مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

ابن الـتَّـبـان

 

         إعداد: دة. أمينة مزيغة

          باحثة بمركز دراس بن إسماعيل

          هو أبو محمد عبد الله بن إسحاق رحمه الله، المعروف بابن التبّان، ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، من العلماء الراسخين، والفقهاء المبرزين كان من أحفظ الناس للقرآن متفننا في علومه، والكلام على أصول التوحيد، مع فصاحة اللسان، كان مستجاب الدعاء، عالماً بالفقه والنحو والحساب والنجوم، ضربت له أكباد الإبل من الأمصار، لعلمه بالذب عن مذهب أهل الحجاز ومصر، ومذهب مالك، قال أبو الحسن القابسي بعد موته: “رحمك الله يا أبا محمد، فلقد كنت تغار على المذهب، وتذب عن الشريعة”، وقال بعضهم:”كان أبو محمد من أرق أهل زمانه طبعاً، وأحلاهم إشارة، وألطفهم عبارة”.

          أخذ عن أبي بكر ابن اللباد وغيره.

          سمع منه: أبو القاسم المنستيري، ومحمد بن ادريس بن الناظور، وأبو محمد بن يوسف الحجي، وأبو عبد الله الخرّاط وابن اللبيدي، رحمهم الله.

          كان كثير الدرس فقد ذكر أنه قال: “كنت أول ابتدائي أدرس الليل كله، فكانت أمي تنهاني عن القراءة بالليل، فكنت آخذ المصباح فأجعله تحت الجفنة، وأتعمد النوم، فإذا رقدت أخرجت المصباح وأقبلت على الدرس … إلى أن قال لي أبي ذات يوم: يا بني ما يكون منك؟ لا تعرف صنعة، و اشتغلت بالعلم ولا شيء عندك، فلما كان ذات ليلة سمعته يقول لوالدتي: عرفت أني عُرّفت اليوم بابني؟ وذلك أني حضرت أملاكاً في مسجد … فوجدته ممتلئاً بالناس، ولم أجد مجلساً، فقام لي رجل من موضعه وأجلسني فيه، فسأله إنسان عني، فقال له أسكت هذا والد الشيخ أبي محمد”. وقال: “خرج والدي محمد بن التبان يوماً من مسجد المسند، فزلق في طين، فبادر رجل وأخذ بيده، وقال لصاحبه: هذا والد الشيخ أبي محمد الفقيه. قال: فرجع وحرّض ابنه على طلب العلم، والتزم القيام بشأنه من يومئذ”.

          قال أبو محمد لبعض من يتعلم منه: خذ من النحو ودع، وخذ من الشعر وأقل، وخذ من العلم وأكثر، فما أكثر أحد من النحو إلا حمّقه، ولا من الشعر إلا أذلّه، ولا من العلم إلا شرفه. ويذكر عنه أنه كان كثيراً ما كان ينشد:

قد غاب عنك ثقيلُ كل قبيلة      ممـن يشوب حديـثـه بمراء

فالآن طاب لك الحديث إنما      طيبُ الحديث بخفة الجلساء

          توفي رحمه الله يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين و ثلاثمائة، وصلى عليه القاضي محمد بن عبد الله بن هشام، وخرج الناس لجنازته من ثلث الليل، حتى ضاقت بهم الشوارع، وفاضوا في الصحراء.

بعض مصادر ترجمته:

ترتيب المدارك 3/273 الترجمة رقم: 1044

الديباج المذهب 1/379 الترجمة رقم: 271.

جمهرة تراجم الفقهاء المالكية 2/700، الترجمة رقم:631.

معالم الايمان 3/92 الترجمة رقم: 226.

شجرة النور الزكية 1/143 الترجمة رقم: 263.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق