وحدة الإحياء

ملتقى الإحياء 5: “واقع البحث المقاصدي في الجامعة المغربية من خلال الإسهامات الأكاديمية لجيل الباحثين الشباب”

انتظمت فعاليات ملتقى الإحياء الخامس يوم الجمعة 10 شعبان 1434ﻫ الموافق لـ 19 يونيو 2013م من الساعة الرابعة زوالا إلى الساعة الثامنة مساءً بقاعة الاجتماعات بالمقر المركزي للرابطة المحمدية للعلماء، الوداية-الرباط. حول موضوع “واقع البحث المقاصدي في الجامعة المغربية من خلال الإسهامات الأكاديمية لجيل الباحثين الشباب“. وذلك بمشاركة نخبة متميزة من الأساتذة الباحثين في حقل الدراسات الإسلامية بوجه عام، والدراسات الأصولية والمقاصدية بوجه خاص. وهم السادة الدكاترة؛ أحمد السنوني، محمد إقبال عروي، عبد الرحمان العضراوي، يوسف حميتو، محمد المنتار، الحسان شهيد، فؤاد محناش، محمد الناصري، وعبد السلام طويل.

استهل هذا الملتقى رئيس تحرير مجلة الإحياء الأستاذ عبد السلام طويل، الذي أدار فعاليات هذا الملتقى، بكلمة تأطيرية أوضح فيها أن هذا الملتقى الخامس لمجلة الإحياء يسعى إلى محاولة رصد ومقاربة وتقويم واقع البحث المقاصدي في الجامعة المغربية، من خلال الإسهامات البحثية للباحثين الشباب الذي ناقشوا أطاريحهم خلال العقد الأول من الألفية الثالثة.

وذلك بالنظر إلى حدود الاستمرارية والقطيعة بين إسهامات هذا الجيل، والأجيال التي سبقته من جهة، وبينه وبين التجلي الأبرز للبحث المقاصدي مع لحظة البناء النظري والعلمي لهذا الفرع الهام من فروع المعرفة الإسلامية مع أبي إسحاق الشاطبي من خلال موافقاته، ومع لحظة الاستئناف والتأصيل الحديث لهذا العلم مع الطاهر بن عاشور وعلال الفاسي بوجه خاص.

وذلك من الوجهة الموضوعاتية والمنهاجية والنظرية؛ سعيا لرسم المعالم الكبرى لخريطة معرفية وبحثية عامة للنظر المقاصدي لدى هذا الجيل، من حيث القضايا والموضوعات والإشكالات التي اشتغل عليها، ومن حيث الرؤى والتصورات التي صدر عنها، ومن حيث المقتربات والمنهجيات التي اعتمدها. خاصة وأن علم المقاصد يعد أكثر العلوم الإسلامية صلة بمسألة المنهج والبناء النظري والمنهاجي للمعرفة الإسلامية في انفتاحها على المعرفة الكونية، والبناء المآلي للفعالية الحضارية للأمة.

كل ذلك في سبيل الوقوف على أهم عناصر الجدة والإبداع والتميز في هذه التجربة بغرض تعزيزها وتعميقها، وكذا في سبيل الكشف عن مواطن التقليد والاجترار والجمود والتكلس سعيا للوعي بها وتجاوزها. بنفس استشرافي وظيفي مآلي يؤمن بمنطق التراكم العلمي مثلما يؤمن بأهمية النقد والتقويم في تطور المعرفة الإنسانية..

بعد ذلك، قدم الأستاذ محمد الناصري أرضية علمية لهذا الملتقى حاول فيها، بوجه خاص، رسم المعالم الكبرى للبحث المقاصدي لدى هذا الجيل من الباحثين الأكاديميين، من خلال استحضاره لأهم القضايا والموضوعات التي استأثرت باهتمامه البحثي. كما قدم العديد من التساؤلات والاستشكالات التي أسهمت في تأطير النقاش ضمن هذه الحلقة العلمية.

وعلى إثر ذلك، تناول الكلمة كل من الدكاترة؛ الحسان شهيد، ويوسف حميتو، ومحمد المنتار باعتبارهم ممثلين لباحثي هذا الجيل؛ حيث قدم كل منهم تجربته البحثية في مجال الدراسات المقاصدية، قبل لحظة مناقشة أطروحاتهم الجامعية، وإبانها، وبعدها..

وقد اغتنى هذا الملتقى العلمي بالمناقشات والتأملات والتعقيبات والتوجيهات النقدية البناءة العميقة، والرصينة التي تقدم بها كل من الدكاترة؛ عبد الرحمن العضراوي، ومحمد إقبال عروي، وأحمد السنوني. وكذا بتعليقات وملاحظات باقي الأساتذة المشاركين.

وقد انصبت المناقشات حول ربط المقاصد بجملة من القضايا الوظيفية والنظرية والمنهاجية؛ من قبيل العلاقة بين المقاصد والفقه والأصول، والعلاقة بين المقاصد والمصالح، والمقاصد وقضايا الاجتهاد والتجديد، والمقاصد وقضايا البناء النظري والمنهاجي للمعرفة الإسلامية..

ومع أن الاتجاه العام للملتقى رصد عناصر الأزمة في حقل الدراسات الإسلامية بوجه عام، والدراسات المقاصدية بوجه خاص، إلا أن هذا الرصد ظل محكوما بالوعي بأن تطور العلم بوجه عام، لا يمكن أن يتطور إلا بانبثاق وتبلور الأزمات الإبستيمولوجية، ونجاح الجماعة العلمية وكذا نجاح العلم المخصوص في تجاوزه لأزماته وانسداداته المتعددة.

وفي هذا السياق تمت الدعوة إلى تحرير الملكات العقلية، والانفتاح على الكسب الكوني في مجال نظريات المعرفة وقضايا المنهج والمنهجيات المعاصرة، في توافق مع الضوابط والكليات التصورية للقرآن الكريم.

وكذا الدعوة إلى أن تغدو المقاصد بمثابة ملكة تحكم في كل الفعاليات العقلية والمعرفية، وروح تسري في كل الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحضارية العامة للأمة.. خاصة وأن تطور العلوم والمعارف لا يكاد ينفك عن تطور الحضارة والعمران..

كما تمت الدعوة إلى تعزيز السلطة المعرفية لتراثنا العربي الإسلامي من خلال استئناف الاجتهاد والتجديد ضمن روحه الإبستيمية المتجددة بتجدد العصور والأحوال..

‫2 تعليقات

  1. جميل هذا الملتقى … وخاصة لاهتمامه بجيل الشباب (المقاصدي) إن صحت التسمية
    فأرجو الاهتمام أكثر بالهموم المقاصدية لهذا الجيل بعقد ندوات وملتقيات تهم المحور المقاصدي وتجلياته الوجودية والعلمية والحضارية …
    والشكر موصول للإخوان خاصة الاستاذ الكبير عبد السلام طويل …

  2. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    أثمن هذا الملتقى العلمي وأضيف بأن البحث المقاصدي يفتقر إلى آليات التأصيل العلمي المنهجي الذي يغيب عند كثير من المقبلين على البحث في مقاصد الشريعة وقضاياها المتعددة، ومن أبرز آليات التأصيل التمكن من لغة القرآن الكريم ودلالاتها في المباحث الأصولية ذات البعد المقاصدي، ثم التمكن من المنهج الأصولي في التأصيل لمقاصد الشريعة الذي لا يتجاوز مصدري التشريع وهما الكتاب والسنة إذ لا وجود للمقاصد الشرعية خارج النص الإلهي لأنه المحدد الوحيد لمقاصد الحكم الشرعي،
    وأضيف أيضا بأن من القضايا التي تسيئ إلى فهم حقيقي وعلمي دقيق لعملية النظر المقاصدي الأصولي الفقهي اعتبار ذلك كله عملية فكرية يمكن التقول فيها بأي قول أو رأي، وهذا التصور الذي يوجد عند بعض الباحثين المعاصرين لا يستجيب لمنهج الشريعة في التأصيل العلمي الرصين القائم على النصوص ودلالاتها وقواعدها المؤسسة للعلم والمعرفة والعمل، وذلك لأن الفكر البشري في مثل هذه العلوم الدقيقة إنما هو مجموعة آراء فكرية معرفية قد تكون فلسفية أحيانا والنظر الأصولي المقاصدي الفقهي هو علم قائم بذاته لا يكفي فيه مجرد النظر الفكري، وقد ميز الشرع الإسلامي بين النظر العلمي المؤسس لقواعد التشريع والعمل الجاد في العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق، وبين النظر الفكري الذي يعتمد آراء الناس وأفكارهم التي تكون صحيحة أحيانا وخاطئة أخرى والله أعلم والحمد لله رب العالمين

اترك رداً على د, مصطفى بنشقرون إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق