الرابطة المحمدية للعلماء

أبعاد الحرية في الإسلام موضوع دراسة أمريكية حديثة

الحرية الدينية مفهوم أصيل في الإسلام

هل مفهوم الحرية في الإسلام ينسجم مع المفهوم الغربي؟

سؤال حاولت أن تجيب عنه دراسة حديثة قامت بها مؤسسة التراث The Heritage Foundation، تحمل عنوان “استكشاف مفاهيم الحرية في الإسلام”.

وتوصلت الدراسة، التي أعدتها “كيم أر. هولميس” Kim R. Holmes نائبة رئيس دراسات السياسة الخارجية وسياسة الدفاع ومديره معهد الدراسات الدولية بمؤسسة التراث، إلى أن الحرية أولا هي “طريقة تنظم حياة الإنسان، وجهده، وتحترم كرامته، وليس كما يقال إنها رخصة تكفل للإنسان تحقيق ما يريده”.

وحاولت الكاتبة بعد ذلك أن تجيب عن الأسئلة المتعلقة بقضية الأقليات الدينية في الدول الإسلامية، وعما إذا كانت تتم معاملتهم باعتبارهم مواطنين لهم كافة الحقوق، أم باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية كما كان الحال في الإمبراطورية العثمانية؟  وخلصت الدراسة إلى أن الغرب يرى أن الحرية الدينية تتمثل في حرية العبادة وحكم الأغلبية، وهو مفهوم ليس غريبا على الإسلام، فالقرآن يؤكد حقيقة أنه “لا إكراه في الدين”، ومن ثًمَّ وجوب احترام معتقدات اليهود والمسيحيين (أهل الكتاب)، ومع ذلك ترى الدراسة أنه من الصعب القول إن المجتمعات الإسلامية قاطبة تشهد حرية في اعتناق ديانات غير الإسلام، لاسيما في وقت يشتد فيه عود المنظمات المتطرفة.

وتطرقت الدراسة أيضا إلى مسألة العلمانية، وقالت “كيم” إنها لا تتفق مع العديد من المسلمين الذين يرونها عدوا للدين، ومن ثم يصعب الحديث عن العلمانية عند مناقشة الحرية في العالم الإسلامي. وأكدت أن أصحاب الاتجاه الديني المحافظ في الولايات المتحدة الأميركية لا يتفقون مع العلمانية المتطرفة. وبالرغم من أن هؤلاء يفضلون عدم إنشاء دولة دينية، إلا أنهم في الوقت ذاته يريدون احترام الدين وممارسة العبادات الدينية. وأشارت الدراسة إلى أن الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأميركية لم يبحثوا عن الفصل بين الدين والحياة العامة، فقد رأوا أهمية للدين، معتبرين أن الصراعات الدينية لم تنتج فقط عن تدخل الدين في السياسة، وإنما في بعض الحالات رجعت إلى وجود حالات من القمع الديني.

وتحدثت الدراسة أيضا عن مفهوم “التوحيد” (الذي يحمل معنى التوحد)، حيث اندماج مؤسسات الدولة وأولويات الفرد من خلال الإقرار بسيادة الله. فالفرد لديه التزامات تجاه ربه، والدولة ومؤسساتها لديها دور ما في تحديد ماهية هذه التزامات. ووجدت الخبرة الغربية، حسب الدراسةّ، أن عبادة الله لا تمارس تحت إكراه الدولة، فهناك حرية للفرد في هذا المجال، الأمر الذي ظهر لدى كل من الإصلاحيين البروتستانت والكاثوليك، وأيضا بصورة مؤكدة في عصر التنوير.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق