ندوة علمية دولية في طنجة : ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه صحبة صادقة وخلافة راشدة
افتتحت يوم الثلاثاء 16 ذي الحجة 1434هـ/الموافق 22 أكتوبر 2013م، أشغال الندوة العلمية التي نظمها مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين بطنجة، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، في موضوع :
" ذو النورين، عثمان بن عفان رضي الله عنه، صُحبة صادقة وخلافة راشدة ".
شارك في هذه الندوة عدد من الأساتذة الباحثين، والأستاذات الباحثات، من أهل الاختصاص في التاريخ والفكر الإسلامي والعلوم الشرعية والأدب العربي، ينتمون إلى جامعات ومعاهد علمية من المغرب ومصر والسعودية ودولة الإمارات وتركيا والعراق والأردن وسوريا وقطر.
وقد حضر جلستها الافتتاحية رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة طنجة، ورئيس المجلس العلمي المحلي للفحص أنجرة، والسيد المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية : طنجة - تطوان، وممثلو السلطات المحلية بجهة طنجة أصيلة، وعدد من الشخصيات العلمية بالمدينة وخارجها.، وطلبة الماستر والدكتوراه من كلية أصول الدين بتطوان وكلية الآداب بمرتيل.
جرت أطوار هذه الندوة خلال هذا اليوم الأول بقاعة الندوات بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، واستأنفت أعمالها في المقر نفسه صباح يوم الأربعاء 17 ذي الحجة 1434هـ/ الموافق 23 أكتوبر 2013م .
استهلت الندوة بآيات من الذكر الحكيم، تلاها الأستاذ المقرئ المتقن يونس السباح.
ثم أخذ الكلمة السيد الدكتور بدر العمراني رئيس مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث، رحب فيها بمُمَثِّل الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء السيد أحمد عبادي، وبالمشاركين وعموم الحضور.
وبعد ذلك تناول الكلمة السيد الدكتور نور الدين الشملالي مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة، فرحب بدوره بالمشاركين والمدعوين، ونوه بمبادرة مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين، وذكر أن الندوة ضرورة معرفية نافعة، ولم يفته أن ينوه بجهود الرابطة المحمدية للعلماء في الحفاظ على الخصوصيات الدينية للمغرب، وختم كلمته بشكر الباحثين المشاركين على همتهم وعلى تجشمهم عناء السفر لحضور الندوة.
ثم أعطيت الكلمة للسيد الدكتور محمد السرار ممثل الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، فشكر المنظمين بمركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين، وشكر مدرسة الملك فهد العليا للترجمة على استقطابها لهذا الفعل الثقافي. ثم أبلغ الحضور سلام فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء مع شديد اعتذاره عن الحضور بسبب انشغاله بواجب وطني كبير بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، واعدا المنظمين والمشاركين في الندوة بحضوره الفعلي للتوقيع على اتفاقية الشراكة المباركة التي أعلن عنها في افتتاح الندوة بين الرابطة المحمدية للعلماء ومدرسة الملك فهد العليا للترجمة. ولم يفت ممثل السيد الأمين العام أن يهنئ مركز عقبة بن نافع على إنجازين: صدور العدد الأول من مجلة "الصفوة"، وطبع بحوث الندوة العلمية التي نظمها المركز عام 1433هـ/2011م في موضوع: "عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في تراث الغرب الإسلامي". ثم تطرّق لموضوع الندوة وأكد على أهميته، وأهمية ومكانة المحتفى به، وهو الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومثّل بالأحاديث التي ترفع من شأنه وتُعلي من منزلته. وذكر السيد محمد السرار أن المروي من الأحاديث عن عثمان بن عفان رضي الله عنه جملة صالحة، قياسا إلى تقدم وفاته رضي الله عنه واشتغاله بأمور الخلافة. ثم عرض الأستاذ محمد السرار أسماء عدد ممن جمعوا أحاديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويستفاد من هذا أن مسنده رضي الله عنه من أحفل المسانيد التي تدل على علو منزلته رضي الله عنه. ثم أشار الأستاذ محمد السرار إلى أن عثمان رضي الله عنه ككل عظماء هذه الأمة الإسلامية كان عرضة للبلوى والتشنيع إلا أن أهل السنة والجماعة عرفوا له حقه، وأنزلوه المنزلة الكريمة التي يستحقها. وبعد أن عرض الأستاذ محمد السرار محاور هذه الندوة المباركة التي سوف تشمل جوانب شتى من سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه، رجى للندوة التوفيق والنجاح إلى أن تعم الفائدة بنشر أعمالها في قادم الأيام إن شاء الله.
ثم تناول الكلمة السيد الدكتور بدر العمراني رئيس مركز عقبة عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين، بطنجة. فنوّه بمزايا وفضائل الصحابة، رضوان الله عليهم، التي ذكرها الله عزّ وجلّ في مُحكم تنزيله محليا ومبشرا جل علاه إياهم بالرضوان وبالحسنى، وذكر الدكتور بدر العمراني أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أوصانا بالتمسك بنهج الصحابة رضوان الله عليهم، وأن مركز عقبة بن نافع اختار من بين هؤلاء المرضيين المنتجبين الخليفة الثالث ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه صهر الرسول صلى الله عليه وسلم وأحد المبشرين بالجنة ليكون موضوع هذه الندوة، وذكر الدكتور بدر العمراني أن الاختيار له دلالته، لما كان للخليفة عثمان رضي الله عنه من الفضائل الجليلة والآثار الخالدة في أدق وأصعب مرحلة من تاريخ الأمة الإسلامية والتي كانت تتطلب الرجال الذين يقيمون أركان وأعمدة الدين الإسلامي، فهو الذي حفر بئر رومة، وجهز جيش العسرة، وقام بتوسعة المسجد النبوي، وجمع المصحف الكريم، وغير ذلك من جلائل الأعمال التي سطرتها كتب السنة والتاريخ. وفي الوقت ذاته ذكر رئيس المركز أن الندوة صوت ضد الشانئين والمبغضين لعثمان بن عفان، رضي الله عنه، الذين يختلقون الشبهات بهدف الغض من قدره والتعتيم على جليل فضله. والذين صاروا يعدون المناقب مثالب. وأكد السيد مدير مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين بطنجة على أن هذه الندوة المباركة محاولة من جانب المركز من أجل استيعاب الجوانب المضيئة من حياة عثمان بن عفان، ودحض ما يثار حوله من شُبَهٍ، وذلك من خلال نخبة من الأساتذة الباحثين المتخصِّصِين، والأستاذات الباحثات المتخصصات، في التاريخ والحضارة الإسلاميين. وفي الأخير توجّه السيد مدير المركز بالشكر إلى الأمين العام للرابطة المحمدية على رعايته لهذه الندوة، كما نوه بجميع الشخصيات والمؤسسات والأساتذة الباحثين الذين ساهموا في هذه الندوة، وتجشموا عناء السّفر إلى طنجة من أجل المشاركة في هذا المحفل العلمي الكبير.
وقد سعت هذه الندوة إلى تحقيق جملة أهداف، منها :
- إبراز الإسهامات العلمية والعملية للخليفة عثمان رضي الله عنه، وأثرها في ترسيخ أسس الدولة الإسلامية.
- الوقوف على عطاءات علماء الإسلام في حقه رضي الله عنه.
- بناء رؤية موضوعية شاملة لأحداث الفتنة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
- تفنيد ما علق بشخصيته رضي الله عنه من شبهات ومطاعن.
- استلهام الدروس والعبر من سيرته ومواقفه.
وقد توزعت محاور هذه الندوة العلمية الدولية على عدد من المواضيع تناولت شتى جوانب سيرة ومنجزات الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه :
المحور الأوّل: عثمان بن عفان، رضي الله عنه، سيرة ومسيرة.
بسط القول فيه الأساتذة :
الدكتور عبد الرحمن بودرع – كلية الآداب بمرتيل – تطوان
الدكتور يوسف بنلمهدي – أستاذ بالتعليم الثانوي التأهيلي – طنجة
الدكتور عبد الباسط المستعين – الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين – فاس
والمحور الثاني: خلافة عثمان، رضي الله عنه، وتجلياتها، من البيعة إلى الفتنة.
أسهم فيه بمداخلات قيِّمة السيدات الأستاذات :
الدكتورة فاطمة الزهراء علاوي – الكلية المتعددة التخصصات – الرشيدية
الدكتورة سارة بنت فراج علي العقلاء – جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن - الرياض
الدكتورة محاسن محمد علي حسين الوقاد – رئيسة قسم التاريخ بجامعة عين شمس – القاهرة
أما المحور الثالث : عثمان، رضي الله عنه، وأثره في المدارس العلمية.
فقد فصّل القول فيه الأساتذة :
الدكتور ماجد أبو رخية – كلية الشريعة بجامعة الشارقة – الإمارات العربية المتحدة
الدكتور عبد الله الجباري - أستاذ بالتعليم الثانوي التأهيلي – القنيطرة
الدكتور عدنان أجانة - المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – كلميم
الدكتور عمر أنور الزبداني – قسم البحوث والدراسات – الشبكة الإسلامية – دولة قطر
وفي المحور الأخير: عثمان، رضي الله عنه، في كتب التراث الإسلامي.
أدلى ببحوث مفيدة السادة الأساتذة :
الدكتور بدر العمراني – رئيس مركز عقبة بن نافع للدراسات حول الصحابة والتابعين – طنجة
الدكتور محمد الحافظ الروسي - كلية الآداب بمرتيل – تطوان
الأستاذ عمر الفاروق آق بينار – كلية الإلهيات – صقريا – تركيا
الدكتورة نهلة أنيس محمد مصطفى – جامعة الأزهر – القاهرة
وقد نالت هذه العروض استحسان الأساتذة الحاضرين، وعموم طلبة العلم والمعرفة، الذين تتبعوا جلسات هذه الندوة التي نوقشت فيها جوانب عديدة من سيرة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، كما أنّ النقاشات التي كانت تلي كل جلسة من تلك الجلسات أثْرَت هذا اللقاء العلمي، وجاءت انسجاما مع التَّوَجُّه العام لمركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين، وهذا التَّوَجُّه هو الدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم، واستيعاب الجوانب المضيئة من سيرتهم، ودحض ما يُثار حولهم من شُبه.
البيان الختامي لندوة
ذو النورين، عثمان بن عفان رضي الله عنه، صُحبة صادقة وخلافة راشدة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
نَظّم مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين بطنجة، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، ندوة علمية يومي الثلاثاء والأربعاء 16-17 ذي الحجة 1434هـ/الموافق 22-23 أكتوبر 2013م، في موضوع:
ذو النورين، عثمان بن عفان رضي الله عنه، صُحبة صادقة وخلافة راشدة.
وقد جرت فعاليات هذه الندوة بقاعة الندوات بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بمدينة طنجة، وشارك فيها عدد من الأساتذة الباحثين، والأستاذات الباحثات، من أهل الاختصاص في التاريخ والأدب الإسلامييْن، ينتمون إلى جامعات ومعاهد علمية من المغرب وخارجه.
وقد تناولت العروض جوانب شتى من سيرة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه. والحمد لله أنّ هذه العروض والمداخلات، والنقاشات التي تلتها، جاءت انسجاما مع التوجه العام للمهام التي يضطلع بتنفيذها مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين، وهو الذّبُّ عن الصحابة رضوان الله عليهم، ودفع الشبهات عنهم.
كما ساهمت مداخلات السادة المشاركين في تجلية صورة عثمان بن عفان رضي الله عنه واستيعاب الجوانب المُضيئة من حياته، وفي ذات الوقت كانت هذه الندوة صوتا ضد الشانئين والمُبغِضين الذين اختلقوا الشبهات بهدف الغض من قدره والتعتيم على جليل فضله.
وعموما فقد جاءت مداخلات المشاركين متميزة بعدد من الإفادات والاقتراحات، وخلصت الندوة إلى عدد من التوصيات، أهمها :
1 – طبع أعمال الندوة حتى يتم تعميم فائدة العروض العلمية المفيدة التي تُليت في هذا المحفل العلمي الكبير.
2 – دعوة مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين بمدينة طنجة إلى الاستمرار في تفعيل مهامه وتوجُّهاته الرامية إلى إبراز الجوانب المُشْرقة من حياة الصحابة رضوان الله عليهم.
3 – الاعتماد على الدور الريادي للرابطة المحمدية للعلماء، بالمملكة المغربية، في عقد شراكة مع الجامعات المغربية والعربية من أجل صياغة برامج علمية تثمر لقاءات وأوراش تخدم قضية الدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم، وهو التوجه العام للمركز المُنَظِّم لهذه الندوة المباركة.
4 – إنشاء لجنة علمية يَكُون من مهامها تكوين مجموعات بحث علمي على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي، تبحث وتُنَسِّق في تنمية رصيد التراث العلمي والفكري للصحابة رضي الله عنهم.
5 - خلق شبكة تواصل عبر الوسائل الإلكترونية تهدف إلى إبراز ذلك التراث من خلال الكتابة والنشر أو من طريق عقد الندوات والملتقيات العلمية.
وبعد ، يجدر بنا في هذا البيان الختامي أن نشير إلى أنّ هذه الندوة لم يكن لتعرف هذا الإقبال والنجاح إلا بفضل الله - عزّ وجلّ- الذي بارك في هذا المحفل العلمي، ورزقنا الوسائل المادية والأدبية التي أقامته، وقيّض لهذه الندوة رجالا ونساء لم يدّخروا جهدا في مدّ يد العون إلينا، يتوجّب على مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين أن يعترف بجميلهم، وكريم مساعدتهم، فنتقدم بالشكر إلى :
1 – فضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء : الدكتور أحمد عبادي، على رعايته لأشغال هذه الندوة.
2 - السيد الدكتور بدر العمراني، رئيس مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين، بطنجة. على إشرافه على أشغال هذه الندوة .
2 – السيد الدكتور نور الدين الشملالي مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة على موافقته توفير فضاء المدرسة لاحتضان هذا الفعل الثقافي.
3 – الأساتذة المشاركين، والأستاذات المشاركات، الذين واللواتي ساهموا وساهمن في إغناء هذا الملتقى العلمي.
4 – وسائل الإعلام الوطنية والمحلية التي قامت بتغطية فعاليات هذه الندوة.
5 – وحدة النشر والتوزيع وتنظيم المعارض بالرابطة المحمدية للعلماء، التي أغنت الندوة بعرض منشورات المراكز العلمية التابعة للرابطة المحمدية للعلماء.
والشكر موصول إلى جميع أفراد اللجنة التنظيمية بمركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين، بطنجة، الذين سهروا على إعداد برنامج اللقاءات العلمية لهذه الندوة، وترتيب إقامة المشاركين، وتسهيل تنقلهم، وإلى كلّ من ساهم من قريب أو بعيد في تذليل بعض الصعاب.
وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يجعل ثواب أعمال هذه الندوة في سجل حسنات أمير المؤمنين محمد السادس راعي العلم والعلماء بهذا البلد الأمين.
والحمد لله رب العالمين
حُرِّر بمدينة طنجة يوم الأربعاء 17 ذي الحجة 1434هـ/الموافق 23 أكتوبر 2013م.
للهم وفق المركز لخدمة الاسلام والمسلمين