ندوة الإحياء الأولى: “من أجل إعلام ديني مغربي رائد الواقع والرهانات والتحديات”

نظمت الرابطة المحمدية للعلماء ندوة حول موضوع: "من أجل إعلام ديني مغربي رائد الواقع والرهانات والتحديات" يوم 25 من شهر رمضان الأبرك 1430ﻫ، الموافق لـ 15 شتنبر 2009م، بمشاركة نخبة من الفاعلين الإعلاميين في حقل الإعلام السمعي البصري، والصحافة المكتوبة، والنشر الإلكتروني فضلا عن الدراما الدينية..
وقد التأمت مداخلات هذه الندوة، التي امتدت أشغالها من الساعة التاسعة إلى الساعة الواحدة ليلا، في جلستين علميتين انصبت أولاهما: على مقاربة واقع الإعلام الديني في الصحافة المكتوبة من جهة، والنشر الإلكتروني من جهة أخرى. أما ثانيهما: فقد تناولت الإعلام الديني في وسائل الاتصال السمعي البصري.
بعد افتتاح أعمال هذه الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الدكتور عبد الله الوزاني، وإلقاء الأستاذ عبد الحكيم الأنيس؛ (الخبير في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي) لقصيدة شعرية دالة بالمناسبة، انطلقت أعمال الجلسة الأولى، التي أدارها الأستاذ عبد السلام طويل رئيس تحرير مجلة "الإحياء"، مذكرا بتنامي أهمية الإعلام في عالمنا المعاصر.. ومبرزا دواعي اختيار موضوع هذه الندوة.. وهو ما سبق أن عرضت له الأرضية التأطيرية لهذه الندوة بتأكيدها أن الإعلام، بفضل تقنياته المتطورة يعد من "العوامل الحاسمة في إحداث التحولات الكبرى في السياسة والاقتصاد كما في الفكر والثقافة ومنظومات القيم، إن لم يكن هو محورها ومحركها الأهم، ولعل ذلك ما يفسر الرهان المتنامي عليه كحامل ومعبر عن مختلف الخطابات والإيديولوجيات والقوى والمصالح..".
وفي صلة بالبعد الوظيفي لوسائل الإعلام، فقد جرى التأكيد أن الإعلام "يعد أنسب وسيلة لمخاطبة المواطنين سواء داخل أوطانهم، أو كجاليات منتشرة في شتى أنحاء العالم؛ فيما يتصل بتأطيرهم الديني، وربطهم بالخصوصية المذهبية والحضارية لبلدهم الأصلي في منأى عن كل الاختراقات العقائدية والإيديولوجية في زمن الفضاء التواصلي المفتوح على سيل عارم من الرسائل الإعلامية من كل حدب وصوب..".
وفي هذا السياق فقد جرى التنويه إلى أن "الإعلام الديني (الإسلامي) كلما توافرت فيه المقومات والخصائص الشكلية والمضمونية اللازمة للجذب والنفاذ والتأثير والإقناع.. أصبح في مكنته النهوض بدور فاعل في الحوار الديني والحضاري بين مختلف الشعوب والأمم بما يعزز شروط التواصل والتعارف بعيدا عن كل الصور النمطية السلبية المتبادلة..".
بعد ذلك قدم الأستاذ منتصر حمادة؛ الكاتب الصحفي وسكرتير تحرير أسبوعية الشروق المغربية، مداخلة طرح فيها أهم أسئلة الإعلام الديني في المجال التداولي الإسلامي المغربي، كما ركز بوجه خاص على ضرورة الحسم في مسألة المرجعية، وضرورة تجاوز خطاب الطمأنة واعتماد مقاربة نقدية بانية..
تلاه الأستاذ إدريس الكنبوري، رئيس مكتب جريدة "المساء" بالرباط، بتقديم مداخلة عن تجربته كمعد لصفحة" دين وتراث" متحدثا، بوجه خاص، على المعايير التي تحكم اختيارهم للموضوعات والملفات، ومدى تفاعلهم مع العلماء، إلى جانب التأثير الذي أحدثته المنافسة القوية للبث الفضائي فيما يتصل بالإعلام الديني على الإعلام الديني في الصحافة المكتوبة..كما عرض لتأثير الإعلام الديني المشرقي على المتلقي المغربي محاولا أن يفسر أسباب ونتائج هذا التأثير..
أما المداخلة الثالثة فقد كانت للأستاذ محمد المنتار؛ رئيس تحرير موقع الرابطة المحمدية الإلكتروني، الذي قدم خلاصة مركزة عن تجربته بالموقع المذكور.. منطلقا من حقيقة أن النشر الإلكتروني باب يمثل بؤرة مستوعبة لكل الوسائط والتقنيات الإعلامية المعروفة: النص المكتوب، والصورة، والخبر، والتعليق، والدراسة.. وكل ذلك في إطار تفاعلي حي.. ومبرزا خصائص النشر الإلكتروني..
وفي الختام تناولت الكلمة الأستاذة عزيزة بزامي؛ رئيسة تحرير جريدة ميثاق الرابطة الإلكترونية، التي أجرت عملية تقييمية عامة لواقع الإعلام الديني بالمغرب، كما حاولت أن تقدم بعض المقترحات لتجاوز هذا الواقع..