الرابطة المحمدية للعلماء

أجواء شهر الصيام في أوروبا.. ألمانيا نموذجا

الصوم أكثر فريضة دينية يتم أداؤهما من طرف الأقليات الإسلامية

تختلف الأمور نسبيا في التعامل مع شهر رمضان الكريم، بالنسبة للمسلمين المقيمين في الغرب، على اعتبار أنه في الدول الغربية يعيش المسلمون شهر الصيام كأبناء أقلية دينية، حيث لا يختلف شهر رمضان عن غيره من الأشهر. وغالبًا ما يشكِّل هذا بالنسبة للمسلمين تحديًا من نوع خاص لا يقدر كلّ مؤمن على مواجهته أو يرغب في قبوله.

وحسب متابعة إعلامية لواقع صوم المسلمين في ألمانيا، حرّرها الإعلامي الألماني أولريكه هومِّل، ونشرها الأسبوع الماضي في موقع قنطرة الإلكتروني، فعلى الرغم من صعوبات الصيام في ألمانيا، إلاَّ أنَّ استطلاعًا للرأي أجراه مركز الدراسات التركية في مدينة إسِّن الألمانية في عام 2005 أظهر أنَّ أكثر من ثلاثة وسبعين في المائة من المسلمين الأتراك في ألمانيا يصومون شهر رمضان. وحسب هذا الاستطلاع تعتبر فريضة الصيام أكثر فريضة دينية يتم أداؤهما.

ولكن مَنْ لا يلتزم في أداء هذه الفريضة يتعرَّض من دون شكّ لبعض الضغوطات والاستنكار داخل المجتمعات المسلمة، يضيف الإعلامي الألماني، مضيفا أنه توجد في الإسلام استثناءات؛ إذ يعتبر الصيام فريضة على الأشخاص البالغين. ويعفى من فريضة الصيام الأشخاص المرضى وكبار السن وكذلك المسافرون، وبإمكانهم تعويض الأيام التي لم يصوموها في وقت لاحق. وأخيرًا يخدم الصيام صحة الإنسان ويطهِّر الجسم والنفس والروح.

واستشهد أولريكه هومِّل بما صدر عن إمام مسجد القدس في مدينة كريفيلد، عبد الوهاب علوي، ويقول هذا الأخير إنَّه يلتقي من جديد في هذا العام بالكثير من المسلمين الذين لا يراهم كثيرًا في الأيَّام العادية. ويضيف: “في شهر رمضان يأتي إلى المسجد أشخاص أكثر من ذي قبل؛ ويرتاد المساجد الكثيرون من الرجال والنساء ومن الكبار والصغار وكذلك الآباء والأمَّهات مع أطفالهم. وهذا يشكِّل بالنسبة لنا نحن الأئمة فرصة حسنة لتذكير المسلمين بواجباتهم الدينية الأخرى؛ وهذا يعني مثلاً عدم شتم الآخرين أو سرقتهم أو الكذب عليهم بغض النظر عن دينهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق