مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثأعلام

محمد المكي البِطَاوري

محمد المكي البِطَاوري

المكي بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد القادر بن سعيد، أبو حامد الشهير بالبطاوري الشرشالي، المحدث الحافظ شيخ الجماعة بالرباط بلا مدافع، وحامل لواء العلم والتدريس بها بلا منازع.

ولد في ربيع الأول عام 1274هـ ، ونشأ في أسرة معروفة بالعلم، قرأ القرآن أولا على والده، ثم انتقل إلى كتاب الأستاذ المؤدب الشاعر الكاتب محمد بن أحمد الرغاي الرباطي، وعنه تلقى مبادئ الحساب وبعض علوم الآداب وحفظ عدة متون، ثم  بعد ذلك شرع في تلقي العلم على يد جماعة من المتقنين والعلماء، كالعلامة أبي إسحاق إبراهيم بن محمد التادلي الرباطي، وعمه أبي عبد الله محمد التهامي بن علي البطاوري، وأبي عبد الله الهاشمي بن أحمد الزياني، والقاضي أبي العباس أحمد بن عبد السلام مُلين، وغيرهم.

وحجّ فسمع بالمدينة المنورة المسلسل بالأولية من الشيخ عبد الجليل برادة وأجازه، ولقي أيضا في وجهته هذه بالإسكندرية أبا إسحاق إبراهيم باشا، والشيخ عبد اللطيف الحلبي وتلقى منهما.

وبلغ المترجم مكانة علمية مرموقة أهلته لتولي عدة مناصب، فعمل كاتبا مع صهره محمد بركاش النائب السلطاني بطنجة آنذاك سنة 1290هـ، ومكث في عمله هذا زهاء عشر سنوات، ثم انتدبه الخليفة المولى رشيد بن عبد الرحمن بن هشام لتعليم أولاده، وفي سنة 1311هـ عيّنه السلطان المولى  الحسن الأول لتعليم أولاده الذين كانوا بقبيلة مزاب، وبعد ذلك عُين عدلا بمرسى الرباط مرتين، ثم صار عدلا بديوانة طنجة، وفي سنة 1323هـ ورد تعيينه قاضيا برباط الفتح فتولى قضاءها إلى أن أعفي سنة1333هـ.

ومن ثناء العلماء عليه ما قاله في حقه الفقيه مولاي أحمد بن المامون البلغيثي (ت1348): ((مركز دائرة الأدب وواسطة قلادته، ومعنى شرف الرتب ورابطة إفادته، الحائز قصب السبق في حلبة الفضائل، المتسم برقة الطبع، حسن الشمائل، العلامة النقاد، المتفنن النحرير الدراكة بالذهن الوقاد… إلى آخر كلامه في رسالة بعث بها إليه.

وقال الشيخ عبد السلام ابن سودة: «العالم العلامة الجليل، حامل راية التحقيق بالرباط وشيخ الجماعة به».

 رُزق رحمه الله الإعانة على التأليف مع الجودة والتلخيص، فزادت مؤلفاته على الأربعين مؤلفا بين مطبوع ومخطوط وهذه بعض أسمائها:الدروس الحديثية في المجالس الحفيظية، شرح الأرجوزة الفائقة المستعذبة الرائقة فيما يحتاج الأتاي إليه ويتوقف شربه وإقامته عليه لأديب فاس عبد السلام الأزموري، الاستسعاد بشرح قصيدة بانت سعاد، وكلها مطبوعة، وأما المخطوط فمنها: شرح البيقونية، تقييد على الموطأ، وهو عبارة عن حواش وتقريرات وضعها على نسخته من الموطأ، تقييد في ختم الموطأ، طرر وهوامش على نسخة من مختصر الإمام البخاري لابن أبي جمرة، وغيرها من المؤلفات النافعة والكتب الماتعة في أبوابها.

 وافاه الأجل المحتوم ليلة الأربعاء ثاني محرم سنة1355هـ/25مارس1936م ، ودفن بالرباط.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــ        

مصادر الترجمة: الأعلام (7/110)، إتحاف المطالع(2/475)، من أعلام الفكر المعاصر:2/214-226، شيخ الجماعة العلامة محمد المكي البطاوري، كلاهما لعبد الله الجراري، سل النصال لعبد السلام ابن سودة (80-81)، معلمة المغرب(4/1261-1262)، الأعلام (7/110).

إعداد: ذ.جمال القديم.

Science

الدكتور جمال القديم

باحث مؤهل بمركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء،

ومساعد رئيس مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بملحقة الدار البيضاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق