الرابطة المحمدية للعلماء

مراكش تحتضن المنتدى الاقتصادي العالمي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط

باحثون وأكاديميون يبحثون أجوبة المنطقة على المخاطر الشمولية

انطلقت، أمس الثلاثاء بمراكش، أشغال المنتدى الاقتصادي العالمي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط التي ستستمر إلى غاية 28 أكتوبر الجاري تحت شعار “الأهداف والقدرات والازدهار”.

وتميزت الجلسة الافتتاحية بالرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى المشاركين في الندوة، والتي تلاها السيد صلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية.

وأكد جلالة الملك في هذه الرسالة، “أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لها من الطاقات، ما يؤهلها للعب دور أساسي، في رسم استراتيجيات الخروج من الأزمة، والمساهمة الفعالة في النقاش حول بلورة نموذج عالمي تنموي جديد، يضع كرامة الإنسان في صلب اهتماماته، مشيرا إلى أن هذا الفضاء الجهوي يعتبر من المناطق التي استطاعت التقدم بوتيرة متسارعة، على طريق تجاوز تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، حيث من المنتظر أن تسجل مستوى مشجعا من النمو، في نهاية هذه السنة، مع آفاق لا تقل تفاؤلا بالنسبة للسنة المقبلة”.

وذكر جلالة الملك بأن المنطقة تزخر بثروات طبيعية هائلة، إذ تعتبر مصدرا رئيسيا للطاقة، المعدنية منها والمتجددة كما أنها تتوفر على مؤهلات بشرية هامة، فهي تمثل خمسة في المائة من الساكنة العالمية، وتتميز بتركيبة ديموغرافية شابة علاوة على موقعها الجيو- سياسي الاستثنائي، الذي يؤهلها للقيام بدور أساسي في تحريك عجلة التبادل والتعاون.

وأشار جلالة الملك، من جهة أخرى، إلى أن المنطقة تواجه تحديين رئيسيين يتمثل الأول في دعم النمو، وتسريع وتيرته لتحقيق تنافسية أقوى وجاذبية أكبر لتوفير فرص الشغل، وتقليص الهوة بين الفقر والغنى، ووضع المواطن في صلب عملية التنمية، مع الحرص على تحصين التوازنات المالية والاقتصادية الأساسية.

أما التحدي الثاني، يقول صاحب الجلالة، فيتعلق بقدرة المنطقة على التموقع داخل الخريطة الاقتصادية العالمية، الآنية والمستقبلية، عبر التحول إلى قطب إقليمي وازن، يتفاعل مع المحيط الدولي بنهج واحد، واستراتيجية مشتركة، قوامها الاندماج الإقليمي، الذي يتيح نسج شراكات التعاون المثمر، مع مختلف شركائنا عبر العالم.

ويهدف المنتدى الاقتصادي العالمي الأول حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (منطقة مينا)، الذي ينعقد في مدينة مراكش بين 26 و28 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، إلى جمع نخبة من الشخصيات الاقتصادية والسياسية والثقافية المرموقة على صعيد المنطقة وفي العالم حول موضوع قدرات وآفاق منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في ما بعد الأزمة العالمية.

وسيتناول المنتدى دور منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في صناعة الرأي والقرار العالمي، من خلال عوامل السيولة المالية للمنطقة وقدراتها الطبيعية والديموغرافية بالموازاة مع وضعها الجيوسياسي.

وستتقاسم رئاسة المنتدى خمس شخصيات من المغرب والسعودية والهند وفرنسا وأميركا، وهم على التوالي أنس العلمي مدير عام صندوق الإيداع والتدبير المغربي، ولبنى العليان الرئيسة التنفيذية لمجموعة «العليان» المالية السعودية، وشيام ساندر بهارتيا رئيس مجموعة «جبلانت بهارتيا» الهندية، وكارلوس غصن رئيس مجموعة «رونو نيسان»، وديفيد روبنسون الرئيس المؤسس لمجموعة «كارليل» الأميركية.

وحسب برنامج المنتدى ستدور أشغاله حول ثلاثة محاور كبيرة. ويبحث المحور الأول، تحت عنوان «أجوبة المنطقة على المخاطر الشمولية»، سبل تخفيض المخاطر المحدقة بالمنطقة، كالمخاطر المرتبطة بالأزمات الاقتصادية وتقلبات أسعار المواد الغذائية والإرهاب وحركات الهجرة، وذلك على ضوء آخر الدراسات التي أنجزت بالمنطقة، وآراء الخبراء والشخصيات المشاركة في المنتدى. أما المحور الثاني فسيبحث آفاق التنمية المستدامة في المنطقة، انطلاقا من المعطيات الديموغرافية، حيث يمثل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة أزيد من 60 في المائة من سكان المنطقة التي تعرف انبثاقا لطبقة وسطى طموحة وواعدة بمستقبل زاهر، وآمن ومستقر. وسيعكف المنتدى على إبراز مقومات هذه الشريحة من السكان كمستهلكين ومقاولين ومواطنين ملتزمين، وكيفية تطويرها وترقيتها. كما سيبحث هذا المحور دور الصناديق السيادية وتوجيهها نحو أهداف التنمية المستدامة كالطاقات المتجددة والأنظمة الصحية الاجتماعية والبنيات الأساسية والنضج التكنولوجي.

وفي المحور الثالث سيتطرق المنتدى إلى منطقة شمال أفريقيا باعتبارها منطقة جديدة للشراكات التجارية، من خلال إبراز مقومات قوة هذه المنطقة من خلال علاقاتها المتميزة مع دول الخليج والشرق، من جهة، ومع أفريقيا جنوب الصحراء وأوروبا، من جهة ثانية، بالإضافة إلى الآفاق الجديدة التي فتحتها التطورات الأخيرة في علاقات المنطقة مع أميركا والصين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق