الرابطة المحمدية للعلماء

مراكش تحتضن يوما حول” قضايا في التكامل المعرفي بين الدرس اللغوي والعلوم الإسلامية بالغرب الإسلامي”

 نظم مختبر: “اللغة والنص الشرعي، نصوص وقضايا ومناهج”، بكلية اللغة العربية، بمراكش، بتعاون مع ماستر “الدرس اللغوي والعلوم الإسلامية” ، يوما دراسيا في موضوع “قضايا في التكامل المعرفي بين الدرس اللغوي والعلوم الإسلامية”، يوم الأربعاء 27 أبريل 2016م.

 افتتح اليوم الدراسي بجلسة افتتاحية، عدَّد فيها السيد نائب العميد، ومنسق ماستر “الدرس اللغوي والعلوم الإسلامية”، فضيلة الدكتور “علي المتقي” جملة من مداعي اعتناء كلية اللغة العربية بالمعارف الناشئة عن النص الشرعي باعتبارها رافدا من روافد فقه اللغة وظيفيا، منوها إلى أن هذا التكامل الذي تعنى به الكلية، أصبح ضرورة وجودية اليوم، لـِمَا اعترى تحليل الخطاب الشرعي من فُهوم حادَت عن سَنن المقتضيات اللغوية في توجيه مداليل النصوص العربية، فاستحالت الفُهُوم تصرفاتٍ عمَّ ضررُها وخطرُها المجتمعاتِ الإنسانيةَ اليوم.

 ثم عرّف الدكتور “أنس وكاك”، مدير المختبر، بمشروع المختبر، وأهدافه العامة والخاصة، ووسائله، وآفاقه، حاضا الطلبة والباحثين على الانخراط في هذا المشروع المعرفي الواعد.

وبعد ذلك انعقدت الجلسة العلمية الأولى، برئاسة الأستاذ الدكتور محمد الطبراني، في محور “التكامل المعرفي بين الدرس اللغوي والعلوم الإسلامية من خلال تفاسير الغرب الإسلامي”، فتناوَل الكلمة الأستاذ الدكتور “عادل فائز” في موضوع “التعالق بين النحو والتفسير في كتاب سيبويه وأثره في تفاسير الغرب الإسلامي”، مُنوِّها إلى استثمار “سيبويه” مَلَكاتِه النحويةَ في تأويل ما بَدا له مِن مُشكل المداليل، مُجَليا أثَر صَنْعته في تراث الأندلسيين، ثم أسفر فضيلة الأستاذ الدكتور “محمد اليوسفي” عن جملة من المؤثرات اللغوية التي توسَّل بها الإمام “السهيلي” إلى الكشف عن لطائف الكلِم القرآنية، وتولّى الأستاذ الدكتور “محمد الفرجي” بسْطَ وجوه التكامل بين مستويات الدرس اللغوي في تحليل الخطاب القرآني، والمراجَحة بين أقوال المفسرين، من خلال تسهيل “ابن جزي الغرناطي” رحمه الله.

 ثم تولى ثلاثة من طلبة سلك الدكتوراه، بالمختبر نفسه، بحثَ التكامل المعرفي بين الدرس اللغوي والعلوم الإسلامية في التراث التفسيري بالغرب الإسلامي، فجلى الباحث “مصطفى بن عزي” تطور الدلالة اللغوية في تفسير ابن أبي الربيع السبتي”، وأسفر الباحث “خالد الطويل” عن الأصول النحوية التي وظفها “ابن الزبير الغرناطي” في تفسيره الحفِيل “ملاك التأويل”، وانتهت الجلسة بعرض الباحث “الحسين واعزان” الذي أبان عن المدارك النحوية التي أقام عليها “أبو حيان الأندلسي” فَسْرَ الخطاب القرآني.

ثم انعقدت – مساءً – الجلسة العلمية الثانية، برئاسة الأستاذ الدكتور “عادل فائز”، في محور “قضايا في التكامل المعرفي بين الدرس اللغوي والعلوم الإسلامية من خلال كتب الأصول والحديث …”، فتناول الكلمة الأستاذ الدكتور “محمد الطبراني” في موضوع “حاكمية الأغربة الصحيحة على اللغة”، وقد بسَط في عرضه جملة من المـَـلاحِظ التي تقتضي ألا يعتبر بالمعنى الغريب إلا بعد التثبت من سلامة إسناده؛ مُبِيناً عن انفكاك الجهة بين غرابة السند وغرابة اللفظ، باسِطا جملة من المعالم المنهجية في الموضوع، ووضَّحت الأستاذة الدكتورة “ريحانة اليندوزي” الأثر الدلالي لاختلاف الأصوليين في قضايا الاستثناء، من خلال جملة من المباحث المشتركة بين الدرس النحوي والأصولي، وأفاءَت كلمة الأستاذ الدكتور “أنس وكاك” ببسْطَة من وجوه التكامل المعرفي بين قضايا الدرس اللغوي والنص الحديثي في تراث الأندلسيين، وجلَّى الأستاذ “محمد الطوكي” أثر الصنعة اللغوية والاستدلالية في بناء النص الفقهي عند الإمام الشاطبي، ثم خُتمت الجلسة بمقاربة ابستمولوجية لمفهوم الولد والابن في القرآن الكريم، تولى عرضها الأستاذ الدكتور “هشام فتح” الذي أفصَح عرضُه عن أهمية استثمار البعد المعرفي اللغوي الحديث في اشتقاق جملة من الدلالات الدقيقة التي يحملها الخطاب القرآني.

وقد تخللت الجلستين مناقشات علمية بين الطلبة الباحثين والسادة الأساتذة المحاضرين.

ثم ترأس السيد نائب العميد للبحث العلمي والتعاون، الأستاذ الدكتور “مولاي المامون المريني” الجلسة الختامية، فنوَّه بأشغال اليوم، عروضا وتنظيما، داعيا إلى الإفادة مما عُرض من أجل استثماره في المَنَاشط العلمية والتكوينة بالكلية، وتولى الكلمة الأستاذ “محمد الفرجي” باسم مختبر “اللغة والنص الشرعي: نصوص وقضايا ومناهج”، فشكَر كلّ من أسهم في نجاح هذا اليوم المعرفي، الذي حظي بإقبال كثيف من قبل شرائح الباحثين بكلية اللغة العربية وغيرها، مُعْلنا عن عزم المختبر تنظيم ندوة تَقْرأُ معالم الفَرادة والتميز في التراث اللغوي والمعرفي للإمام السهيلي، احتفاء بأستاذ الأجيال فضيلة العلامة الدكتور “محمد اليوسفي”، ثم ختم اليوم الدراسي بتوزيع شواهد المشاركة والتنظيم والحضور.

وقد نظم المختبر بمناسبة انعقاد هذا اليوم الدراسي معرضا لمنشورات الرابطة المحمدية للعلماء بالتعاون مع وحدة النشر والتوزيع وتنظيم المعارض بالرابطة ومكتبة الزيتونة بمراكش، كما نظم معرضا لمنشورات السادة الأساتذة المشاركين.

إعداد: د. محمد الفرجي، نائب مدير المختبر

    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق