
أورد الإمَام العَلَّامة الوَنْشِريسِي ـ رحمه الله ـ في كتَابِه المَاتِع: المعيار المعرب، نقْلًا عَن العَلَّامة المقَّرِي ـ صَاحِب القَواعِد ـ رحمه الله تعالى في وصيته لطالب العلم الشَّرعي، وذلكَ في معْرضِ حَديثه عمَّا ينْبَغي لَه التّحَرُّز منْه عنْد قِراءَة المدَوَّنَة قوله:
(وَلَا تُفْت إلَّا بالنَّصِّ، إلَّا أَن تَكُون عَارِفا بوجُوه التَّعْلِيل، بَصِيراً بمَعْرِفة الأشْبَاهِ والنَّظَائِر، حَاذِقا في بَعْضِ أصُولِ الفِقْهِ وفُروعِهِ، إمَّا مُطْلَقا، أو عَلى مَذْهَب إمامٍ من العَدْوَة.
وَلَا يَغُرُّكَ أنْ تَرى نفْسَك أوْ يَراكَ النَّاسُ حَتَّى يجْتمع لكَ ذلكَ. والنَّاسُ العُلماءُ.
واحْفَظِ الحَديث: تقْوَ حجَّتُك.
وَالآثارَ: يَصْلحْ رأْيُك.
والخِلافَ: يَتَّسِعْ صَدْرُك.
واعْرِف العَرَبيَّةَ والأصُولَ.
وشفِّعِ المنْقُولَ بالمعْقُولِ، والمعْقُولَ بالمنْقُولِ. انتهى).
فهذه نصيحة ووصية غالية لطالب العلم المتمرس، فما بالك بالذي قرأ كتيبا أو ثلاثة، بلْهَ من سَمعَ درْسا، أو شَيخا فَاحْتياطُه لِدِينِه أَوْلَى وأسْلَم.
انتقاء: د. سعيد بلعزي