مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينأعلام

كيف تعامل عمر مع الصّحابة والتّابعين؟ (6)

صاحب كتاب الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب أورد خبرا آخر ليدلّل على سوء تعامل أبي حفص مع الصّحابة وهو:

 (عن إياس بن دغفل، قال: سُئل الحسن عن امرأة جعلت عليها: إنْ أُخرج زوجُها من السِّجن أنْ تُصلّي في كل مسجد تُجَمَّعُ فيه الصّلاة بالبصرة ركعتين؟ فقال الحسن: تُصلّي في مسجد قومها؛ فإنها لا تطيق ذلك، لو أدركها عمر بن الخطاب لأوجع رأسها)([1]). وعزاه لمصنّف ابن أبي شيبة ج2 ص157 تحت رقم 7518.

قلت: وإسناده عند ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، حدثنا إياس بن دَغْفَل، قال: سُئل)([2]).

وهذا السّند منقطع؛ لأنّ إياس بن دغفل علّق الخبر، ولم يصرح بحضوره الحادثة، أو بمن حدّثه بها، وإن كان يروي عن الحسن البصري([3])، فمن حدّثه بها؟

وقال صاحب الوهمي: ما أقواه وأقدره على ضرب النّساء، وما أسهل ضرب النّساء.

قلت: الخبر ضعيف، فما بُني عليه لا عبرة به.

فهل بمثل هذه الأخبار نَزِنُ مكانة عمر في تعامله مع الأصحاب رضي الله عنهم؟ اللهم هذا بهتان عظيم.

والله الموفّق لإيضاح الحقّ.

----------------------------------------------------------------------------------

([1]) الوهمي والحقيقي 433.

([2])  المصنف 5/202. رقم: 7700.

([3])  تنظر ترجمته في تهذيب الكمال 3/402.

الدكتور بدر العمراني

• رئيس مركز عقبة بن نافع للدراسات والبحوث في الصحابة الكرام بالرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق