مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

الإعلان عن المنصة الرقمية للإمام أبي عمرو الداني (444هـ ) بمناسبة مرور ألف عام على وفاة الإمام

مهاد الفكرة

            مواكبة لما لبث المعلومة من طفرة تكنولوجية، وما تشهده الرقمنة من اكتساح وهيمنة على مسالك تلقي المعرفة، مع انكباب نشاد المعارف على هذه التقنيات المستحدثة، -حتى إنها لكادت تعفي على مصادر التلقي الكلاسيكية- يسهم مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة بإغناء منصة التواصل برافد آخر من روافد استقاء المعلومة، وقد أطلق عليها: “المنصة الرقمية للإمام أبي عمرو الداني” وذلك تزامنا مع الذكرى الألفية لعلم الأندلس ومقرئها؛ الإمام أبي عمرو الداني(444هـ ) -جدد الله عليه الرحمات- الذي يشرف المركز بالانتساب إليه؛ حملا لاسمه، وبعثا لرسمه، ووفاء لإمامته، وعرفانا بجهوده..

              وتأتي هذه المبادرة إيمانا من القومة على المركز بما للرقمنة من أثر ظاهر في تذليل مهايع الطلب، وتيسير مسالك المعرفة، وعرض القضايا العلمية برؤى موجزة، وأساليب مبتكرة؛ ترنو إيصال المعلومة ملبية حاجيات الجماء؛ مراعية مراتب طلابها؛ بدءا وتوسطا وانتهاء، والحق أن هذا (الزخم) المعلوماتي  صادف نهما في الأنفس، ولهفا في القرائح.. وإن كان على حساب مناهج التحصيل العتيقة، والأساليب الموروثة القديمة، إلا أن لهذا المستحدث عائدته التي لا تنكر، ورادّته التي لا تدفع، خصوصا في باب المفاتشة والتنقيب، والمباحثة والتقميش، مع ما يكسبه من تهدٍّ إلى مسارب البحث، والاطلاع على جهود السابقين، ومواكبة تثوير اللاحقين، وقبل ذلك وبعده الاستجابة لنمط السرعة التي صارت صبغة العصر الحديث.

مرام الفكرة

            مؤمل الفكرة تتبع تراث مقرئ دانية، وتدنيته من طلابه ممحضا خالصا، مميزا عن المدارس الأخرى، وتخليصه من منقول شيخته وحملة علمه، مع تبريز اختياراته وانفراداته من مجموع تركته في الباب، آمِّين إسعاف المهتمين بتقريب مذهبه أداء وقراءة ورسما وضبطا وعدا.. مكفيين عناء الرجوع إلى الأصول، وتحديد النظر في المسطور، على أن تعقد لباقي المدارس القرائية نوافذ مستقلة، تعنى بالمذاهب المسامتة للمدرسة العمرية، كالمدرسة المكية، والشـريحية والمهدوية.. وذاك بعد أن تستتب للمدرسة الدانية أصولها، وتستوي على السواء أركانها.

      فتصور هذا المرام –هو حوسبة وهندسة علوم القرآن وتيسير الإفادة منها- تبصرةً للمبتدي وتذكرة للمنتهي، على حد مقول رائد علم المعلوميات المؤطر لهذا المشروع الكبير أ.د. عز الدين الأزرق. وذلك في استضافة له بمركز الإمام أبي عمرو الداني يوم الخميس 2/3/2023، وقد بسط بين أيدينا تجربته الطويلة في الاشتغال على حوسبة ورقمنة الكتاب وعلومه الوسلية، -وقد جاوزت خمسة عشرة سنة- فقربنا من تمثله للموضوع، وأطلعنا على مجهوده الفردي من خلال نماذج تطبيقية لقصار السور، مما استبان فيه بدليله أن العمل ذو جدوى، مكتنز لأفضال شتى، لكنه يستلزم تضافر جهود، وطول نفس لاكتحال العين بالمقصود، فكرة صادفت شجونا، فتاقت الهمم لبناء صرح المنشود.

تصور الفكرة

      للدرس القرائي أفنان؛ لكل فنن إشعاع وامتداد، تنقطع دونهما الأعمار ولا تستقصى فيه موارد الإمداد، وقد ارتأى المركز أن يقارب أوكدها، ويدنيَ جنا أثمرها، من خلال التصور الآتي:

÷ فنن الأسانيد: ومقاربته من حيث الرواية، وسند القراءة، وسلسلة المشيوخاء المباشرة، وما يمت لها بصلة من سلاسل الذهب المرضية؛ سدنة الكتاب، ممن شرفهم الله فوكل إليهم مهمة حفظه.. ثم منهجه المرتضـى في التعديل ونقد الرجال.

÷ فنن التجويد: والنظر إليه من حيث ما له علقة بتقويم الأداء، وتمييز المختارات الدانية فيه.

÷ فنن الرسم والضبط: واقترانها في العنونة من حيث التكامل، وإلا فإن الرسم أصل، والضبط تكملة، ومقاربتهما من حيث تقرير المادة، مع بيان المنتقد والمستدرك فيها، ثم تتويج مجموع ذلك بالمختار.

÷ الفنن الأصل، والذي عليه المعول؛ الروايات القرائية: وتُبتحث من حيث الأسانيد، والتوجيه، والنقد، والاستدراك، والاختيار ومرجحه..

÷ فنن الوقف والابتداء: تبيان مذهبه فيه وتقاسيمه ومختاراته، وكذا ما انتقده أو استدركه في الباب.

÷ فنن العدد: ويتناول فيه بيان مذهبه في العد، تتبع انتقاداته واستدراكاته، والتنصيص على مختاره ومنهجه في ذلك.

– تعرض المادة العلمية القرآنية في بنية معيارية إلكترونية، يمكن توظيفها لتقريب محتويات سائر العلوم.

– جعل مقاس يونيكود مهيكلا للرموز الخاصة الموظفة في المصحف الإلكتروني، الذي يروم احتذاء المصحف الإمام، وذاك حسب ما اصطلح عليه أهل الصنعة، مع تجويد خدمة العرض وتفادي المنتقد.

– استعمال تقنيات التنقيب عن المعطيات Data Mining للإفادة من النصوص المحتوية على الآيات القرآنية.

– استعمال تقنيات الانطولوجيا Ontology لإدراج بعض معاني الآيات القرآنية وتفسيراتها المعتمدة.

وقد أفدنا النقط الأربع الأخيرة من د.يونس القنتي -تقني المركز سابقا- لتمرسه و اشتغاله بالموضوع.

بلغ الله المؤمل، ومحض له العقد خالصا من الحظوظ.

د.عبد الجليل الحوريشي

  • باحث بمركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

تعليق واحد

اترك رداً على الدكتور عبد العزيز منكور إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق