الرابطة المحمدية للعلماء

أكاديميون: سيرة مولاي علي الشريف نموذج مثالي لجدلية الأبعاد العلمية والفقهية والسياسية

أجمع عدد من الأكاديميين والباحثين المشاركين في الندوة الفكرية حول ” مولاي علي الشريف الحسني السجلماسي: الإنسان والعالم والمتصوف والسياسي”، اليوم الخميس بالرشيدية، على أن سيرة مولاي علي الشريف تشكل نموذجا مثاليا لجدلية الأبعاد العلمية والفقهية والسياسية.

وأكدوا في مداخلاتهم في إطار هذه الندوة التي تنظمها الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية على مدى يومين تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ، على أن المتصفح لسيرة هذا العالم تستوقفه جدلية هذه الأبعاد في شخصيته ، التي شكلت إسهاماته الفكرية آفاقا رحبة للتفكير والبحث، وذلك بالنظر إلى تعدد الأدوار التي اضطلع بها والمتمثلة في الوظائف الروحية والدينية والاجتماعية والعسكرية.

وأبرزوا أن هذه الوظائف تتجسد بالخصوص في نشر الإسلام وترسيخ دعائم التصوف السني وتنظيم المواسم الدينية والدعوة إلى الجهاد وتأطيره وتثبيت الاستقرار وتأمين الأسواق التجارية وتحقيق التوازن الاجتماعي.

وفي هذا الإطار، يرى أحمد الصديقين أستاذ باحث في التاريخ ، في مداخلة له بعنوان ” جدلية الفقهي والصوفي في سيرة مولاي علي الشريف” ، أن ربط هذه الأبعاد الثلاثة في بيوغرافيا مولاي علي الشريف بالسياق التاريخي للمغرب والأندلس عموما وسجلماسة خاصة خلال القرن الثامن الهجري، من شأنه ان يكشف بعض المحددات التي بلورت سيرة هذه الشخصية وعن الثابت والمتحول في تاريخ الفقه والتصوف بالمغرب والأندلس خلال العصر الوسيط.

من جهته، اعتبر مصطفى بوزغيبة، أستاذ باحث في علم التصوف، في مداخلته حول ” خصائص الممارسة الصوفية بالمغرب: مولاي علي الشريف نموذجا”، أن الرجل سار على مسلك قائم على أبعاد روحية أساسها التزكية والأخلاق، واجتماعية قوامها التضامن والتنمية، ووطنية هدفها الدفاع عن حوزة الوطن، وسياسية اساسها ترسيخ قيم الوحدة والالتفاف حول السلطان باعتباره أميرا للمؤمنين.

بدوره، تطرق عبد الكبير حاميدي، أستاذ بالكلية المتعددة التخصصات، في مداخلة له حول الأبعاد المتعددة لشخصية مولاي علي الشريف الموسوعية واهتماماتها، من خلال إبراز فلسفته التربوية ومنهجيته التكوينية ورباطاته التربوية والتعليمية.

أما محمد لمراني علوي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب بمكناس، فاستعرض في كلمته ” المولى علي الشريف والمواقف الجهادية”، المسار العلمي-الجهادي لهذه الشخصية المتمثل في تنظيم الرحلات الجهادية التي قادها إلى الأندلس وافريقيا في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين.

من جهته، تناول محمد علوي بن الشاد، أستاذ باحث في التراث الشعبي، في عرض له بعنوان” معالم وتجليات شخصية مولاي علي الشريف في أنماط التراث الشعبي المغربي ، شخصية هذا الرجل الذي تبوأ مكانة متميزة في الذاكرة الشعبية المغربية، مضيفا أن هذه المكانة تجلت عبر مظاهر ومعالم وصور إبداعية تعكس مدى قدرة وبراعة مبدعيها على التعبير على الحب والتقدير الذي كان يحظى به مولاي علي الشريف في قلوب المغاربة.

ويتضمن برنامج الندوة مناقشة محاور تهم “مولاي علي الشريف : الإنسان” و” مولاي علي الشريف العالم الزاهد والمتصوف” و “الأبعاد العلمية واللغوية بخاصة في تراث مولاي علي الشريف”و” مولاي علي الشريف القائد المجاهد والسياسي المحنك” و “مولاي علي الشريف في المصادر المغربية والعربية والأجنبية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق