مركز الدراسات القرآنيةأعلام

ابن الفرس الغرناطي (ت597هـ)

هو عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم أبو عبد الله بن محمد الأنصاري الخزرجي من ولد سعد بن عبادة رضي الله عنه المشهور بابن الفرس الغرناطي، ولد سنة 524هـ، وقيل 525هـ، ويكنى أبا محمد، وكناه بعضهم بأبي عبد الله.

نشأ ابن الفرس وترعرع في أسرة ضاربة بنصيب وافر في العلم والديانة، وحصّل العلم عن جملة من الشيوخ، في مقدمتهم أبوه  وجده، كما سمع من شيوخ آخرين مثل: أبو الحسن بن مغيث، وأبو القاسم بن بقي، وأبو الحسن بن شريح، وابن العربي، وأبو الحجاج القضاعي، وغيرهم.

كما أخذ عنه جماعة منهم: الحافظ أبو محمد القرطبي، وأبو على الرندي وابنا حوط الله، وأبو الربيع بن سالم، كما أخذ عنه ابنه أبو يحيى عبد الرحمن، وأبو الحسن علي بن محمد الغافقي، وأبو عبد الله الأزدي، وأبو محمد بن عطية، وأبو بكر بن محرز، وأبو العباس بن عبد الملك، وأبو الوليد العطار، وأبو عمر بن حوط الله وهو آخر من حدث عنه.

ترك أبو محمد ابن فرس عدة تصانيف تنم عن تنوع ثقافته الإسلامية وتمكنه من عدة علوم، ولعل أبرز كتاب ألفه هو كتاب: “أحكام القرآن”، الذي طبع مؤخرا محققا، اختصار كتاب:”الأحكام السلطانية”، وكتاب”النسب” لأبي عبيد القاسم بن سلام، و”ناسخ القرآن ومنسوخه” لابن شاهين، وغيرها من الكتب والمؤلفات.

إن نبوغ ابن الفرس الغرناطي، وسعة اطلاعه، وحبه للعلم وأهله كانت من الأمور التي تجلب اهتمام المترجمين والعلماء، وتجعلهم يسعون إلى جمع أخباره، وتقصيها، والتعريف بمكانته.

فقال فيه التُّجيبي في «مشيخته»: «لقيته بمرسية في سنة ست وستين وخمسمائة وقت رحلتي إلى أبيه، ورأيت من حفظه، وذكائه، وتفننه في العلوم؛ فأُعجبت منه، وكان يحضر معنا التدريس، والإلقاء عند أبيه؛ فإذا تكلّم أنصت الحاضرون؛ لجودة ما ينصه، وإتقانه، واستيفائه بجميع ما يجب أن يُذكر في الوقت، وكان نحيف الجسم كثيف المعرفة عظيما..».

وقال الذهبي: «الشيخ الإمام، شيخ المالكية بغرناطة في زمانه.. وبرع في الفقه والأصول، وشارك في الفضائل..».

توفي الشيخ عبد المنعم رحمه الله تعالى عند صلاة العصر من يوم الأحد الرابع من شهر جمادى الآخر سنة 597هـ على أرجح الأقوال، ودفن خارج باب إلبيرة.

مصادر ترجمته:

  • الديباج المذهب في أعيان المذهب (102/2).
  • شجرة النور الزكية (ص: 150).
  • سير أعلام النبلاء (364/21).
  • “تاريخ قضاة الأندلس” لأبي الحسن النبهاني المالقي (ص: 110).
  • “طبقات المفسرين” للأدندوي (ص:176).
  • غاية النهاية (383/1).
إعداد: ذ. رضوان غزالي
مركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق