الأبار (ت658هـ): «وله اختِصار في غرِيب القرْآن استخرجه من تفسير الطَّبَريّ ورواهُ عنهُ ابنه أبُو الْأحوَص معنُ بن مُحَمَّد أمِير المرية ذكر ذَلك ابْن عُبَيْد الله». وقد اشتهرت كذلك وصيته لابنيه معن وصمادح بأسلوبها البارع، ومحتوياتها الجامعة لمعظم آداب الدنيا والدين، ودلالتها على وفور علمه، وجلالة معارفه.

قال الذهبي: «وله مختصر في غريب القرآن يدّل عَلَى فضله ومعرفته». مات غريقا في اليم سنة 419هـ. وقال ابن الأبار: ووقفت على وصيته لمعن هذا منقولة من خط أبي بكر بن زهير وحكى ابن حيان أنه هلك عطبا في البحر الرومي وكان قد ركبه من دانية يبغي الحج في مركب تأنق في صنعته واستجاد آلته وعدته وتخير أعدل الأزمنة ومعه خلق كثير تشاحوا في صحبته فعطب جميعهم سوى نفر منهم وتخلصوا للإخبار عنهم ومضى هو لم يغن عنه حزمه ولا قوته فكان اليم أقصى أثره وذلك في سنة تسعة عشر وأربع مائة زاد ابن زهر في جمادى الأولى بين يابسة والأندلس.

المصادر المعتمدة:

التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار (308/1) .

الذيل والتكملة عبد الله المراكشي (646/2).

تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي (469/28).

إعداد: الحسن الوزاني
مركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق