مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

الحلقة الأولى: قراءة في كتاب الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم للدكتور صكر خلف الشعباني

تمهيد:
القرآن الكريم هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يخلف على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، وكيف لا وهو مفصل على علم الله: ﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [سورة الأعراف 51]، وقوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [سورة هود 1]
وقد عكف العلماء على القرآن الكريم منذ نزوله، تلاوة وتدبرا وتفسيرا بحثا عن أسراره ومعانيه ودلائل إعجازه وبذلوا بذلك جهودا متضافرة، وصُرف الحظ الأوفر من تلك الجهود إلى تفسيره واستنباط أحكامه.
 وتعد الدراسات القرآنية من أوسع الدراسات مساحة وسبلا، ولا ريب أن قيام العلوم هي البحث عن مكامنه الإعجازية في حروفه وكلماته وآياته وسوره، وذلك من خلال الأساليب المتعددة، والتراكيب المتنوعة والصيغ المعبرة، فمن جميل أساليبه وروعة فنونه الجملة الاستئنافية حيث كانت دراستها  من أركانها ومكوناتها وأجزائها قد حصلت على عناية كبيرة من قبل النحويين القدامى، واستمر المحدثون في الاهتمام بدراستها وبيانها، يدل على ذلك ظهور مؤلفات كثيرة  في الساحة العلمية منها :«كتاب الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم لصاحبه صكر خلف الشعباني»وكتاب« من أسرار الجمل الاستئنافية دراسة لغوية قرآنية» لصاحبه أيمن عبد الرزاق الشوا. وهي كتب توضح بالدراسة والتحليل دور الجملة الاستئنافية وما تحققه من أغراض ووظائف،سنقوم إن شاء الله تعالى بالتعريف بها والموازنة بينها.

 

تمهيد:

القرآن الكريم هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، وكيف لا وهو مفصل على علم الله: ﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [سورة الأعراف 51]، وقوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [سورة هود 1]

وقد عكف العلماء على القرآن الكريم منذ نزوله، تلاوة وتدبرا وتفسيرا بحثا عن أسراره ومعانيه ودلائل إعجازه وبذلوا بذلك جهودا متضافرة، وصُرف الحظ الأوفر من تلك الجهود إلى تفسيره واستنباط أحكامه.

 وتعد الدراسات القرآنية من أوسع الدراسات مساحة وسبلا، ولا ريب أن غاية العلوم هي البحث عن مكامنه الإعجازية في حروفه وكلماته وآياته وسوره، وذلك من خلال الأساليب المتعددة، والتراكيب المتنوعة والصيغ المعبرة، فمن جميل أساليبه وروعة فنونه الجملة الاستئنافية حيث كانت دراستها  من أركانها ومكوناتها وأجزائها قد حصلت على عناية كبيرة من قبل النحويين القدامى، واستمر المحدثون في الاهتمام بدراستها وبيانها، يدل على ذلك ظهور مؤلفات كثيرة  في الساحة العلمية منها :«كتاب الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم لصاحبه صكر خلف الشعباني»وكتاب« من أسرار الجمل الاستئنافية دراسة لغوية قرآنية» لصاحبه أيمن عبد الرزاق الشوا. وهي كتب توضح بالدراسة والتحليل دور الجملة الاستئنافية وما تحققه من أغراض ووظائف،سنقوم إن شاء الله تعالى بالتعريف بها والموازنة بينها.

مضامين الكتاب ومنهجه:

بدأ البحث بتمهيد بين فيه المؤلف مفهوم “الجملة”، ومفهوم “الكلام” والعلاقة الدلالية بينهما عند الدارسين من نحويين وأصوليين وبلاغيين، كما وضح لكل ميدان من هذه الميادين وجهة نظر خاصة به في العلاقة الدلالية والمفهوم، ورصدت هذه الدراسة خمسة اتجاهات عند النحويين في دراسة الجملة والكلام؛ فمنهم من ذهب إلى أن مفهوم الجملة والكلام متطابقان لترادف مصطلحيهما، ومنهم من  ذهب إلى أن الجملة والكلام هما مصطلحان لشيء واحد فالكلام عندهم هو الجملة، والجملة هي الكلام، وقد مثل هذا الاتجاه أكثر النحويين منهم «سيبويه»، و«المبرد»، و«أبو بكر ابن السراج» وغيرهم ، ويدل على موقف هذا القسم قول ابن جني: «أما الكلام فكل لفظ مستقل بنفسه، مفيد لمعناه، وهو الذي يسميه النحويون الجمل، نحو: زيد أخوك وقام محمد…» [1] 

ومن النحاة من ذهب إلى أن الكلام أعم من الجملة من ناحية التركيب حيث صرح المؤلف بأن هذا الاتجاه ظهر بجلاء عند “ابن جني” في قوله:«الكلام… هو جنس للجمل التوامّ: مفردها، ومثناها، ومجموعها، كما أن القيام جنس للقومات: مفردها، ومثناها، ومجموعها، فنظير القومة الواحدة من القيام الجملة الواحدة من الكلام وهذا جلي»[2] 

ذهب ابن جني في هذا النص إلى أن الكلام أعم من الجملة من ناحية التركيب، فالكلام قد يكون جملة واحدة وقد يكون جملتين، وقد يكون أكثر من ذلك أي هو إطار يحوي جملا عدة، ويبقى الجازم في نظر المؤلف بدعوى التناقض مجازفا ومدعيا على ابن جني، ذلك لاحتمال أنه نظر في المسألة من زاويتين مختلفتين، أي من زاوية الحدود الثلاثة وهي  الإسناد والاستقلالية والإفادة، فحكم على الجملة والكلام بالترادف ثم نظر إليهما من ناحية الحجم والتركيب فحكم عليهما بالتباين، [3] ، وذهب بعض الدارسين كما  ذكر المؤلف إلى أن الجملة أعم من الكلام من ناحية المعنى، فالجملة عندهم قد تكون مفيدة أو غير مفيدة، أما الكلام فلا يكون إلا مفيدا وقد مثل المؤلف هذا الاتجاه  «برضي الدين الاستراباذي»، و«ابن هشام الأنصاري» ، و«الشريف الجرجاني» وغيرهم، وخلص إلى حد الكلام عند هذا الفريق هو الإسناد والاستقلالية والإفادة، أما حد الجملة عندهم فهو الإسناد لا غير. [4]، ومنهم من ذهب إلى أن الجملة أعم من الكلام من ناحية الإسناد فالجملة عندهم كما بين المؤلف قد تكون إسنادية وغير إسنادية، في حين يبقى المشهور أن الكلام لا يكون إلا إسناديا لأنه يتكون من جملة إسنادية أو من جمل عدة.

ومنهم من ذهب إلى أن الجملة أعم من الكلام من ناحية الأداء الصوتي، واستنبط المؤلف هذه الفكرة من الإشارات التي جاءت عرضا في كلام «ابن جني»،و ذكر في معرض كلامه الفرق بين الكلام والقول، وذهب إلى أن الكلام لا يكون إلا أصواتا تامة مفيدة ثم ذكر في موضع آخر بأن الجمل هي قواعد الحديث، وهذا ما دعا المؤلف إلى الاعتقاد بأن الجملة عند «ابن جني» تكون أصواتا منطوقة أو حروفا مكتوبة والكلام عنده لا يكون إلا أصواتا مسموعة. [5] ، كما ذكر المؤلف في هذا الصدد أن موضوع الجملة والكلام والعلاقة بينهما من الموضوعات التي تناوشتها  أقلام الدارسين بالبحث في ميادين عدة كعلم الأصول، وعلم البلاغة لما لهذه العلوم من صلات وثيقة بعلم اللغة والنحو، أما علماء الأصول فقد تفرقت بهم المذاهب في هذا الموضوع كما ذكر المؤلف،  كما رصدت هذه الدراسة عند الأصوليين اتجاهات ثلاثة في العلاقة الدلالية بين الجملة والكلام:

أولها: ترادف الجملة والكلام من ناحية الإفادة والإسناد، وثانيها: ترادف الجملة والكلام من ناحية الإفادة وعدمها، وثالثها:الذاهبون إلى أن الكلام أعم من الجملة من ناحية التركيب؛ لأن الكلام قد يتكون من كلمة واحدة إذا كانت مركبة من حرفين فصاعدا، وهذا الأخير هو مذهب أكثر الأصوليين. [6] 

أما مسألة العلاقة الدلالية بين الجملة والكلام عند البلاغيين فلم تنل الاهتمام الذي نالته عند النحاة والأصوليين من الدرس كما ذكر المؤلف، حيث رصدت الدراسة اتجاهين في دراسة العلاقة الدلالية بين الجملة والكلام: الأول يقول بـــــ “الترادف” وقد مثل هذا الاتجاه «ابن سنان الخفاجي»، و«عبد القاهر الجرجاني»، و«الزمخشري»، و«الخطيب القزويني» والثاني بـــ”التباين”، كما أشارت هذه الدراسة إلى انقسام الجملة العربية إلى أقسام عدة على أساس المحلية والإفادة والإسناد والتركيب والحجم والتصدر  والإعراب وغيرها.

ثم بعد ذلك استهل المؤلف حديثه في مطلع الفصل الأول المعنون ب «الجملة الاستئنافية مفهوما وأنواعا وحروفا وتمييزا ودلالات» بتحديد مفهوم الجملة الاستئنافية، وتبيين خصائصها وما يتعلق بها، وجاء هذا الفصل على خمسة مباحث: اختص الأول منها:  بالمفهوم، تناول فيه مادة « أنف» عند أهل اللغة فتبين أن لهذه المادة معاني كثيرة أشهرها: ابتداء الشيء، أول الشيء، استقبال الشيء، وحد الشيء أو طرفه،  إلى أول الشيء، 

وبين المؤلف أن هذه المعاني كلها تنضوي تحت معنى واحد وهو الابتداء، ذلك أن أول الشيء هو بدؤه، وطرف الشيء وحده غالبا ما يكون في بدايته، إلا أن هذا الابتداء ليس ابتداء أصيلا كما صرح المؤلف إنما هو ابتداء لاحق لا ابتداء سابق لأنه يحمل دلالة الرجوع، [7] معززا آراءه بالشواهد الكثيرة من القرآن الكريم، بالإضافة إلى آراء العلماء الأفذاذ وأقوالهم في هذا المجال “كالخليل بن أحمد الفراهيدي” ، و”الجوهري” و”ابن فارس” وغيرهم.

كما ناقش المؤلف مصطلح «ائتنف» على صيغة افتعل، وهي من الثلاثي المزيد بحرفين: الهمزة والتاء، ومصطلح «استأنف» على صيغة استفعل وهي من الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف: الألف والسين والتاء، وبيّن أن معاني هذين الوزنين كثيرة في اللغة العربية وهي معان مستفادة من أحرف الزيادة، وأن هذه المعاني ليست حتمية لا تغير ولا تخالف،[8] لذلك أدرك المؤلف أن معنى “الاتخاذ” هو أقرب المعاني لهذين المصطلحين، لأن منشئ الكلام يتخذ من كلامه مواطنَ لانتهاء الجمل وابتدائها حسب أغراضه وحسب ما يقتضيه المعنى وتمامه، أو دل هذا الوزن على التحول في أثناء الكلام من غرض إلى غرض آخر حسب ما تقتضيه أغراض الكلام وفنونه أو حسب أغراض المتكلم من كلامه.

ثم بعد ذلك ناقش المؤلف مفهوم «الاستئناف» في الاصطلاح وبيّن أن من الضرورات العلمية في وضع المصطلحات الربط بين مدلولاتها والمعاني اللغوية التي اشتقت منها، ويجب أن تكون هناك  علاقة وثيقة بين الأصل اللغوي للمصطلح وما يدل عليه. ووضع تبعا لذلك شروطا ثلاثة أولها: تجنب الوقوع في الترادف اللغوي؛ أي عدم وضع أكثر من مصطلح لعلم معين، وثانيها:تجنب وضع مصطلح واحد لأكثر من علم واحد تجنبا من الوقوع في المشترك اللفظي وثالثها: تجنب العبثية في وضع المصطلحات، حيث اعتبر المؤلف هذه الشروط الثلاثة من أخطر المشكلات التي تواجه وضوح دلالة المصطلحات، وانطلاقا من هذه الدعائم ناقش المؤلف مصطلح الجملة الاستئنافية ومصطلح الجملة الابتدائية ورفض ماوجد عند «ابن هشام الأنصاري» وما شاع من بعده عند بعض اللغويين من إطلاق الجملة الاستئنافية على نوعين من الجمل، هما الاستئنافية والابتدائية، حيث جمع  “ابن هشام” بين مصطلح«الجملة الاستئنافية» و«الجملة الابتدائية» فقال: الابتدائية وتسمى أيضا المستأنفة، وهو أوضح لأن الجملة الابتدائية تطلق أيضا على الجملة المصدرة بالمبتدأ، ولو كان لها محل [9] ، ثم الجمل المستأنفة نوعان: 

أحدهما: الجملة المفتتح بها النطق، كقولك ابتداء:«زيد قائم» ومنه الجمل المفتتح بها السور نحو: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [سورة الفتح 1].  

والثاني:الجملة المنقطعة عما قبلها نحو:«مات فلان، رحمه الله»وقوله تعالى: ﴿ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ،  إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾ [الكهف83-84]، ثم نعت ذلك بالوضوح  بقوله: وهو أوضح [10] معللا ذلك بقوله:«لأن الجملة الابتدائية تطلق على الجملة المصدرة بالمبتدأ ولو كان لها محل»[11] 

وبناء على ما سبق صار لمصطلح الابتداء عند ابن هشام ثلاث دلالات أو ثلاثة مسميات: هي الجملة المصدرة بالمبتدأ، وإن كان لها محل، والجمل الابتدائية الافتتاحية، والجملة الاستئنافية المنقطعة عما قبلها، فاقترحت هذه الدراسة التفرقة بينهما تسمية وتقسيما، وانتهت إلى أن ما شاع عند اللغويين من تسميتها بالابتدائية لم يكن موفقا؛ لأن مصطلح الجملة الابتدائية مختص بالجمل الافتتاحية أو الاستهلالية التي تأتي في بداية الكلام، أو في مستهله ومنها التي تفتتح بها سور القرآن، وتخصيص مصطلح الجملة الاستئنافية بالجملة التي تأتي في أثناء الكلام ، وتبعا لتعدد التعاريف للجملة الاستئنافية وللإشكال والتداخل الحاصل بين هذين المصطلحين اقترح المؤلف تعريفا للجملة الاستئنافية كانت صيغته: «الجملة الاستئنافية  هي: جملة تأتي في أثناء الكلام لاستئناف غرض جديد، بعد جملة تامة أو كلام تام، منقطعة عنه صناعيا، لا محل لها من الإعراب».[12] ، وسبب ترجيح هذا التعريف على غيره أنه حمل قيودا كثيرة حددت الجملة الاستئنافية عن غيرها وهذه القيود:

1 -«هي جملة » وحدّها القول المركب الإسنادي أفاد أم لم يفد، إما من الفعل مع فاعله الظاهر أو المضمر، أو من المبتدأ مع خبره، أو ما نزل منزلة أحدهما، أي منزلة الفعل مع فاعله، أو المبتدأ مع خبره، وهذا القيد أبعد الحرف والكلمة المفردة. [13] 

2-«تأتي في أثناء الكلام»:أي أن الجملة الاستئنافية لا تأتي منفردة، ولا يفتتح بها الكلام أي لا يستهل بها كالجملة الابتدائية بل تأتي في وسط الكلام ونهايته. [14] 

3-«لاستئناف غرض جديد»:الجملة الاستئنافية تأتي في أثناء الكلام مستقلة عما سبقها صناعيا، فهي ليست خبراً عنه أو صفة، أو حالا… لذا فهي تأتي بغرض جديد مستقل، ومن أمثلة ماذكر المؤلف قوله تعالى: : ﴿وَكَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارالَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ﴾ [غافر 6-7]    

فجملة الذين يحملون العرش مستقلة في موضوعها عما سبقها من الكلام على الكفرة الموعدين بالنار، وهذا النوع من الاستئناف في القرآن الكريم بعد الوقف التام هو الذي يحسن القطع عليه والابتداء بما بعده ؛ لأنه لايتعلق شيء مما بعده به فهو منفصل عنه لفظا ومعنى، وغالبا ما يكون ذلك في بداية القِصص القرآنية وفي تمامهن وانقضائهن، ويكثر وجوده في الفواصل القرآنية، والجملة الاستئنافية تأتي بغرض جديد مستقل، لكن قد يكون لهذه الجملة صلات دلالية مع الجمل الأخرى، وقد تأتي الجملة الاستئنافية للتعليل، أو للتوكيد، أو للتهويل، وغيرها من الوظائف الدلالية.

4- «بعد جملة تامة أو كلام تام»:أي أن الجملة الاستئنافية لا تأتي أولا بل يجب أن تسبقها جملة، أو جمل تامة الأجزاء غير مفتقرة لما بعده ليتممها، لتكون جملة الاستئناف مفصولة عنها. [15] 

5- «منقطعة عنه صناعيا» أي أن جملة الاستئناف منفصلة عن سابقتها انفصالا إعرابيا، فالجملة الاستئنافية لا تشكل جزءاً متمما لما يسبقها كما هو الحال في الجمل التي لها محل من الإعراب. [16] 

6-(لا محل لها من الإعراب):أي أن الجملة الاستئنافية ليس لها موقع إعرابي في الكلام؛ لأنها لا تتحمل حركة إعرابية كالمفرد.

كما أشار المؤلف أثناء هذه الدراسة إلى أن موضوع الاستئناف لم يحظ باهتمام كبير من قبل  البلاغيين والنحويين وأصحاب القراءات؛  ذلك أن أغلب البلاغيين انصب تركيزهم  على حرف «الواو» دون غيره من الحروف العاطفة أو المستأنفة  لأنهم لم يعنوا بدراسة كل حروف أو أدوات الوصل، ولم يرصدوا المواضع التي تدل فيها هذه الحروف على الفصل، وقد كانت حجتهم في ذلك أن الإشكال يعرض مع حرف «الواو» لا غير إذا جاء للاستئناف لدلالته على الجمع،أما الحروف الأخرى فليس فيها إشكال إذا جاءت للاستئناف برأيهم لأنها تدل على معانٍ أخرى تخرجها من هذا الإشكال. [17] 

ثم اختص المبحث الثاني من هذا الفصل بذكر أنواع الاستئناف في العربية وجعلهما المؤلف على نوعين رئيسين هما:

«الاستئناف البياني أو الاستئناف البلاغي» وهو ما كان جوابا  لسؤال مقدر وقد خصه ابن هشام بالبيانيين ، والنوع الثاني:الاستئناف النحوي أو الاستئناف الابتدائي وهو ما جاء في الكلام منفصلا عما سبقه صناعة كما أشرنا سابقا واعتبر العلاقة بين النوعين علاقة عموم وخصوص ذلك أن  كل استئناف بياني استئناف نحوي ولا ينعكس، ثم ذكر في معرض حديثه أن جملة الاستئناف النحوي في الاستخدام العربي قد تأتي مستأنفة بغير حرف استئناف أو تأتي مستأنفة بحرف استئناف وأقوى النوعين وأبلغهما عند أهل البلاغة هو الاستئناف بغير حرف. [18] 

واختص المبحث الثالث بحروف الاستئناف جمع فيه المؤلف أقوال العلماء حول الحروف التي قيل بأنها تفيد الاستئناف وعددها، فأفرد لها مبحثا خاصا جمع فيه شتات ما كتب عن هذه الحروف في بعض كتب اللغة والنحو وعلوم القرآن مبينا أنواعها وأعدادها وأقوال الدارسين فيها، وقد بلغ عددها عشرة حروف، سنتحدث عنها باختصار وهي:

– «الواو»:وهو حرف يكون عاملا وغير عامل، ذكر له النحاة أقساما كثيرة أشهرها العطف، ومن أقسامها واو الاستئناف ويقال لها واو الابتداء وهي الواو التي تكون بعدها جملة غير متعلقة بما قبلها في المعنى، ولا مشاركة له في الإعراب وتكون بعدها الجملتان الاسمية والفعلية [19] ، ومن أمثلتها: قوله تعالى: ﴿لِنُبَيِّنَ لَكُمْ  وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ ﴾ [الحج-5] 

 «الفاء»: المشهور في الفاء أن تكون عاطفة كما ذكر المؤلف وهي من الحروف التي تشرك في الإعراب والحكم ومعناها التعقيب والترتيب بلا مهلة،[20] ومن أمثلتها: قوله تعالى: ﴿أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ  فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [سورة الأنبياء 108] 

– «ثم»: أصلها حرف عطف يشرك في الحكم ويفيد الترتيب بمهلة أي الترتيب على التراخي ومن أحكامها عند النحاة أنها تعطف الجمل والمفردات،[21] ومن أمثلتها قوله تعالى: ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين َثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ  ﴾[سورة المؤمنون 14-15-16] . 

-«أم»: عند النحاة حرف مهمل له أربعة أقسام، الأول:أم المتصلة وهي المعادلة لهمزة التسوية ومن أمثلتها قوله تعالى: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾  والثاني: أم المنقطعة وهي التي  لا يكون قبلها إحدى الهمزتين ، وتقع بين جملتين مستقلتين عن بعضهما وتفيد الإضراب أي إضراب الثانية عن الأولى ومعناها في الغالب بل، والهمزة الاستفهامية، ومن أمثلتها «إن هذا القادم محمد أم خالد»، والقسم الثالث: أم الزائدة، والرابع:أم حرف تعريف في لغة طيء. [22] 

«أو»:حرف عطف وهو مستخدم لإرادة أحد الشيئين ، أو الأشياء، ومن أمثلتها:«أزيد عندك أو عمرو»، فالمراد أأحد هذين عندك، ولـ «أو» عند النحويين معان أوصلوها ثمانية أو أكثر كما ذكر المؤلف ولكنه ركز على معنى الإضراب؛لأنه فيه الانتقال في الكلام من غرض إلى آخر،ومنه يستفاد الاستئناف في الكلام. [23] 

«بل»: حرف إضراب مستخدم وله حالان: الأول: أن يقع بعد جملة، والثاني: أن يقع بعده مفرد، وذكر المؤلف اختلاف النحاة في «بل» إن جاءت قبل جملة هل هي عاطفة أو لا، وانتهى إلى أن بعضهم اعتبرها حرف عطف ، وذهب غيرهم إلى أنها قبل الجملة حرف ابتداء أي استئناف وليست بعاطفة، وقيل إن بل هي حرف ابتداء لا حرف عطف على الصحيح، وحين يتلوها مفرد هي عاطفة ومن أمثلتها: ﴿ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ ﴾[المؤمنون-63-64]  [24] 

«حتى»: حرف له عند البصريين ثلاثة أقسام كما ذكر المؤلف:يكون حرف جر، وحرف عطف، وحرف ابتداء، ومن معانيها: انتهاء الغاية وهي السمة الغالبة عليها، ومن أحكامها: أنها تعطف المفردات ولا تعطف الجمل. [25] 

«لكن»: ذكر المؤلف أن لهذا الحرف قسمين:الأول: أن تكون مخففة من لكن الثقيلة، والثاني أن تكون خفيفة بأصل الوضع،وذكر أن الاستئناف بعد لكن جعله ابن يعيش على ثلاثة أضرب:تكون للعطف والاستدراك، وتكون حرف ابتداء يستأنف بعدها الكلام، ومن أمثلتها قوله تعالى:  ﴿ لَٰكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ ﴾  [النساء-166] ، وأشار المؤلف في معرض حديثه إلى الخلاف الذي وقع بين النحويين بخصوصها بتفصيل دقيق. [26] 

«لا»: حرف يكون عاملا وغير عامل، له أقسام كثيرة، أشهرها ثلاثة: نافية وناهية وزائدة. [27]

«إلا»: ترد لمعنى الاستثناء وهو الأصل فيها ، والاستثناء على قسمين: متصل ومنقطع ، قال السيوطي: “الاستثناء في حكم جملة مستأنفة؛ لأنك إذا قلت: جاء القوم إلا زيداً، فكأنك قلت: جاء القوم وما منهم زيد فمقتضى هذا أن لا يعمل ما بعد إلا فيما قبلها، ولا ما قبلها فيما بعدها”[28]، ومثاله قوله تعالى:  ﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ﴾ [الغاشية 21- 22-23-24 ].

ينتقل المؤلف بعد ذلك إلى مبحث أثر المعنى في تمييز الجملة الاستئنافية وفيه تحدث عن أقوال الدارسين أصحاب الاختصاص في صعوبة تمييز الجملة الاستئنافية من غيرها، حيث اعتبر الفصل بين الاستئناف وغيره أمراً عسيراً ودقيقا، فمن الاستئناف ما قد يخفى [30] لأن الأمر متعلق بملاحظة المعنى الذي تتضمنه العبارة وصلتها في السياق وهذا بدوره كما أشار المؤلف يعتمد على الذوق اللغوي الرفيع والسليقة اللغوية السليمة إضافة  إلى قوة إدراك وفهم للأساليب العربية، ومعرفة بالقرائن السياقية المختلفة؛ الحالية منها واللفظية والمعنوية، ومعرفة ضوابط الكلام منها قواعد الكلام العربي، وضوابط الوقف والابتداء في الكلام العربي والقرآن الكريم، كما ساق المؤلف أمثلة بخصوص ما قاله ابن هشام لبيان خفاء الاستئناف.

ثم أتبعه المؤلف بمبحث ذكر فيه  نبذة عن دلالات الجملة الاستئنافية،  بين فيه أثناء  دراسته أن عدم المحلية للجملة الاستئنافية أو امتناع تأويلها بالمفرد لا يعني أن هذه الجملة مجردة من المعنى والدلالة أو عدم جدواها في السياق اللغوي والقرآني أو انفصالها عنه انفصالا تاما وعدم ارتباطها به، فلا يعني الاستئناف في القرآن انتهاء جملة وابتداء أخرى  بل إن هذه الجمل  تحمل دلالات كثيرة يمكن أن تستشف من خلال النص القرآني ومن سياقاتها المختلفة التي تحويها، لكن استخراج هذه الدلالات يحتاج إلى حسن تأمل في النصوص وسياقاتها، وربط لجوانبها مع بعضها البعض حتى تتضح العلاقات الدلالية فيتبين عندئذ موقع الجملة الاستئنافية وتتضح بلاغتها؛ فمن الجمل ما يستطاع البت في حكمها والترجيح بين احتمالاتها بمساعدة القرائن، ومنها ما لا يستطاع فيه ذلك فتبقى معه الجملة محتملة لأكثر من وجه حسب توجيه المعنى وتأويله، وهذا جانب من جوانب إعجاز القرآن الكريم؛  وعليه تتعدد الدلالات للجملة الواحدة بتعدد وجهات النظر، ذلك لأن لكل دارس وجهة نظر خاصة به، ومن دلالات الجملة الاستئنافية كما ذكر المؤلف أثناء دراسته : دلالتها على الديمومة والخلود، و الثناء، والردع والإثبات والتثبيث والتبيين والتقرير والتعليل والتفخيم والتعجب والاعتناء بمضمون الجملة وإظهار الامتياز وغيرها كثير،  وتتعدد هذه الدلالات واختلافها حسب نوع الجملة ونسقها وحسب تغير السياق الذي تقع فيه وحسب تعدد قرائنه معززا ذلك بأقوال العلماء الأفذاذ، وبأمثلة من القرآن الكريم . [30] 

هذا ما تطرق له المؤلف في هذا الفصل ويمكن أن يعد تمهيدا نظريا للجملة الاستئنافية في الإطار العام للغة العربية والقرآن الكريم.

وخص الفصل الثاني للحديث عن «الجملة الاستئنافية المجردة من الضمائم» قسمها على قسمين كبيرين، اختص القسم الأول منهما: «بالجمل الاستئنافية الاسمية» وقد ضم هذا القسم بدوره مبحثين تناول في أولهما: ثوابت الجملة الاسمية وتطرق فيه لأحوال خبر المبتدأ المفرد منها:

اسم مفرد [مبتدأ(اسم مفرد)+ خبر(اسم مفرد)] 

اسم مضاف[مبتدأ(اسم مفرد)+ خبر (اسم مضاف)]

جملة اسمية [مبتدأ(اسم مفرد)+خبر(جملة اسمية)]

جملة فعلية: فعلها ماض [مبتدأ(اسم مفرد)+خبر(جملة فعلية:فعلها ماض)]

جملة فعلية:فعلها مضارع[مبتدأ(اسم مفرد)+خبر(جملة فعلية:فعلها مضارع)]

جملة فعلية:فعلها أمر[مبتدأ(اسم مفرد)+خبر(جملة فعلية:فعلها أمر)]

جملة فعلية: فعلها ماض مبني للمجهول [مبتدأ(اسم مفرد)+خبر(جملة فعلية:فعلها ماض، مبني للمجهول)]

جملة فعلية:فعلها مضارع مبني للمجهول [مبتدأ(اسم مفرد)+خبر(جملة فعلية:فعلها مضارع، مبني للمجهول)]

شبه جملة: جار ومجرور:[مبتدأ(اسم مفرد)+خبر(شبه جملة:جار ومجرور)]

وتطرق المؤلف أيضا أثناء هذه الدراسة لأحوال خبر المبتدأ المضاف ومنه:

اسم مفرد: [مبتدأ(اسم مضاف)+ خبر(اسم مفرد)]

اسم مضاف: [مبتدأ(اسم مضاف)+ خبر(اسم مضاف)]

جملة اسمية: [مبتدأ(اسم مضاف)+ خبر(جملة اسمية)]

جملة فعلية:فعلها مضارع [مبتدأ(اسم مضاف)+ خبر(جملة فعلية: فعلها مضارع)]

شبه جملة جار ومجرور:[مبتدأ(اسم مضاف)+ خبر(شبه جملة:جار ومجرور)]

كما تصدى المؤلف لحالة خبر المبتدأ المصدر المؤول منها:

اسم مفرد: [مبتدأ(مصدر مؤول:أن+الفعل مضارع )+خبر(اسم مفرد)]

حيث ورد هذا النسق في القرآن الكريم كما ذكر المؤلف في ثلاثة مواضع أحدها قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[البقرة – 280  ]

أما المبحث الثاني من هذا الفصل تناول فيه المؤلف« أهم عوارض الجملة الاسمية» وهي: التقديم والتأخير والحذف أو التقدير ، تطرق فيه المؤلف أولا لأحوال خبر المبتدأ المفرد المؤخر ومنه:

اسم مفرد: [خبر(اسم مضاف)+مبتدأ(اسم مفرد)]

شبه جملة جار ومجرور: [خبر(شبه جملة :جار ومجرور)+ مبتدأ(اسم مفرد)]

شبه جملة ظرف مكان [خبر(شبه جملة :ظرف مكان)+ مبتدأ(اسم مفرد)]

ثم بعد ذلك تحدث عن أحوال خبر المبتدأ المضاف المؤخر ومنه: 

شبه جملة جار ومجرور: [خبر(شبه جملة:جار ومجرور)+ مبتدأ(اسم مضاف)]

شبه الجملة ظرف مكان: [خبر(شبه جملة:ظرف مكان)+ مبتدأ(اسم مضاف)]

ثم أتبعه بذكر أحوال خبر المبتدأ المصدر المؤول المؤخر ومنه:

اسم مفرد: [خبر(اسم مفرد)+مبتدأ(مصدر مؤول)]

شبه جملة جار ومجرور: [خبر(شبه جملة:جار مجرور)+مبتدأ(مصدر مؤول)]

ثم أتبعه بذكر أحوال خبر المبتدأ المحذوف ومنه: 

– اسم مفرد: [مبتدأ(مقدر)+خبر(اسم مفرد)]

– اسم مضاف:[مبتدأ(مقدر)+خبر(اسم مضاف)]

– جملة فعلية: فعلها مضارع [مبتدأ(مقدر)+خبر(جملة فعلية:فعلها مضارع)]

– شبه جملة جار ومجرور: [مبتدأ(مقدر)+خبر(شبه جملة:جار ومجرور)]

ثم أتبعه بذكر حالتي مبتدأ الخبر المحذوف ومنه:

اسم مفرد : [مبتدأ(اسم مفرد)+خبر(مقدر)]

اسم مضاف: [مبتدأ(اسم مضاف)+خبر(مقدر)]

قامت الدراسة في هذين المبحثين على أساس تقليب أحوال الخبر مع المبتدأ بأنواعه المعروفة عند النحويين فوجدها على هذا الأساس تنتظم في ثمانية وعشرين نسقا، كما اهتم القسم الثاني من الفصل الثاني« بالجمل الاستئنافية  الفعلية» وهو كذلك ضم مبحثين: عالج الأول منهما ثوابت الجملة الفعلية، تناول فيها أحوال فاعل الجمل الماضية الفعل  وذكر منها:

اسم صريح مفرد: [فعل(ماض)+فاعل(اسم مفرد صريح)]

اسم صريح مضاف: [فعل(ماض)+فاعل(اسم صريح مضاف)]

ضمير بارز:[فعل(ماض)+فاعل(ضمير بارز )]

ثم أتبعه المؤلف بذكر أحوال فاعل الجمل المضارعة الفعل منها:

-اسم صريح مفرد: [فعل(مضارع)+فاعل(اسم صريح مفرد)]

– اسم صريح مضاف:[فعل(مضارع)+فاعل(اسم صريح مضاف)]

– ضمير بارز: [فعل(مضارع)+فاعل(ضمير بارز)]

ثم أتبعه بذكر حالة فاعل الجملة الأمرية الفعل منها:

ضمير بارز: [فعل(أمر)+فاعل(ضمير بارز)]

وفي المبحث  الآخر حديث عن« أهم عوارض الجملة الفعلية» وهي الحذف أو التقدير، ذكر فيها المؤلف حالتي فاعل الجمل الماضية الفعل منها:

ضمير مستتر [فعل(ماض)+فاعل(ضمير مستتر)]

نائب الفاعل [فعل(ماض:مبني للمجهول)+نائب فاعل(اسم صريح مفرد)]

ثم أتبعه بذكر حالتي حذف فاعل الجمل المضارعة الفعل منها:

ضمير مستتر [فعل(مضارع)+فاعل(ضمير مستتر)]

نائب فاعل [فعل(مضارع: مبني للمجهول)+نائب فاعل(اسم مضاف)]

ثم أتبعه بذكر حالة حذف فاعل الجمل الأمرية الفعل منها:

ضمير مستتر وجوبا [فعل(أمر)+ فاعل(ضمير مستتر وجوبا)]

ثم ذكر أحوال حذف الجملة أو تقديرها منها:

جملة فعلية: فعلها ماض [فعل(ماض:مقدر)+ فاعل(مقدر)]

جملة فعلية: فعلها مضارع [فعل(مضارع:مقدر)+ فاعل(مقدر)]

جملة فعلية:فعلها فعل أمر[فعل(أمر:مقدر)+ فاعل(مقدر)]

انطلاقا من دراستنا للفصل الثاني من الكتاب يتبين أن المؤلف اتخذ طريقا تطبيقيا في دراسته الجمل الاستئنافية المجردة من الضمائم منطلقا من الواقع الوصفي للجمل الاستئنافية في القرآن الكريم واستقراء أنواعها ومواضعها فيه، ذلك أن المؤلف اعتنى في القسم الأول من هذا الفصل بثوابت الجملة الاسمية وعوارضها حيث قامت دراسته على أساس تقليب أحوال الخبر مع المبتدأ بأنواعه المعروفة عند النحويين فوجدها تنتظم في سبعة وعشرين نسقا، أما القسم الثاني من هذا الفصل فاعتنى فيه بالجملة الفعلية وثوابتها وعوارضها، وقد قامت هذه الدراسة على أساس تقليب أحوال الفاعل مع أنواع الفعل المعروفة عند النحويين من حيث تقسيمها الزمني إلى فعل ماض ومضارع وأمر ، وقد انتظمت هذه الجمل في خمسة وعشرين نسقا درس منها خمسة عشر نسقا وكان مجموع الأنساق المدروسة في هذا الفصل ثلاثة وأربعين نسقا، حيث تعددت أنساق الجمل الاستئنافية في القرآن الكريم تبعا لتعدد الأغراض التي تؤديها في السياق القرآني، فكان لكل سياق معنى خاص يستشف من قرائنه السياقية المختلفة فيتنوع المعنى بتنوع أركان الإسناد نوعا وإفرادا وإضافة وتركيبا وحذفا أو تقديراً لأحد ركني الجملة الأساسيين أو للجملة بأكملها تبعا لفنون الكلام وأغراضه، وهو من بلاغة الحذف والذكر في السياق القرآني، كما يتنوع المعنى باختلاف موقع المتعلقات تقديما وتأخيراً أو باحتواء الجملة على إحدى الضمائم وتجردها منها.

وجاء الفصل الثالث فيه عرضا تطبيقيا للجمل الاستئنافية المصدرة بالضمائم، والضميمة: فعيلة بمعنى مفعولة أي مضمومة، أراد بها المؤلف ما هو شائع ومعروف عند النحويين بحروف المعاني، أو الأدوات، لكون هذا المصطلح تدخل فيه الحروف وبعض الأسماء والأفعال، وكان تناوله لهذه الضمائم من حيث تصدرها للجمل الاستئنافية، ومن حيث تأثيرها في الجملة الاستئنافية معنى أو حكما نحويا، وما جعل المؤلف يهتم بدراسة الضمائم هو أن بعض هذه الضمائم عدت عند بعض النحويين من محددات أو ضوابط الجملة الاستئنافية أو علامة من علامات استئناف الجمل أثناء الكلام فأراد إثبات ذلك عن طريق استقراء أنواعها وأعدادها في القرآن الكريم، وكان استقراء أنواعها إحدى الوسائل المتبعة لحصر أنواع الجمل الاستئنافية حسب نوع النسق المستأنف، وبعد جمعه هذه الضمائم وجدها تنتظم في ثلاثة أقسام كبيرة وسم أولها:”بضمائم الجمل الاسمية”، وهذا القسم بدوره ينقسم إلى مبحثين أولهما: “الضمائم العاملة” منها:

العاملة للرفع وحصرها في:

كان الناسخة:[كان+ اسمها (اسم مفرد)+ خبرها(اسم مفرد)]

ليس: [ليس+ اسمها (ضمير بارز)+ خبرها(اسم مضاف)]

أصبح :[أصبح+ اسمها (ضمير مستتر)+ خبرها(اسم مفرد)]

ما: [ما+ اسمها (اسم مفرد)+ خبرها(اسم مفرد)]

زال:[لازال+ اسمها (ضمير بارز)+ خبرها(جملة فعلية: فعلها مضارع)]

كاد:[كاد+ (مضارع)+ اسمها(اسم مفرد)خبرها (جملة فعلية:فعلها مضارع)]

عسى: [عسى+ اسمها (اسم مفرد)+ خبرها(جملة فعلية:فعلها مضارع، مؤولة بمصدر)]

ثم أتبعه بذكر الضمائم العاملة للنصب منها:

إن:[إن+ اسمها (اسم مفرد)+ خبرها(اسم مفرد)]

ليت: [ليت+ اسمها (ضمير بارز)+ خبرها(جملة فعلية:فعلها مضارع)]

لكن: [لكن+ اسمها (اسم مفرد)+ خبرها(جملة فعلية:فعلها مضارع)]

لعل:[لعل+ اسمها (ضمير بارز)+ خبرها(اسم مفرد)]

كأن:[كأن+ اسمها (ضمير بارز)+ خبرها(اسم مفرد)]

لا النافية للجنس: [لا+ اسمها (اسم مفرد)+ خبرها(محذوف)]

ينتقل المؤلف بعد ذلك لمبحث “الضمائم غير العاملة” وجعلها:

 أولا: للتوكيد ومنها:

إن [إن+ كاد(مضارع)+ اسمها(اسم مفرد)+خبرها(جملة فعلية:فعلها مضارع)]

ثانيا: للاستفهام ومنها:

أنّى [أنّى+ خبر (شبه جملة:جار ومجرور)+ مبتدأ(اسم مفرد)]

ثالثا: للتنبيه ومنها:

ها [ها+ مبتدأ (اسم مفرد:إشارة)+ خبر (اسم مفرد)]

رابعا: للشرط منها:

أما [أما + مبتدأ (اسم مفرد)+ خبر (جملة اسمية)]

لولا [لولا+ مبتدأ(اسم مضاف)+ خبر (محذوف وجوبا)]

خامسا: للجواب ومنها:

بلى [بلى+ مبتدأ(اسم مفرد)+ خبر (جملة فعلية:فعلها ماض)]

وفي القسم الثاني حديث عن ضمائم الجمل الفعلية، وهي بدورها تنقسم إلى مبحثين رئيسيين:

 أولهما : “الضمائم العاملة” ومنها:

1: العاملة للجزم،حصرها المؤلف في : 

لئن [لئن+ فعل (ماض)+ فاعل(ضمير بارز)]

ما الشرطية [ما+ فعل(مضارع)+ فاعل(ضمير بارز)]

لما [لما+ فعل(مضارع)+ فاعل(اسم مفرد :ضمير بارز)]

لام الطلب [ل+ فعل (مضارع)+ فاعل(اسم مفرد)]

2: العاملة للنصب منها :

لن [لن+ فعل (مضارع)+ فاعل(اسم مفرد)]

3: العاملة للخفض:

إذا: الشرطية: [إذا+ شرط (جملة فعلية:فعلها ماض، مبني للمجهول)+ جواب (جملة فعلية:فعلها ماض)]

لما: الظرفية[لما+ جملة فعلية:فعلها ماض)+جواب(جملة فعلية:فعلها ماض)]

ثانيهما: الضمائم الغير العاملة ومنها:

1-  للتوكيد وهي:

ما الزائدة: [ما+ فعل(مضارع)+ فاعل(ضمير بارز)]

سوف: [سوف+ فعل(مضارع)+ فاعل(ضمير بارز)]

السين :[السين +فعل (مضارع)+ فاعل(اسم مفرد)]

لا الزائدة :[لا+فعل (مضارع)+ فاعل(ضمير مستتر)]

2- للتشبيه:

كأنما: [كأنما+فعل (مضارع+مبني للمجهول)+ نائب فاعل (ضمير بارز)]

3- للتحضيض:

لولا: [لولا+ فعل(ماض)+ فاعل(اسم مفرد)]

لوما: [لوما+ فعل(مضارع)+ فاعل(ضمير مستتر)]

4- للتكثير:

ربما: [ربما+ فعل(مضارع)+ فاعل(اسم مفرد:موصول)]

أما القسم الثالث من هذا الفصل فقد اختص بالضمائم المشتركة وقصد بها المؤلف الضمائم غير المختصة، أي التي تدخل على الجملتين الاسمية والفعلية وحصرها في : الضمائم العاملة منها:

1- العاملة للجزم  وهي:

إن الشرطية :[إن+ فعل(مضارع)+ فاعل(ضمير بارز)]

لا الناهية : [لا+ فعل(مضارع)+ فاعل(ضمير مستتر)]

لم [لم+ فعل(مضارع)+ فاعل(ضمير بارز)]

ثم أتبعها المؤلف بذكر الضمائم الغير العاملة ومنها:

*- للتوكيد:

– قد: [قد+ فعل(ماض)+ فاعل(اسم مضاف)]

– لقد: [لقد+ فعل(ماض)+ فاعل(اسم مضاف)]

– إنما: [إنما+ فعل(ماض)+ فاعل(ضمير بارز)]

– لام الابتداء: [ل+ مبتدأ(اسم مضاف)+خبر(اسم مفرد)]

*- للنفي:

– ما: [ما+ فعل(مضارع)+ فاعل(اسم مفرد)]

– إن: [إن+ فعل(مضارع)+ فاعل(اسم مفرد)]

– لا: [لا+ فعل(مضارع)+ فاعل(اسم مضاف)]

*- للاستفهام:

– هل: [هل+خبر(شبه جملة+جار ومجرور)+ مبتدأ(اسم مفرد)]

– الهمزة [أ+و+ليس+اسمها(اسم مفرد)+ خبرها(اسم مفرد)]

*- للتنبيه:

– ألا: [ألا+مبتدأ(ضمير بارز)+ خبر (اسم مفرد)]

*- للاستدراك:

– لكن: [لكن+ فعل(ماض)+ فاعل(اسم مضاف)]

*- للشرط:

– لو: [لو+ مبتدأ(جملة اسمية:مؤولة بمصدر)+ خبر(محذوف)]

 جمع هذا الفصل مجموعة أنساق الجمل الاستئنافية  المصدرة بالضمائم في القرآن الكريم ممثلة في ضمائم الجمل الاسمية وضمائم الجمل الفعلية ؛ تناول المؤلف بالتحليل نسقا مختارا من كل ضميمة مع الإشارة إلى مظانها من السور في القرآن الكريم ؛ ربط بين علم النحو وعلوم البلاغة ولاسيما علم المعاني في تحليله النصوص القرآنية لتبيين بلاغتها ووظيفتها في السياق، وأثبتت الدراسة أن ضمائم الجمل الاسمية فاقت في عددها ضمائم الجمل الفعلية، وتساوت الجمل الفعلية في ضمائمها مع الجمل المشتركة، أما أعداد ورودها في القرآن الكريم وأعداد أنساقها فقد تباينت تباينا واضحا، أفرد لذلك المؤلف دراسة مذيلة بجداول تفصيلية في آخر الكتاب لأنواع الضمائم وأعدادها وأعداد ورودها في القرآن الكريم توضح للقارئ رؤية كلية للمادة المدروسة تغني عن الكلام الإحصائي التفصيلي، ويعد هذا الفصل أكبر فصول الكتاب من ناحية الحجم- موازنة بالفصلين الآخرين- نظرا لتشعب مسائله، وصعوبة تحديد علاقاتها من جهة، وتباين آراء العلماء حول مسائله من جهة ثانية مما تطلب بسطا وتوسعا في القول.

منهجه:

عندما نتحدث عن كتاب «الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم» فإننا نتحدث عن قيام منهج نحوي وبلاغي أصيل، اعتمده صاحبه في عرض مسائل هذه الدراسة  التطبيقية الوصفية التي تقوم على منهج الاستقراء والتتبع والإحصاء، وتعتمد التحليل والتفسير والربط بين جوانب النص القرآني الذي يضم المثال المدروس، ورصد المناسبات والقرائن السياقية المتنوعة بغية استجلاء معنى النص أولا ثم استجلاء معنى الجملة الاستئنافية وعلاقتها بالنص ثانيا، لتتضح طبيعة الجملة وحكمها وبلاغتها، ومن ثمة بلاغة النص الذي يضمها، حيث  عمل المؤلف على توظيف بعض الأساليب التي ساهمت في إغناء الدراسة وأبرزها التفسير وتحليل الشواهد القرآنية، والاستنتاج والموازنة واستخراج ما استكن في كل جانب من جوانبها بغية الكشف الدقيق عن دقائق الجملة الاستئنافية، حيث خطا المؤلف الخطوات التالية في منهجه الوصفي التحليلي:

أولا: وصف الجملة الاستئنافية وبيان مفهومها وأنواعها وحروفها تمييزاً ودلالات في العربية و القرآن الكريم. 

ثانيا: وصف التفسير العام لآيات القرآن الكريم  وعرضها من خلال كتب التفسير.

ثالثا: دراسة تحليلية لآراء النحويين واختلافهم في هذه الجمل الاستئنافية من خلال المصادر الأولية من كتب النحو وغيرها.

رابعا: يلي هذه الدراسة التطبيقية التحليلية جدولة إحصائية للنتائج النهائية لأنواع الجمل الاستئنافية على اختلاف أنساقها، وجدولة لأنواع حروف الاستئناف وأعداد وروده في القرآن الكريم، وجدولة لأنواع الضمائم وأعدادها وأعداد ورودها في القرآن.

وإلى جانب هذا المنهج اعتمد المؤلف بالدرجة الأساس على تفاسير الأئمة:«الزمخشري، وابن عطية،وأبي حيان، والشوكاني، وابن عاشور وغيرهم »، كما اعتمد في جرد جمل الاستئناف على كتاب «الجدول» لمحمود الصافي ، وكتاب «إعراب القرآن» للدكتور محمد الطيب الإبراهيم، وكتاب «معجم إعراب ألفاظ القرآن» لمكتبة لبنان.    

وهذا المنهج وهذه الأساليب مجتمعةً مكنت المؤلف من أن تكون له بصمة خاصة ومميزة عن غيره من البلاغيين والنحويين  سواء من القدماء أو المحدثين في دراسة مسائل الجملة الاستئنافية.

خاتمة: 

وخلاصة القول  أن هذا الكتاب جاء جديدا في فكرته ودقيقا في منهجه، إذ عرض معنى الاستئناف وأهمية الجملة الاستئنافية وما يدور في فلكها من أسرار باعتبارها صورة  زاهرة في إغناء ثقافة الدارس للبلاغة العربية، وتفقه أسرارها من جهة، يقول عبد القاهر الجرجاني: «إن العلم بما ينبغي أن يصنع في الجمل، من عطف بعضها على بعض، أو ترك العطف فيها، والمجيء بها منثورة ، تستأنف واحدة منها بعد أخرى، من أسرار البلاغة ومما لا يتأتى لتمام الصواب فيه إلا الأعراب الخُلَّصُ» [31] 

ومن جهة أخرى فيها إثراء للدراسات النحوية إثراءً عظيما لما حفلت به من الطرائق والفرائد التي لا نظفر بها في مظان كتب النحو بيسر وسهولة، حيث جمع المؤلف بين طريق المتقدمين من سعة الشرح والبيان والاعتماد على الأمثلة والشواهد الكثيرة من القرآن الكريم حتى تستبين للقارئ خصائص الجملة الاستئنافية وأغراضها وأنواعها وأسرارها ويسهل على المعرب بيانها بشكل سهل فيه تطبيق العلم على العمل. 

 ـــــــــــــــ

الهوامش:

[1] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:26]

[2] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:26]

[3] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:28]

[4] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:28-29]

[5] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:33]

[6] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:37]

[7] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:48]

[8] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:49]

[9] [المغني اللبيب، ابن هشام ص:514]

[10] [المغني اللبيب، ابن هشام ص:514]

[11] [المغني اللبيب، ابن هشام ص:514]

[12] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:52]

[13] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:53]

[14] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:53]

[15] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:55]

[16] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:55]

[17] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:59]

[18] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:61 -62]

[19] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:65]

[20] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:66]

[21] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:67]

[22] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:68-69]

[23] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:70-71]

[24] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:71-72]

[25] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:72-73]

[26] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:74]

[27] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:75]

[28] [همع الهوامع في شرح جمع الجوامع 2/272]

[29] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:79]

[30] [الجملة الاستئنافية في القرآن الكريم ص:88-89]

[31] [دلائل الإعجاز ص222]

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. بارك الله فيكم وفي جهودكم أتقدم بخالص الشكر والامتنان للباحثة الفذة القديرة سكينة مناري على جهدها المبذول في هذه الدراسة وأشهد لها بالقراءة الدقيقة الفاحصة والأمانة العلمية فيما تنقل وتصف بارك الله فيها وفي عملها ووفقكم الله لما يحب ويرضى .دصگر خلف الشعباني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق