الرابطة المحمدية للعلماء

منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة يتوج أشغال دورته الثانية بإصدار “بيان أبو ظبي للسلم 2015”

مايو 30, 2015

اختتمت يوم الخميس 30 أبريل 2015م في أبو ظبي، الدورة الثانية لمنتدى “السلم في المجتمعات المسلمة” بمشاركة أكثر من 350 من علماء ومفكرين الدين الإسلامي،  وبحضور سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، راعي منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة. وقد توجت أشغال الدورة الثانية بإصدار “بيان أبو ظبي للسلم 2015”.

ودعا البيان الختامي للمنتدى، الذي تلاه فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد السنوني، المنسق العلمي لأشغال المنتدى، الدول والمنظمات الدولية إلى تفعيل قرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرار رقم 65224 الصادر في 11 أبريل 2011 الخاص بتجريم ازدراء الأديان، كما دعا وسائل الإعلام العالمية إلى ميثاق يحمي كل الأديان من التهجم والسخرية.

وناشد الشيخ عبد الله بن بيه رئيس المنتدى، علماء المسلمين القيام بالدراسات الإسلامية المنهجية والعلمية والعملية لتجديد الخطاب الإسلامي.

وأوصي البيان الختامي للمنتدى، بتنظيم ندوة حول تجريم التكفير في خريف السنة الميلادية الجارية، وعقد دورات علمية لترسيخ فقه السلم في أنحاء مختلفة من العالم، مطالبا بتأسيس “منتدى شباب تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة”، مع تكوين فرق من شباب السلم ينشرون الفكر المعتدل للدين الحنيف في العالم.

كما أوصي المنتدى بالعمل علي إنشاء قناة يتبرع لها أهل الخير تكون تابعة “للمنتدى” ويقترح لها اسم “قناة الحكمة”، إلي جانب إصدار مجلة تعبر عن فكر “المنتدى”، وتنشر بحوثا محكمة تأصيلية وفكرية وميدانية.

وإلى جانب التوصيات، توج بيان أبوظبي أشغال الدورة الثانية لمنتدى تعزيز السلم بإصدار قرارات؛ من أبرزها، اتخاذ التدابير اللازمة لتحويل المنتدى إلى مؤسسة لها قانون منظم وهياكل إدارية وعلمية.

كما قرر المنتدى إنشاء موسوعة “السلم في الإسلام” باعتبارها أول موسوعة في تاريخ الإسلام شاملة لفقه السلم وقواعده وقيمه ووسائله، وفق منهجية “المنتدى” في التعامل مع النصوص الشرعية. بالإضافة إلى عقد دورات علمية لترسيخ فقه السلم في أنحاء مختلفة من العالم.

وقد تميزت دورة هذه السنة بالإعلان عن إطلاق”جائزة الإمام الحسن بن علي للسلم” الدولية؛ وهي جائزة سنوية مخصصة لتكريم ذوي الأعمال العلمية والمبادرات العملية في صناعة ثقافة السلم وتأصيل قيمها في المجتمعات المسلمة، من العلماء والمفكرين.

ويأتي إطلاق اسم الإمام الحسن بن علي على الجائزة، استلهاما من الموقف العظيم الذي وقفه سبط رسول الله حين أصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين، حقنا للدماء وصونا لهم من الفناء، وكذلك من منطلق استعادة حق الإمام الحسن في أن يكون موضع الاقتداء والتأسي من شباب الأمة المسلمة.

وتتمثل رسالة الجائزة في تشجيع العمل على تصحيح المفاهيم الشرعية المتعلقة بالسلم، والإبداع في طرق تنزيلها، وسائل توصيلها. كما تقوم على مجموعة من القيم منها: تعزيز الشعور بالانتماء للأمة الإسلامية، وتثبيت مفاهيم الأخووة والوحدة الإنسانية والدينية، وإحياء فقه السلم، وترسيخ ثقافة الحوار وبعث المنهج الشرعي في تدبير الاخوتلاف بين مكونات الأمة الإسلامية، وترسيخ الانفتاح على الغير وفق قواعد المنهج الإسلامي الأصيل، وترمي الجائزة إلى بلوغ درجة من الوعي بمقصدية السلم والوفاق بين مكونات الأمة المسلمة، وأهمية تحقيقه بالفكر والحوار والتأصيل.

وتهدف الجائزة إلى تقدير الشخصيات والمؤسسات التي قدمت إنجازات متميزة في نشر فقه وثقافة السلم في المجتمعات المسلمة وربط الشباب المسلم بالفكر الداعي إلى إشاعة ثقافة السلم والحوار والتعايش السعيد دون إخولال بالأصول والقواعد الإسلامية والسعي إلى تحديث وسائل وآليات ومناهج مخاطبة وإقناع الشباب المسلم كي لا ينزلق إلى العنف والتطرف وكي لا يكون فريسة المطامع الشخصية، والطموحات الجماعية والسياسية والعرقية والطائفية.

وقد حاز”جائزة الإمام الحسن بن علي للسلم” في دورتها الأولى علامة الهند المفكر الإسلامي وحيد خان، والذي تسلم الجائزة من يد العلامة الشيخ الدكتور عبد الله بن بيه، بحضور سمو الشيخ عبد الله

وجاء فوز المفكر الهندي وحيد خان، بالجائزة باعتباره شخصية إنسانية تحظى باحترام دولي لجهوده وأنشطته وإبداعاته بعدما نذر حياته في تأصيل قيم السلم ونشر فلسفة التسامح الأصيلة في الإسلام، وتعميم قيم التسامح الكامنة في روح الإسلام الصحيح بهدي القرآن الكريم واستلهام السيرة النبوية الشريفة.. فأنجز على مدى ستين عاما من البحث والعطاء ما يزيد عن مائتي كتاب منها ستة عشر كتابا بالانجليزية، وترجم له إلى العربية ستة كتب هي “الإسلام يتحدى”، و”الدين في مواجهة العلم”، و”حكمة الدين”، و”تجديد علوم الدين”، و”المسلمون بين الماضي والحاضر والمستقبل”، و”خواطر وعبر”.

وأسس مولانا وحيد الدين خان المركز الإسلامي في نيودلهي عام 1970 وأصدر مجلة “الرسالة” بالأردية عام 1976 ونشرها لاحقا بالإنجليزية والهندية.. كما قام بترجمة وتفسير القرآن الكريم بلغات الأوردو والإنجليزية والهندية.

وبرز كشخصية ملهمة في الحوار والانفتاح على مستوى العالم عندما قاد مسيرة سلام جابت 35 ولاية هندية عام 1992 إثر حالة الإنقسام الحاد التي واجهها المجتمع الهندي بعد أزمة مسجد بابري.. وفي عام 2001 أسس “المركز العالمي للسلام والروحانية” الذي يساهم من خلال أنشطته في جهود السلام وحوار الأديان على مستوى العالم.

وكان المنتدى الذي يرأسه فضيلة العلامة الشيخ الدكتور عبد الله بن بيه، وينسق أعماله العلمية فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد السنوني، قد بدأ أعماله الثلاثاء 28 أبريل 2015، ودامت أشغاله طيلة ثلاثة أيام، وتضمنت أشغاله عقد سلسلة من الجلسات وورش العمل، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين لنشر ثقافة السلام وتعزيز الجهود الرامية لمواجهة الإيديولوجيات المتطرفة التي تخالف القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة. كما عرفت أشغال المنتدى تقديم خلاصة توصيات الورشات، قدمها الأستاذ الدكتور يوسف حميتو، عضو اللجنة العلمية التنسيقية للمنتدى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق