المسك الأذفر في توجيه ما انفرد به الإمام أبو جعفر (5)

بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وءاله
* قوله تعالى: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَّأْتِيَهُمُ اُ۬للَّهُ فِے ظُلَلٖ مِّنَ اَ۬لْغَمَٰمِ وَالْمَلَٰٓئِكَةُ وَقُضِيَ اَ۬لْأَمْرُ).
قرأ أبو جعفر بالخفض في قوله تعالى: (وَالْمَلَٰٓئِكَةِ وَقُضِيَ اَ۬لْأَمْرُ).
وفي بيان ذلك ثلاثة أوجه:
* أحدهما: أن يكون نسَقا (ظُلَلٖ) أي: إلا أن يأتيهم الله في ظلل وفي الملائكة.
* الثاني: أن يكون معطوفا على (اَ۬لْغَمَٰمِ) أي: من الغمام ومن الملائكة، فتوصف الملائكة بكونها ظللا على التشبيه، وعلى الحقيقـة، فيكون المعنى يأتيهم أمر الله وآياته، والملائكة يأتون؛ ليقوموا بما أمروا به من الآيات والتعـذيب(1).
ويختلف تقدير حرف الجر؛ إذ على الأول التقدير: وفي الملائكة، وعلى الثاني التقدير: ومن الملائكة(2).
* وثالثها: الجر على المجاورة، ويكون المعنى كمعنـى قـراء ة الجمهور.
ورجح النيسابوري أن أبا جعفر قرأ بالخفض عطفا على الغمام، وتقديره: مـع الملائكـة، تقـول العرب: أقبل الأمير في العسكر، أي: مع العسكر(3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اللباب في علوم الكتاب: 3/482-483.
(2) البحر المحيط: 2/134.
(3) الكشف والبيان: 2/129، وينظر الجامع لأحكام القرآن: 3/25.