نداء اسطنبول حول “الإجماع والتأسيس للوعي الجمعي”
اختتمت فعاليات مؤتمر الإجماع والتأسيس للوعي الجمعي، بمدينة إسطنبول، بعدما استمرت جلساته على مدار يومين كاملين، برعاية مجلتي ""حراء" و"يني أوميت " التركيّتين. وقد حضر المؤتمر عدد كبير من العلماء المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها من أكثر من ثمانين دولة في العالم .
وكان في مقدمة المشاركين في المؤتمر فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، ورئيس الشؤون الدينية التركي "محمد كورماز،" ، ومفتي سلطنة عمان الشيخ محمد الخليلي، ومفتي جمهورية مصر الأسبق الشيخ "علي جمعة"، والزعيم الروحي للمسلمين في نيجيريا "محمد سعد أبوبكر"، ورئيس جامعة الإمام أحمد بن عرفان الشهيد-لكهنو - الهند، وبعض من زاراء الشؤون الإسلامية بالعالم الإسلامي، فضلاً عن حضور أكثر من ألف شخصية من قادة الرأي والفكر والعلم من مختلف أنحاء تركيا..
وناقش العلماء على مدار يومي 27/28 أبريل 2013، موضوعات متنوعة، أبرزها: البعد التأصيلي والتشريعي للاجماع ، والاجماع في ضوء مقومات عصر النبوة والصحب الكرام، والاجماع في ضوء النسق القرآني، بالإضافة إلى تناول بعض المسائل الدينية التي اتفق عليها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وكانت نتاجًا للفهم الصحيح للدين والسلوك الإسلامي.. وصدر فى ختام المؤتمر نداء اسطنبول .. الآتي بيانه:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم المرسلين،
إن العلماء والأساتذة والباحثين القادمين من أكثر من 80 دولة، والمجتمعين في إسطنبول خلال يومي السبت والأحد 17 و18 من جمادى الآخرة 1434هـ الموافق لـ 27 و28 من أبريل 2013م في إطار المؤتمر الدولي "الإجماع وتأسيس الوعي الجمعي"، والذي جاء انعقاده نتيجة لعدد من اللقاءات التحضيرية من قبل، نظرًا لأهمية هذا الأصل العظيم ومركزيته في حياة الأمة، وبعد أن تباحثوا أصل الإجماع الركين، وتجلياته العلمية والعملية بمختلف مراحلها عبر تاريخها الحافل، واستبانوا الإمكانات الهائلة التي يكتنزها إعماله في المناحي الحضارية، والثقافية، والتشريعية، والتنظيمية، والاجتماعية، والسياسية، والحياتية، ينادون بما يلي:
1- لقد اضطلع الإجماع بدور مركزي في حياة الأمة، حيث إن فكرة الإجماع تمثل خارطة الطريق المشتركة في فهم الأصلين؛ الكتاب والسنة وتطبيقهما، ونحن لذلك أحوج ما نكون إلى فكرة الإجماع وما يُسنده من الوعي الجمعي في هذه الفترة التي تشتت وتشرذم فيها العالم الإسلامي بشكل كبير.
2- تأسيس مركز تنسيقي بإسطنبول، يعنى بتعميق البحث والنظر في قضايا الإجماع في الأمة، يتواصل مع مختلف المؤسسات والمراكز العلمية، والفقهية، والبحثية، والحضارية، والجامعية في العالم الإسلامي، ويكون له قوة اقتراح إجماعية حول مختلف قضايا الأمة.
3- أن تشرف هذه التنسيقية على تحضير سلسلة من المؤتمرات السنوية المتكاملة، التي يتم فيها تدقيق وتعميق القضايا التي جاء ذكرها إجمالاً خلال هذا المؤتمر المبارك.
4- أن تشرف هذه التنسيقية على تحقيق المخطوط من أمهات الكتب عن أصل الإجماع وحوله، وإعادة طبع المطبوع منها، مرفقة بدراسات إضافية ترصد الإضافات النوعية التي في كل منها.
5- إصدار بحوث ودراسات جديدة حول أصل الإجماع، وفي مقدمتها أعمال هذا المؤتمر المبارك. وكذلك الوعي الجمعي الذي نحتاج إليه جميعًا كفكرة عبقرية تجمع بين فوائد الإجماع الأصولي والحاجة الملحة لأداة معاصرة في جميع المجالات.
6- تجديد ما انفصل من وصل في فهومنا وممارستنا بين الإجماع وأصوله في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وممارسات الراشدين، واتخاذ هذا الأصل عدُّة عملية لرفع النزاع، ووظيفية لتناول مشكلات الأمة حاضرًا ومستقبلاً.
والله ولي التوفيق