مركز الدراسات القرآنية

مناهج البحث وتحقيق التراث في العلوم الإسلامية

 

من أجل الإسهام في استكمال تكوين الباحثين في مجال مناهج البحث وتحقيق التراث في العلوم الإسلامية، والمشاركة في تأصيل المفاهيم وتعميق النقاش فيها، نظم مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء بتعاون مع فريق البحث “الدراسات الإسلامية وقضايا المجتمع” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس أكدال ـ الرباط، دورة تكوينية علمية لفائدة طلبة الماستر، في موضوع: “مناهج البحث وتحقيق التراث في العلوم الإسلامية” وذلك يوم السبت: 25 يناير 2014، برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس أكدال ـ الرباط، شارك فيها أزيد من 120 متدرب ومتدربة من مختلف جامعات المملكة المغربية؛ جامعة محمد الخامس أكدال ـ الرباط، ومؤسسة دار الحديث الحسنية، وجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، وجامعة الحسن الثاني بعين الشق، وجامعة القرويين كلية الشريعة ـ فاس، فضلا عن الباحثين والباحثات بمراكز الرابطة المحمدية للعلماء.

وقد افتتحت هذه الدورة في جلستها الصباحية التي ترأسها الدكتور جمال السعيدي رئيس شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بحمد الله وتوفيقه بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت القارئ فريد الغزواني، تلتها كلمات افتتاحية للسادة: السيد نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس- أكدال د. محمد الصالحي، وكلمة السيد رئيس فريق البحث «الدراسات الإسلامية وقضايا المجتمع» د.محمد قجوي، وكلمة السيد رئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء د. محمد المنتار.

نوّه الدكتور محمد الصالحي بجهود المنظمين لهذه الدورة، كما ذكر بتاريخ كلية الآداب والعلوم الإنسانية وجهودها الحثيثة في الرفع من مستوى البحث العلمي وخلق جيل جديد من الشباب يجمع بين التكوين والبحث، مستدلا على ذلك بمسالك الماستر وفرق البحث والدكتوراه التي تحتويها رحاب الكلية والدورات التكوينية والتدريبية التي تعقدها هذه المسالك من بينها هذه الدورة.

وفي نفس السياق جاءت كلمة الدكتور محمد القجوي التي أشار فيها إلى أهمية الدورات التكوينية في استكمال الطالب لتحصيله العلمي واستغراق الجوانب التي لم يتمكن الأستاذ في أن يلقيها بين ظهراني طلبته لالتزامه بالمقرر، وأشار إلى أن انعقاد مثل هذه الدورات العلمية والتكوينية والتدريبية هي تتمة لهذا التحصيل واستكمال لهذا التكوين.

وافتتح الدكتور محمد المنتار رئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء، كلمته بالحديث عن المقصد الأسمى من عقد هذه الدورة التكوينية المتمثل في مناقشة سؤال المنهج في العلوم الإسلامية، وبوجه خاص وظيفية هذا المنهج في فهم وتنزيل العلوم الإسلامية، من خلال إعادة قراءة وفهم العديد من الأدوات المعرفية والمناهج الفكرية التي تعتبر أدوات بحثية معرفية، يستعان بها في الكشف عن مراد الله، ويُكسب العلوم الإسلامية حضورا وتمكينا وتأثيرا وفاعلية وديناميكية في واقعنا المعاصر.

كما أشار إلى بعض الأمور الهامة الأخرى التي انعقدت من أجلها الدورة والتي ينبغي تحسيس وتوجيه الباحثين للاهتمام بها ولخصها في ثلاثة أمور: 

ـ ضرورة العناية بالأنساق والأطر المرجعية وهو ما يسميه الدكتور أحمد عبادي المركبات النتائج التي تقود العملية التفكيكية والتحليلية.

ـ السعي الحثيث لإرجاع هذه العلوم إلى أصلها الذي عليه أسست ومنه انبثقت: مقصد الوحي قرآنا كريماً وسنة نبوية شريفة، وهذا مقصد العلماء على مرّ العصور لأن أزمة علوم الدين إنما نشأت من الانفصال عن النص المؤسس.

ـ ضرورة استبانة معالم الرؤية الكلية الناظمة، والكاملة في القرآن الكريم، إذ النقص وعدم الدقة الذي أصاب أدوات ومناهج البحث في العلوم الإسلامية يرجع أساسا إلى غياب منهجية مناسبة لفهم القرآن الكريم.

واختتم الأستاذ المحاضر بالقول أنه في غياب تجريد هذه الرؤية الكلية، كانت الضريبة في مجال تشجيع الاجتهاد هو اختلاق المناهج الدخيلة لسد الفراغ الذي تركه غيابها، مما كانت له آثار مدمرة في بعض الأحيان، من هنا كان الهدف من عقد مثل هذه الدورات التكوينية.

بعد هذه الكلمات الافتتاحية كان للمتدربين موعد خلال الجلسة الصباحية التي ترأستها الدكتورة ميلودة الشم مع المحاضرة الأولى المبرمـجة في الدورة وعنوانها: “تحقيق النص: القواعد والضوابط” والتي ألقاها فضيلة الدكتور عبد الرزاق الجاي أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال ـ الرباط.

تطرق من خلالها لأهم القوانين والضوابط التي يتميز بها المنهج التحقيقي عن ما سواه من المناهج، حاصراً المصادر التي اعتمدها في محاضرته في أربعة مصادر وهي: المصادر العربية لتاريخ المغرب، وكتاب «مناهج البحث في الدراسات الإسلامية تأليفاً وتحقيقاً» للدكتور فاروق حمادة، وكتاب «المخطوطات العربية مشكلات وحلول» عابد سليمان المشوخي، وكتاب «أبجديات البحث» لفريد الأنصاري.

وبعد ذكره المصادر المعتمدة في محاضرته ذكر محاورها التي لم تخرج عن: مقدمة حول أهمية تحقيق المخطوط، ثم المحور الأول الذي تطرق فيه إلى أهداف تحقيق النص والغاية من ذلك، ثم المحور الثاني الذي يضم أهم ضوابط التحقيق، ثم الخاتمة.

اعتبر الأستاذ المحاضر في مقدمته لمحاضرته أن الحديث عن المخطوطات هو حديث عن تراث الأمة وعن شخصيته، ويدل على ذلك اعتناء العلماء به عربا ومستشرقين، مستطردا في هذه النقطة بالذات والتي هي مسألة اعتبار أن المستشرقين هم مَن وضعوا أسس التحقيق وقواعده، مفنّداً هذا الادعاء الذي داع صيته، وانتشر بين طلبة العلم والباحثين في هذا الميدان، مبرزا أن علماء الحديث هم من كانت لهم السبق والريادة في وضع قواعد نقد الكتب وتصحيحها.

بعد ذلك أشار إلى طرق التأليف في مناهج التحقيق، والمؤلفات فيه التي ألفت إما عن تجربة أو عن تقليد للمستشرقين أو الجمع بين الطريقتين.

ثم تطرق الدكتور  عبد الرزاق الجاي في المحور الأول الذي خصصه للحديث عن الأهداف المتوخاة من التحقيق، التي تبدأ من اختيار المخطوط، الذي يجب أن يحقق الهدف والغاية من البحث المزمع إنجازه وتقديمه للأمة كما أراده مؤلفه، وهذا لا يتأتى إلا باتباع المناهج والضوابط التي وضعها العلماء لتحقيق المخطوطات والمتمثلة في جمع نسخ المخطوط وتتبعها في مكتبات العالم سواء العامة أو الخاصة على قدر الإمكان، والرجوع إلى الفهارس التي تعنى بذكر المخطوطات.

ولاختيار النسخة التي ستعتمد كأصل في التحقيق أشار الأستاذ الجاي إلى المنهج المتبع عند المحققين في ذلك وهو : اعتماد النسخة التي كتبها المؤلف وتسمى النسخة الأم، ثم النسخة التي قرئت على مؤلفها أو عورضت عليه، ثم النسخة التي كتبت في عصر المؤلف وعليها سماعاته، ثم نسخة كتبت في عصر المؤلف وليس عليها سماعاته.

وفي حالة عدم توفر أي معلومات تفيد في هذا الجانب، يستعمل الباحث جهده وحنكته في الوقوف على أقدم النسخ، وقد يتوفر للباحث مجموعة من النسخ كتبت في عصر معين تحمل نفس الأخطاء و نفس التصحيفات وهي ما اصطلح عليه بالفئات؛ ففي هذه الحالة يجب اعتبار كل فئة نسخة منفردة عن ما سواها، والهدف من هذه العملية هو الحصول على نسخة تحمل نصّاً أقرب إلى ما تركه مؤلفه.

ثم أشار الأستاذ المحاضر في نهاية عرضه القيّم إلى الحديث عن مقتضيات التحقيق من ضبط النص وصحة نسبته لمؤلفه، ويستعان على ذلك بكتب الفهارس والبرامج التي ألفها العلماء مؤرخين بها ما تلقوه من مؤلفات أخذوها على شيوخهم كفهرسة ابن خير الإشبيلي، وبرنامج التجيبي، ورحلة العبدري الحاحي، وغيرها. وبعدها تثبت نسخة المؤلف كما تركها، والإشارة إلى الاختلاف الوارد بين النسخ في الحاشية، وعند عدم ذكر المؤلف لمصادره.

وفي حالة الوقوف عليها تذكر كاملة بدون إفراط، وقد يصادف الباحث بعض الاختلاف بين النسخ أو بعض التصحيفات والتحريفات الواقعة في النص، أو بعض الخروم، وكل هذا يثبته ويشير في الحاشية إلى مصادره، ومما يجب على المقدم على تحقيق أي مخطوط أن تكون له دراية بالخط والرسم.

ثم اختتم الأستاذ الفاضل عرضه بالتركيز على النقط التي يجب على المحقق الاهتمام بها منها:

ـ النصوص المهملة والألفاظ غير المنقوطة.

ـ الألفاظ والأعلام المختصرة.

ـ شكل ما يجب شكله من الأحاديث والأمثال والأشعار.

ـ تمييز المبني للمجهول وضده المعلوم.

ـ تقسيم النص وترقيمه.

ـ العناية بالإجازات والسماعات إن وجدت في النص.

و آخر ما يختم به الباحث المحقق جهده وعمله هو كتابة المقدمة التي يضمنها خلاصة بحثه.

تلتها مداخلة الدكتور محمد قجوي (أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال ـ الرباط)؛  بعنوان “الدراسة المنهجية للتفاسير“.

توقف الأستاذ القجوي بداية على أصول ومناهج التفسير التي تكشف اللحن التفسيري، فأبرز بعضاً من فوائد هذه القواعد التي تعين الباحث على نقد هذه التفاسير، وكذا الاطلاع على القواعد الجديدة ومناهجها من خلال هذا التفسير.

كما أكد الأستاذ على بعض المسائل المهمة التي يجب على الباحثين الاهتمام بها في هذا الجانب ومراعاتها في بحوثهم وهي:

ـ اختيار العنوان واعتبار الدقة فيه.

ـ تحديد نوع الدراسة المنهجية المعتمدة في البحث، هل النقدية أم الوصفية أم المقارنة.

ـ التعريف بالمفسر وذكر العناصر المؤثرة في تكوينه العلمي.

ـ ذكر المصادر التي اعتمدها المفسر والتي لها تأثير بالغ في تفسيره، فالكشف عن المصادر يفيد في تصنيف هذا التفسير المزمع دراسته وفي أي إطار يندرج، و يدخل في هذا الإطار كذلك تحديد نوعية مصادره وتصنيفها كالمصادر المذهبية والمصادر الفقهية واللغوية وغيرها.

ـ تحديد الآراء المذهبية التي لها أثر بالغ في التفسير المدروس.

ـ دراسة منهج المؤلف في طريقة اعتماده على المصادر الأخرى سواء من الناحية اللفظية أو المعنوية ونسبتها إلى أصحابها وتوثيقها وضبطها.

ـ اعتبار السياق التاريخي الذي عاش فيه المؤلف وخاصة الجانب العلمي منه، المتمثل في السياق المذهبي والسياق العقدي.

ـ منهجه في علوم القرآن وحجم حضورها في تفسيره.

ـ اعتماده على القراءات ومنهجه في توظيفها.

ـ تحديد آرائه وجوانب التجديد في تفسيره، المتعلقة خاصة بقواعد وأصول التفسير.

ـ الموضوعات التي لقيت كبير عناية في تفسيره. 

واختتمت الجلسة الصباحية بمداخلة للدكتور محمد إقبال عروي (أستاذ باحث بمركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء)؛ تحت عنوان: “دور التفسير في صياغة القواعد الحضارية”.

استهل الأستاذ المحاضر مداخلته بإبراز دور القرآن في البناء الحضاري للأمة، منطلقا من قاعدتين صاغهما من خلال تتبعه واستقرائه لبعض نصوص القرآن الكريم وهما: 

ـ الوحدة يثبت لها ما يثبت للتوحيد.

ـ إبراء الذمة من سلوك النقمة.

فبخصوص القاعدة الأولى وأثرها في البناء الحضاري  للأمة، المتمثل في التوحد والالتحام ونبذ الفرقة التي مقتها القرآن الكريم، لما يؤدي عدم اعتبارها إلى التطاحن والتقاتل، يثبت لها ما يثبت للتوحيد والاعتقاد، وقد انطلق الأستاذ المحاضر في إثبات ما ذهب اليه من خلال قصة موسى وهارون عليهما وعلى رسولنا أفضل الصلاة وأتم التسليم، وتمحور موضوع القاعدة الثانية المتعلقة بإبراء الذمة من سلوك النقمة حول مسألة التنحي والابتعاد عن تصنيف الناس التي ما فتئ يمارسها البعض اليوم والتي تخل ـ على حد قوله ـ بالمنهج الإسلامي في  معاملة الآخرين.

وخلال الجلسة المسائية التي ترأسها الدكتور محمد المنتار كان موعد المتدربين مع محاضرة للدكتور أحمد نصري (أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية) في موضوع «استدراكات العلماء في التفسير: قضايا ونماذج»، التي اكتفى فيها بنموذج واحد في هذا الموضوع، وهو ما استدركته عائشة بنت الشاطئ أو عائشة عبد الرحمن على  بعض المفسرين.

في البداية توقف الأستاذ المحاضر على التعريف بمنهج الاستدراك والدرجة العالية التي بلغها على يد علمائنا من الإحكام والنضج القائم على الأصول العلمية، وذلك بفضل ارتباط هذا المنهج بتفسير القرآن الكريم، مبينا أن الاستدراك على المفسرين عمل محمود استحسنه العلماء لكن شريطة أن يكون قائما على قوانين العلم وأصوله المحكمة.

ثم استدل ببعض الأمثلة من الآيات لاستدراكات عائشة عبد الرحمن منها قول الله تعالى: ﴿فاذا فرغت فانصب﴾ سورة الشرح الآية: 7، وقوله تعالى ﴿ويل لكل همزة لمزة﴾ سورة الهمزة الآية: 1، وقوله ﴿وجيئ يومئذ بجهنم﴾ سورة الفجر الآية: 23.

مبرزا بعض معالم منهجها وعلى الخصوص أسلوبها في الترجيح بين النصوص المتعارضة أو المعاني المختلفة وذلك مثلا في تفسير قول الله تعالى ﴿والعصر إن الإنسان لفي خسر﴾ سورة العصر الآية 1، ومن منهجها كذلك إطلاق المعنى دون تقييده مستدلا على ذلك بقول الله تعالى ﴿يا أيتها النفس المطمئنة…﴾ سورة الفجر الآية 27.

وتلت هذه المحاضرة مداخلة للدكتورة فدوى بنكيران (أستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال الرباط) في موضوع «المكتبة الإسلامية الإلكترونية»

تناولت فيها محورين هامين: المحور الأول: خصصته للتعريف بأهمية الشبكة العنكبوتية في تسهيل عملية الحصول على المعلومة بأيسر السبل وأقصر الطرق وأقلها تكلفة، وكذا التعريف بقيمة المواقع الإسلامية وفائدتها للبحث العلمي، وطرق التعامل معها، والاحتياطات الواجب اتخاذها إزاء بعضها، حتى يتمكن طلبة العلم من الاستفادة منها دون الوقوع في المشاكل.

وتجب الإشارة إلى أن العرض لم يتطرق للمواقع الإسلامية باللغات الأجنبية، أما المواقع ذات الصبغة المذهبية السجالية على اختلاف مذاهبها، منها ذات التوجه الشيعي والسلفي والصوفي، هذه المواقع ظلت خارج نطاق البحث، كما اقتصرت الأستاذة بخصوص المنتديات على تلك التي تحتوي على قسم خاص بالكتب.

ثم أشارت الأستاذة إلى أن تزايد الاهتمام بالشبكة العنكبوتية في حياة الباحثين، دفع إلى عقد الكثير من المؤتمرات في الدول الإسلامية، أكدت في توصياتها على ضرورة إنشاء قاعدة معلومات إسلامية مشتركة من مختلف الدول الإسلامية، لكن هذه القاعدة المشتركة لم تصدر حتى الآن.

وفي المحور الثاني من المحاضرة تطرقت الأستاذة المحاضرة إلى ذكر بعض المواقع المكتبية والتعريف بها مقسمة إياها إلى خمسة أقسام:

1-     مواقع تتيح الكتب بشكل عام.

2-     مواقع مكتبات متخصصة.

3-     مواقع تجمع بين الكتب والمخطوطات أو المخطوطات وحدها.

4-     مواقع المجلات الإسلامية.

5-     المنتديات العلمية.

واختتمت الجلسة المسائية بمحاضرة للدكتور سعيد الهلاوي (أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال – الرباط) في موضوع: «كيف تنجز بـحثا جامعيا».

أبرز في مقدمته على أهمية البحث العلمي في الرقي بالحضارات الإنسانية التي أصبحت توازي الضرورة الشرعية، مبرزا أهم الصعوبات التي تكتنف البحث العلمي والمتمثلة في واقع التكوين خاصة في شعب الدراسات الإسلامية الذي لا يساعد على تخريج باحثين يكونون جسراً بين هذه الشعب وغيرها من الشعب الأخرى، والمتمثل أيضا في عدم وجود دلائل تعين الطالب على إنجاز بحثه.

وبعد ذلك تفضل الأستاذ المحاضر بذكر بعض المواصفات التي يتميز بها البحث العلمي الناجح ومنها:

ـ أن يكون ضمن مشروع علمي مؤسساتي.

ـ أن تكون للبحث فائدة (يؤدي خدمة ولو كان صعبا).

ـ الجدة وعدم التكرار.

ـ التقيد بالضوابط والقواعد العلمية.

ـ وضوح إشكالية البحث وتساؤلاته.

ـ  التوصل إلى مخرجات كتوصيات تفيد الأمة في واقعها.

ـ  وبعد ذلك تطرق الأستاذ المحاضر إلى المراحل الكبرى التي تمر بها العملية البحثية:

مرحلة اختيار البحث وموضوعه.

ـ  تحديد منهج البحث، والاستفادة من منهج البحوث الاجتماعية في إنجاز بحوثهم.

ـ  اختيار المجال البحثي كالأصول والفقه والنحو وغيرها من العلوم …

ـ  الاطلاع على الرسائل الجامعية المنجزة في الموضوع.

ـ  تحديد الفهارس ولائحة المصادر والمراجع المعتمدة في البحث.

وفي ختام الجلسة تم فتح المجال للطلبة والباحثين لطرح استفساراتهم وتعليقاتهم، ومناقشة بعض الآراء الواردة في المداخلات، لتختتم بعد ذلك أشغال الدورة بكلمات ختامية من رئيس شعبة الدراسات الإسلامية الدكتور جمال السعيدي، ورئيس فريق البحث في الدراسات الإسلامية وقضايا المجتمع الدكتور محمد قجوي، ورئيس مركز الدراسات القرآنية الدكتور محمد المنتار، ثم تليت آيات بينات من الذكر الحكيم إيذانا برفع الجلسة.      

والجدير بالذكر أنه تم تنظيم معرض لكتب الرابطة المحمدية للعلماء بالموازاة مع الدورة التكوينية.

إعداد: ذ.نادية بومعيزة

صور لجانب من الحضور في الدورة التكوينية


 

 

صور المعرض الموازي للدورة التكوينية



تعليق واحد

  1. بارك الله فيكم
    نشكركم على الدورة ونرجو ان تستمر هذه الدورات مرة بعد أخرى ان شاء الله تعالى

اترك رداً على زاهد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق