الرابطة المحمدية للعلماء

مركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو بجمهورية الشيلي

يقود سفينة حوار الحضارات  في أمريكا اللاتينية

يحدثنا الداعية عبد الله سعود المقيم في التشيلي إن عدد العرب اليوم في التشيلي يصل إلى 150 ألف عربي، وأغلب هذا العدد من المسيحيين، أما المسلمون العرب فيقدر عددهم ما بين 3 و4 آلاف مسلم من إجمالي الأقلية المسلمة، وأحوالهم الاقتصادية متوسطة مقارنتهم بالأقليات الأخرى وخاصة اليهودية التي تسيطر على جل المؤسسات البنكية وقطاع المحاماة والإعلام.
وتعيش أغلب الجالية المسلمة في العاصمة “سانتياجو” ومدينة إكيكي، ومدن متفرقة أخرى، كما يوجد في البلاد العديد من الجمعيات الخيرية والمراكز الإسلامية والنوادي الشبابية وبعض المدارس.
ويعد مسجد السلام بالعاصمة أول مسجد بني على أرض التشيلي يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1988م، وفتحت أبوابه للصلاة والعبادة سنة 1996م. وللمسجد والمركز التابع له نشاطات مهمة ودور مميز في خدمة المسلمين.

وفي سنة 1997م تم بناء مسجد بلال في مدينة إكيكي، كما تم افتتاح مركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو التي تبعد عن العاصمة سانتياغو بحوالي 500 كلم يوم 14 مارس 2007، وهو مركز يحتوي على مسجد بني على الطريقة المغربية، صومعته طبق الأصل لصومعة الكتبية بمراكش، وعلى مكتبة متخصصة في الحضارة المغربية والإسلام.

تم تنظيم مجموعة من الأنشطة بهذا المركز الذي يعد المركز المغربي الوحيد بالقارة الأمريكية، منها مجموعة من المحاضرات المتعلقة بالإسلام والغرب، وتاريخ وحضارة المغرب، ومعارض الكتاب المغربي. وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الأولى لتأسيسه في مارس الماضي، تم تنظيم الملتقى الأول لحوار الحضارات، شارك فيه أستاذة من المغرب ومن إسبانيا وفرنسا ، بالإضافة إلى أستاذين شيليين. وقد استقبل المركز منذ تأسيسه إلى أواخر شهر يوليوز الماضي، وحسب سجل الزوار، ما يزيد عن 35.000 زائر، الذين تعرفوا على بعض جوانب الإسلام وعلى بعض المعلومات المتعلقة بالمغرب… وتتمنى الجالية المغربية في البرازيل إقامة مشروع مسجد على هذا الطراز المغربي لحماية أبنائهم من الذوابان ولنشر المذهب المالكي الذي هو أقرب المذاهب للتعايش مع الديانات الأخرى تحت قاعدته المشهورة “شرع من قبلنا شرع لنا” وهذه هي أمنيتنا وأمنية الجالية المغربية في البرازيل علما بأنها أكثر الجاليات المغربية بدول أمريكا اللاتينية ؛ بحيث تصل إلى 1500مغربي مقيم في البرازيل وجلهم في مدينة ساوباولو..

وكان قد أعطى جلالة الملك أمره السامي لبناء هذا المركز عام 2004 أثناء زيارته لتشيلي على نفقته الخاصة. ويخصص نشاطات المركز في التعريف بالإسلام والتقريب بين الديانات المختلفة، ليصبح بذلك عدد المساجد في التشيلي ثلاثة ، أما المصليات فعددها سبعة.

وتواجه الأقلية المسلمة في تشيلي -بحسب مصادر فيها – تحديات خطر الذوبان في المجتمع في ظل قلة المساجد، ومن هنا يشدد المسلمون في هذا البلد على ضرورة الوحدة بين أبناء الاقلية وذلك لحماية المسلم خاصة أنه يعيش في دولة غالبية أهلها يدينون بغير الإسلام.

وقد نظم مركز محمد السادس لحوار الحضارات في الفترة من 13 إلى 18 أبريل 2009 بمقره في مدينة كوكيمبو الشيلية (شمال سنتياغو) اللقاء الدولي الثاني حول حوار الحضارات.

وقد ضمت قائمة المتدخلين ـ كما أكد ذلك مدير المركز “أحمد آيت بلعيد” ـ  ثمانية أساتذة وخبراء من المغرب والبرتغال والأرجنتين والشيلي قدموا عروضا في مواضيع ذات صلة بحوار الحضارات والتنوع الثقافي والتعايش والتقاليد الدينية ودور الترجمة في التواصل وغيرها. كما ضمت اللائحة كل من الأساتذة “أنا ماريا فانديني سانتونيوني” من الجامعة الكاثوليكية للشمال (كوكيمبو) و”أنا ماريا تابيا أدلر” من جامعة الشيلي (سانتياغو)، و”ماريا فيلومينا لوبيث دي باروس” من جامعة إيفورا (البرتغال) و”سيلفيا نورا أرونادا” من الجامعة الكاثوليكية ببوينوس آيرس (الأرجنتين).
كما شارك في اللقاء الأستاذة نيرمين بن إدريس ومصطفى عمادي من جامعة الحسن الثاني (الدار البيضاء) والسيدان مراد زروق ونبيل دريوش.
ونظم هذا اللقاء الدولي الثاني لحوار الحضارات بمناسبة الذكرى الثانية لافتتاح مركز محمد السادس لحوار الحضارات في 14 مارس 2007م.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق