مركز الأبحاث والدراسات في القيمدراسات وأبحاث

تحديد مفهوم القيم2/2/ القيم الإسلامية

إن القيم في الإسلام لا تنحصر في القيم الثلاث ( الجمال والخير والحق) التي اهتم بها الفلاسفة وإن كان من الظاهر أنها متصلة بها و متداخلة معها، لأن القيم في الإسلام لها استقلاليتها ومنها  قيم مرجعية كثوابت   ومنها قيم فرعية تستلّ منها. و قد لخص الدكتور ناصر الدين الأسد مضمون القيم الإسلامية في قوله:”…ف”العدل” قيمة كبرى في الإسلام، وهي من “الحق“، ولكنها تمتاز منه، بلِ ربما كانت جميع القيم منضوية تحت لواء “الحق” ولكن لها شيئا من التمايز. وقد جاء أمر الله بالعدل أمرا واضحا صريحا في القرآن، قال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل الآية 90). والإحسان منزلة أخرى من منازل القيم الإسلامية، تختلف عن العدل، ولكنها تنسجم معها في هذه المنظومة الإسلامية. وهل أوضح من أمر الله تعالى بالعدل الوارد في قوله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا ) (النساء الآية 134). وأكد سبحانه هذا الأمر بالعدل بقوله: (ياأيها  …) (المائدة. الآية 9). وقال لنبيه عن أهل الكتاب: (…وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ ) (الشورى الآية 13). ومن ذلك قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) (النساء الآية 57). وسوى هذه الآيات آيات أخرى كثرة تكررت في كتاب الله لأن العدل هو قوام المجتمع وأساس نظامه. ومن القيم الإسلامية “الوفاء” قال تعالى (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ ) (النحل الآية 91). وقال: (…وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ) (الإسراء الآية 34).

وهكذا يتضح أنه ليس من السهل الإحاطة بالقيم الإسلامية جملة وتفصيلا، وليس من الممكن إدراج كل القيم الإسلامية في هذه الدراسة التي القصد منه التعريف بالقيم ومجالاتها. ومع ذلك يمكن الإشارة إلى أن القيم الإسلامية هدفت إلى بناء الإنسان وفق الطينة الخيرة التي أرادها له الله سبحانه وتعالى والتي من تجلياتها:

 ♦التكريــــــم مصداقا لقوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) (الإسراء، الآية 70).

وفي موضوع التكريم حدث الإمام علي كرم الله وجهه قائلا: « لما أتينا بسبايا طيئ كانت في النساء جارية جميلة هي سفانة بنت حاتم. فلما رأيتها أعجبت بها، فقلت لأطلبنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجعلها من فيئي فلما تكلمت أنسيت جمالها، لما سمعت من فصاحتها، فقالت: ” يا محمد هلك الوالد، وغاب الوافد، فإن رأيت أن تخلي عني، فلا تشمت بي أحياء العرب، فإني بنت سيد قومي. كان أبي يفك العاني، ويحمي الذمار، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا بنت حاتم طيئ» فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا جارية هذه صفة المؤمن، لو كان أبوك إسلاميا لترحمنا عليه، خلوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، و الله يحب مكارم الأخلاق»1

♦الاستخـــلاف، أي أن يتبوأ المكانة التي ارتضاها له تعالى كخليفة له في الأرض:

(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) (البقرة ، الآية 29).

♦تحمل المسؤولية التي أناط الله سبحانه وتعالى الإنسان بها، والتي وصفها الله تعالى  بـ”الأمانة “و”التكليف”  قال تعالى:(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) (الأحزاب، الآية 72). وقال تعالى أيضا: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ …) (البقرة، الآية 285).

♦إعمال العقل و تحكيمه في الأمور، وقد وردت الدعوة إلى ذلك بصيغ متعددة، وفي آيات كثيرة من أمثلتها:

الدعوة إلى التفكير وردت هذه الدعوة في ثمانية عشر موضعا بصيغة الفعل وهي (فكر- تتفكرون – يتفكرون – تفكرون)2، ومنها قوله تعالى:(وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الأعراف، الآية 176). وقوله جل وعلا:( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (يونس، الآية 24). وقوله عز من قائل: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (الرعد، الآية 3).

وقوله جل وعلا: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ) (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)( آل عمران، الآيتان 190-191) .

وورد في السنة المطهرة الكثير من الأحاديث النبوية الدالة على أهمية التفكروالتدبّر: جاء بلال إلى الرسول  يؤذنه بصلاة الصبح ، فوجده يبكي ، فقال : يا رسول الله ، ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ فقال  : ويحك يا بلال ! و ما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله تعالى عليّ  في هذه الليلة: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى  جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) ثمّ قال: “ويلٌ لمن  قرأها ولم يتفكّر”  (رواه ابن حبّان)  .

 الدعوة إلى التعقل، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) [سورة البقرة آية 169]. (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) (البقرة، الآية 170). قال تعالى: (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ) [سورة المائدة آية 60].

 و للتعقل قيمة كبرى في منظومة القيم العربية. و من الشواهد على ذلك أنه لما ظهر النبي  بمكة  و دعا الناس إلى الإسلام بعث أكثم بن صيفي ابنه حبيشا لاستجلاء الخبر فلما أتاه بما رأى و سمع جمع بني تميم و خطب فيهم قائلا: « يا بني تميم، لا تحضروني سفيها، فإنه من يسمع يخل، إن السفيه يوهن من فوقه، و يتبب من دونه. لا خير في من لا عقل له. كبرت سني و دخلتني ذلة، فإذا رأيتم مني حسنا فاقبلوه، و إن رأيتم مني غير ذلك فقوموني أستقم. إن ابني شافه هذا الرجل مشافهة، و أتاني بخبره، و كتابه يأمر فيه بالمعروف، و ينهى عن المنكر، و يأخذ فيه بمحاسن الأخلاق، و يدعو إلى توحيد الله تعالى، و خلع الأوتان، و ترك الحلف بالنيران، و قد عرف ذوو الرأي منكم أن الفضل في ما يدعو إليه، و أن الرأي ترك ما ينهى عنه، إن أحق الناس بمعونة محمد  و مساعدته على أمره أنتم، فإن يكن الذي يدعو إليه حقا، فهو لكم دون الناس، وإن يكن باطلا كنتم أحق الناس بالكف عنه و بالستر عليه…فقال مالك بن نويرة: قد خرف شيخكم، فلا تتعرضوا للبلاء، فقال أكثم: ويل للشجي من الخلي والهفي على أمر لم أشهده ولم يسعني» ثم رحل إلى النبي  فمات في الطريق، و بعث بإسلامه مع من أسلم ممن كان معه.3

 الدعوة إلى التدبر، قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) [سورة النساء آية 81]. وقال عز من قائل(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)[سورة محمد آية 25]. وقال تعالى: (قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ) [سورة الأنعام آية 105]. وقال تعالى أيضا:( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) [سورة الحج آية 44]

 توجيه الخطاب إلى الفئات التي تحكم العقل في الأحكام :  وردت كلمة ” الفكــر” في القرآن الكريم 18 مرة،و كلمة ” العقـل ” 49 مرة، و كلمة ” الألباب ” 16 مرة، وكلمة ” التدبـر” 4 مرات وهذا يبين مدى اهتمام الإسلام بمنظومة التفكر بكل مدلولاتها:

 . قال تعالى :(كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ) [سورة طه آية 53] ؛

. وقال عز من قائل: (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ ) [سورة طه آية 126] ؛                                                        

 . وقال جل وعلا أيضا: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ)[سورة آل عمران آية 190] .

♦الخيـــــــــر : يمتلك الفعل البشري قيمته مما يتسم به من خيريّة، وكلما ازدادت نسبة الخيريّة في الفعل ازدادت القيمة التي يمتلكها، وفي هذا الصدد تعرّف القيمة الأخلاقيّة بأنّها: “شكل لتجلي العلاقات الأخلاقيّة في المجتمع . قال تعالى( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُون)[سورة آل عمران آية 110] وقال عز من قائل: ) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة البقرة آية 147]. وقال صلى الله عليه وسلم: ” لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه “.رواه الشيخان عن أنس بن مالك.

 إن العمل بمقتضى هذه القيم الإسلامية و تحكيمها في اختيار السلوكيات و تبني المسارات عن فهم و استيعاب و اقتناع قد يؤدي، في أغلب الأحيان، إلى درء مخاطر الهجمات المبيتة الهادفة إلى المس بالشباب خلقا وعقيدة  سلوكا و ممارسات. إن هذه القيم و ما يمكن أن يتفرع منها من قيم مكملة تشكل صرحا إذا لاذ به المرء جعله في مأمن من مخاطر ما يتهدده من إصابات مصوبة إليه بدقة لتعطيل آلياته الفكرية والوجدانية بما فيها الميكانيزمات العقدية.

 

المصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادر:

1. أبو الفرج الأصبهاني،  “الأغاني” الجزء 16، ص.93.

2. فؤاد عبد الباقي المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.

3. أبو الفضل أحمد بن محمد النيسابوري المعروف بالميداني، مجمع الأمثال، الجزء 2 ص.218.

Science

ذ. عمر رياض

• باحث بمركز الأبحاث والدراسات في القيم بالرابطة المحمدية للعلماء.
• عضو العصبة المغربية لمكافحة الأمراض التناسلية المعدية والسيدا.
• حاصل على شهادة عالمية في معالجة الإدمان من مدرسة السلوكيات الإدمانية، مركز الحرية، واد النطرون، مصر.
• ناشط وفاعل في مجال مقاربة التثقيف بالنظير في العديد من الهيئات والجمعيات المدنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق