مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

أحمد الكاشطي التناني (1310هـ ـ1374 هـ):

     هو العالم الورع  أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن علي بن همو التناني الكاشطي، ولد حوالي عام (1310هـ) بدوار “كاشط” بقبيلة “إداوتنان” المتاخمة لمدينة أكادير. بدأ تعلم القرآن على يد أخيه إبراهيم الكاشطي  والشيخ محمد بن أحمد الألماوي، فأتقن كتاب الله بثلاث روايات؛ ورش وقالون والمكي،  ثم سافر إلى الحج وعمره لا يتجاوز تسعة عشر سنة، وأثناء عودته  عرج إلى منطقة “تمسمان”  الواقعة بمنطقة الريف، فجلس هناك إلى الشيخ الحسن السوسي المنيزلي، و قرأ عليه القرآن برواية البصري وبعض المتون. وفي سنة (1337 هـ) حل بمدينة فاس وأخذ عن شيوخها منهم: العلامة عبد الكريم بنيس وأبوشعيب الدكالي ومحمد الحجوي وزير المعاريف يومئذ وغيرهم من الشيوخ الذين حصل على أيديهم مختلف العلوم، كما أخذ التربية التصوف عن الطيب السفياني ومحمد النظيفي وأحمد سكيرج وكلهم أجازوه الإجازة المطلقة في تلقين ورد الطريقة التيجانية .

    و بعد هذه الرحلة العلمية عاد المترجم إلى بلدته،  ليلتقي بالشيخ محمد بن عبد الله التناني الذي أعجب به كثيرا حتى قال فيه : « فوجدت في مدرستنا “ألما” علامة الزمان، وكهف الأمان، من لم يظن وجوده في الحواضر فضلا عن البوادي، العلامة المتواضع المدرس النافع، شيخنا وقدوتنا الفقيه سيدي محمد بن عبد الله التناني …وجدته يتعاطي جميع الفنون بقراءة التحقيق؛ من النحو والتصريف والفقه والحديث والفرائض والحساب والتوقيت والتصوف، مع لين الجانب مع جميع الناس، وعلى يده حصلت لي حلاوة العلوم … فكشف لي الغطاء عن وجوه محاسن العلم بما رزقه الله من الفتح المبين  ».

     وبأمر من شيخه هذا، خرج الكاشطي  للتدريس  وإرشاد الناس، فتنقل بين العديد من المدارس الواقعة بقبيلته، ليعود في أخر المطاف إلى مدرسة ” ألمَا ” التي تخرج منها، ليتصدر فيها للتربية والتعليم، فانتشر ذكره في الأفاق  فالتحق بمدرسته العديد من طلبة العلم القادمين من شتى مناطق المغرب، وقد تخرج على يديه عدد كبير من العلماء، كما خلف المترجم – رحمه الله – آثارا علمية وفقهية عديدة منها ما هو مطبوع  وأغلبها  مازال مخطوطا منها :

 في الفقه المالكي

• ” تحفة النبيل بالصلاة إيماء في طاموبيل” وهو عبارة عن كتاب يضم فتوى بجواز الصلاة إيماء في سيارة لا يملكها الراكب، ولا يستطيع إيقافها حتى يؤدي الصلاة في وقتها على الوجه المطلوب، يقول في مقدمة كتابه هذا  «  (…) وبعد؛ فإن الصلاة عماد الدين وجعلت فيها قرة سيد المتقين صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين، فمن حفظها وحافظ عليها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع . وقد شهدنا من تضيعها في أوقاتها ممن ينسب إلى الصلاح أو يتعاطى العلم أو أسباب الفلاح، ما تكدر به عيشنا  وأظلم به وقتنا، وأما العوام فلا  تسأل عما يفعلون ولاسيما من سافر منهم وركب الآلات التي لا يمكن غالبا وقوفها (…) فترى الواحد ربما ركب نهاره كله فلم يصل ظهرا ولا عصرا ولا مغربا إلى أن ينزل، ويعتذر بأنه لم يمكن له النزول للصلاة ولا اتسع المحل لها … » .  وقد أثار هذا الكتاب نقاشا علميا واسعا .

•  “سبيل النجاة في إتمام الصلاة وتعجل العقوبات في تضييع الصلوات”.

في العقيدة الأشعرية :

•  له كتاب : “عصمة الاعتقاد من الوقوع في ما وقع فيه من عبد الله مع الأنداد” والكتاب مخطوط .

في التصوف :

• له كتاب في”  ذكر مناقب شيخه أحمد بن مبارك أوتن همو وسلوكه الصوفي” والكتاب أيضا مخطوط .

وغيرها من الآثار العلمية  .

 توفي الشيخ أحمد الكشطي  ليلة الأحد 25 صفر عام 1374هـ .

مصادر الترجمة :

•  التعريف بالبلدة التنانية أحمد الكشطي ( نسخة مرقونة  ).

•  أساتذة الكشطي بقلمه (نسخة مرقونة )

•  تحفة النبيل بالصلاة إيماء في طاموبيل، لحمد الكاشطي تقديم الأستاذ مولاي البشير أعمون .

•  المعسول ج 15 / 91-93

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق