أبي بن كعب بن قيس بن عُبَيْدِ بن زيد بن معاوية بن عَمْرو بن مالك بْن النجار. أمه صهيلة بِنْت الأسود بْن حرام بْن عَمْرو من بني مالك بْن النّجّار. يكنى أبي بن كعب أبا الطفيل بابنه، وأبا المنذر.
كان لأبي بْن كعب من الولد الطفيل ومحمد وأمهما أم الطفيل بِنْت الطُّفَيْل بْن عَمْرو بْن المنذر بْن سبيع بن عبدنهم من دوس. وأم عَمْرو بِنْت أبي.
شهد العقبة الثانية، وبايع النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ فيها، ثم شهد بدرًا، وكان أحد فقهاء الصحابة وأقرأهم لكتاب الله، وممن اشتهروا بالتفسير. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ له: " أمرت أن أقرأ عليك القرآن" [مسند الإمام أحمد: 21137 (ج35 /73)].
وذكر مُحَمَّد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه قَالَ: أول من كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي مقدمه المدينة أبي بن كعب، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان. قَالَ: وكان أبي إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيد بن ثابت، فيكتب. وكان أبي وزيد بن ثابت يكتبان الوحي بين يديه صلى الله عليه وسلم، ويكتبان كتبه إلى الناس وما يقطع وغير ذلك.
وروي عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبا المنذر، أي آية معك من كتاب الله أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «أبا المنذر، أي آية معك من كتاب الله أعظم؟» قال: قلت: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) [البقرة: 255] . قال: فضرب في صدري، وقال: «ليهن لك يا أبا المنذر العلم»[ سنن أبي داود، باب ما جاء في آية الكرسي: 1460].
كان رضي الله عنه أحد الصحابة الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالأخذ عنهم، فعكف على تعليم الناس العلم فروى عنه جمع كثير من الصحابة والتابعين منهم: أبو الأسود الدؤلي، أبو أمامة الباهلي، وأبو أيوب الأنصاري، وأنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيرهم.
قال رجل منا يقال له جابر : طلبت حاجة إلى عمر وإلى جنبه رجل أبيض الثياب والشعر فقال: إن الدنيا فيها بلاغُنا إلى الآخرة وفيها أعمالنا التي نجزى بها في الآخرة. فقلت من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا سيِّدُ المسلمِين؛ أبي بنُ كَعْبٍ.
وقال أبي بن كعب لعمر بن الخطاب. رضي الله عنه. ما لك لا تستعملني؟ قال: أكره أن يدنس دينك. وكان أبي صاحب عبادة، فلما احتاج الناس إليه ترك العبادة، وجلس للقوم.
يقول الواقدي: فلما كان عام الفتح وأسلم معاوية كتب له أيضًا. قَالَ أبو عمر: مات أبي بن كعب في خلافة عمر بن الخطاب، وقيل: إنه مات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين. والأكثر على أنه مات في خلافة عمر رحمهما الله تعالى.
مصادر ترجمته:
- الطبقات الكبرى (378/3).
- الاستيعاب (66/1).
- طبقات الفقهاء (44/1).
- سير أعلام النبلاء (236/3).