الرابطة المحمدية للعلماء

ندوة الحوار بين الحضارتين العربية الإسلامية والصينية

ذ. ليو يويتشين: الإسلام ينبذ العنف والجهاد في جوهره وسيلة لتحقيق السلام

انتهت أشغال ندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية التي نظمتها وزارة الثقافة التونسية بالتعاون مع مركز جامعة الدول العربية بتونس ووزارة الخارجية الصينية يومي 11 و12 مايو الجاري، معبرة عن التطور المستمر الذي تشهده العلاقات العربية الصينية.

وتحدث في جلسة الافتتاح الأستاذ عبد الوهاب بو حديبة رئيس المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون بيت الحكمة، والأستاذ “باي ليتشن” نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني إلى جانب وزير الثقافة التونسي ومدير مركز تونس للجامعة العربية.

وتناولت الندوة التي اختتمت أعمالها اليوم ثلاثة محاور أولها الصين في الثقافة العربية والعرب في الثقافة الصينية، حيث قدمت محاضرتين للسيد “يانغ فو تشانغ” نائب وزير الخارجية الأسبق وأخرى للسيدة “ليو يويتشين” باحثة في معهد دراسات غربي آسيا وأفريقيا لأكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية، وأخرى للدكتور “عبد الهادي التازي” عضو المجمع الملكي المغربي. وتضمن المحور الثاني للندوة القيم الإنسانية والطبيعية في الثقافتين الصينية والعربية والتي حاضر فيها الأستاذ “وانغ تيتشينغ” مدير معهد دراسات الشرق الأوسط لجامعة الشمال الغربي والدكتور حسين طه محادين الباحث في جامعة مؤتة بالأردن.

فيما تضمن المحور الثالث العلم والتكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة في التعاون الصيني العربي، التي حاضر فيها السيد “تشين بينمينغ” نائب مدير إدارة التبادل والتعاون الدولي لهيئة الدولة للإعلام والنشر، والأستاذ رضا النجار الخبير التونسي في مجال الإعلام والاتصال.

وقد ركزت مداخلات الندوة إلى تاريخ العلاقات بين العالم الإسلامي والصين؛ حيث يعود اعتناق الصينيين للإسلام وبوجه خاص من خلال قومية “خوي” إلى حوالي 651 ميلادية ، وهي القومية التي تمثل رابع أكبر قومية من بين القوميات الأربع والخمسين المتعايشة حاليا في الصين.

حيث تحول نمط حياة الجنود المسلمين، الذين قدموا ضمن الجيش المنغولي، من الوظيفة العسكرية إلى استصلاح الأراضي في أماكن إقامتهم خاصة بعد استتباب الوضع لأسرة ” يوان” فتشكلت بذلك القرى والأحياء الإسلامية الأولى التي سيتعزز من خلالها الوجود الإسلامي في الصين عبر التاريخ..

ومن المداخلات الهامة مداخلة الأستاذة “ليو يويتشين” التي ذكرت بخضوع كل من الثقافتين الصينية والعربية الإسلامية لعنف مادي ورمزي من طرف الدول الغربية.. كاشفة أن الغرب ،خلافا للصين، ينطلق من صورة نمطية مشوهة وغير موضوعية للإسلام والمسلمين؛ تربط بشكل خاطئ وتعسفي بين الإسلام والعنف والإرهاب.

مؤكدة أن التصرفات المتطرفة لشرذمة من المسلمين لا يمكن سحبها وتعميمها على سائر المسلمين ومن باب أولى من الظلم سحبها على الإسلام . مستخلصة أن ” السلام هو أساس الإسلام، وأن الإسلام لا يساوي العنف، ولا يعني الإرهاب، وان الجهاد في جوهره وسيلة للقضاء على الحرب وتحقيق السلام”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق