الرابطة المحمدية للعلماء

مقام الجمال في المنظومة الإسلامية

الإنسان الذي يتذوق الجمال في عبادة دائمة!

أكد الدكتور عبد الإله بنعرفة خريج جامعة السربون بباريس، أن أي دين لابد أن تكون فيه مظاهر جلالية ومظاهر جمالية.

وقال في حوار حي مع موقع الرابطة المحمدية للعلماء (26 شتنبر 2008) في موضوع: “البعد الجمالي في الإسلام”، إن البعد الجمالي في الإسلام يتجلى في عدة مظاهر: وجودية وخلقية، فالمتأمل في الكون والطبيعة، يقول بنعرفة، “يلحظ جنوحا لهما إلى الفوضى، لكن بعد السبر والتأمل الدقيق يلمح نزوعا أعمق نحو النظام، وبعبارة فإن ظاهرَ الطبيعة فوضى وباطنها نظام، ومن هذه الثنائية نشأت المعرفة الإنسانية والإحساس بالجمال، فالجمال تعبير عن كمال العلاقة في الطبيعة والكون بين الفوضى الظاهرة والنظام الباطن”.

وأوضح الخبير في قضايا التصوف والجمال أن للإنسان مدارك متعددة؛ والقلب واحد منها، فمن تلك المدارك، الحس والنفس والعقل والقلب والروح والسر… وفي هذا السياق أشار بنعرفة إلى أن العبد الكامل هو الذي يستقبل الجمال في كل هذه المدارك والمراتب، ويعطي كل مرتبة حقها ومستحقها، فإذا تشوش أحد هذه المدارك تعطل الجهاز اللاقط لإشارات الجمال في الكون..

وقد قسّم بنعرفة الجمال إلى قسمين: طبيعي، وإنساني. وإن كان هذا التقسيم قاصرا عن الوفاء بالمقصود، يقول بنعرفة، فالجمال الذي نلحظه في الكون والطبيعة؛ جمال طبيعي… “والجمال الذي ينتجه الإنسان انعكاس لحقيقة إدراكه للجمال الطبيعي؛ لأن الإنسان كائن طبيعي فهو جزء من الطبيعة وإدراكه لجمالها هو إدراك لجمال المكون أو الخالق”.

وركّز بنعرفة في هذا الحوار على أهمية التربية الجمالية في السمو بذوق الإنسان الذي سينعكس على سلوكه وعلاقته الاجتماعية… كما بيّن أن الإنسان الذي يتذوق الجمال في عبادة دائمة؛ لأنه مشتغل بآيات الله الكونية الدالة على المكوِّن.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق