مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام

يوم دراسي من أجل حقوق المرأة في ليبيا

إلياس بوزغاية

 

 

بتنظيم من مكتب المبادرات الانتقالية بليبيا التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (OTI/USAID)، قام الباحث بمركز الدراسات والبحوث في قضايا النساء في الإسلام إلياس بوزغاية بالمشاركة يوم الثلاثاء 9 أبريل 2013 بمراكش في اليوم الدراسي حول آليات تدبير المرحلة الانتقالية بليبيا وإعداد الدستور الجديد أمام وفد من نشطاء المجتمع المدني الليبي . تمحورت مداخلة الباحث إلياس حول التجربة المغربية في مجال حقوق المرأة والدروس المستفادة منها من أجل تدبير المرحلة الآنتقالية بليبيا.

 

تناولت المداخلة عرضا لتاريخ نضالات المرأة المغربية على عدة مستويات، تحدثت أولا، عن مراحل النضال النسائي المغربي وتطوره، من خلال عدة مظاهر ساهمت في تشكيل نقاش عمومي ووعي جمعي بأهمية مراجعة قضية المرأة في القوانين والمجتمع.. الشيء الذي مهد لانخراط كل التيارات المجتمعية في ورش إصلاح قوانين الأسرة، وبالتالي تحقيق توافق أسهم في تقريب وجهات النظر بين كل الفاعلين في مجال حقوق المرأة في المغرب. بعد ذلك قام المتدخل بعرض نتائج بحثه الذي قدمه للحصول على شهادة الماستر بعنوان “الحركة النسائية والتغيير الإجتماعي بالمغرب: تيارات وتأثيرات” فتحدث عن وجود تيارين أساسيين يعتمدان مرجعيتين ومقاربتين مختلفتين، فبينما يعتمد التيار العلماني على مرجعية المواثيق الدولية كخلفية لمطالبه، ويترجمها بتغليب المقاربة القانونية من خلال مراكز الاستماع فإن التيار الاسلامي المنطلق من المرجعية الإسلامية يسعى إلى تغليب المقاربة الاجتماعية التصالحية من خلال مراكز الإرشاد الأسري. هذين التيارين في نظر الباحث يشكلان عنصرين أساسيين لهما تأثير مجتمعي متكامل.

 

ثم تناولت المداخلة الثانية وهي للناشطة “ليلى نسيمي” المسار النضالي للمرأة المغربية من خلال العمل الميداني المستمر الذي تراه أحد أهم المداخل لإصلاح أوضاع المرأة عبر الضغط على المسئولين وصناع القرار.. وبالمقابل شددت الناشطة ليلى نسيمي على ضرورة تشكيل ثورة ثقافية وتغيير للعقليات قبل أي تغيير في القوانين، لأن الإشكال دائما يتوقف عند التطبيق وليس في التشريع. كما حثت المشاركين في اليوم الدراسي على التشبث بمطالبهم، لكن مع تغليب الحكمة والتدرج والصبر من أجل جني الثمار التي ينشدونها. وقد لقيت الكلمتين صدى طيبا من لدن الوفد الليبي الذي تفاعل مع الضيفين من خلال أسئلة وتعقيبات أغنت النقاش وشكلت فرصة لتعميق تبادل التجارب بين البلدين.

 

في المساء ساهم كلا الضيفين في ورشات العمل التي سعت إلى تجميع أكبر عدد من الأفكار والمشاريع التي ستساعد في الدفع قدما بالمجتمع الليبي لبناء دولة أكثر استقرارا وتقدما. تنوعت مداخل التغيير بالنسبة للمشاركين من أجل تطوير بلدهم، فمنهم من رأى أن للرفع من جودة الحكامة السياسية أهمية بالغة فتم اقتراح آلية تحقق التواصل المستمر بين المواطنين وصناع القرار، ومنهم من رأى أن العمل على تعزيز الهوية الليبية الجماعية ونبذ القبلية والتطرف يعد أولوية قصوى في الوقت الراهن. الملاحظ هو أن جل المشاركين في الورشات ركزوا على تقديم برامج عمل ومشاريع مفصلة تسعى إلى نقلة نوعية في مسار المجتمع الليبي، وذلك من أجل تحقيق ثورة ثقافية شاملة بعد تحقيق الثورة السياسية.

 

نشر بتاريخ: 11 / 04 / 2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق