
قال القاضي أبو عبد الله المقري رحمه الله (ت 758هـ) مُوجها المفتين وناصحا لهم: إيّاك ومَفهومات المدونة فقد اختلف النَّاس في القول بمفهوم الكتاب والسنّة، فما ظنّك بكلام النَّاس، إلا أن يكون من باب المساواة أو الأولى، وبالجملة إيَّاك ومفهوم المخالفة في غير كلام صاحب الشَّرع، وما عليك من مفهوم الموافقة فيه، وفي كلام من لا يخفى عنه وجه الخطاب من الأئمة، ولا تفت إلا بالنَّص، إلا أن تكون عارفا بوجوه التعليل بصيرا بمعرفة الأشياء والنظائر، حاذقا في بعض أصول الفقه وفروعه، إما مُطْلَقاً أو على مذهب إمام من القدوة، ولا يغرّك أن ترى نفسك أو يراك النّاس حتى يجتمع لك ذلك، والنّاس العلماء، واحفظِ الحديث تَقْوَ حُجَّتك، والآثارَ يصلحْ رأيك، والخلافَ يتّسعْ صدرُك، واعرفِ العربيةَ والأصولَ، وشَفّع المنقولَ بالمعقول، والمعقولَ بالمنقول.
المعيار المعرب والجامع المغرب لأحمد بن يحيى الونشريسي (6/377)، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية- المملكة المغربية (1401هـ / 1981م).
إعداد: ذ. رشيد قباظ