مركز الدراسات القرآنية

معارف الوحي في الدراسات والبحوث العربية الإسلامية المعاصرة

ديسمبر 10, 2014

موضوع ندوة علمية وطنية بفاس

تنظم شعبة الدراسات الإسلامية بتعاون مع مختبر البحث في الأصول الشرعية للكونيات والمعاملات، ندوة علمية وطنية في موضوع: “معارف الوحي في الدراسات والبحوث العربية الإسلامية المعاصرة، خلفيات الإعمال وإشكاليات التجديد”،  يوم17 صفر 1436هـ/ 10 دجنبر 2014م هـ،  بمدرج ابن بطوطة/ كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ـ فاس.

وستناقش الندوة المحاور العامة الآتية:

1. السياقات التاريخية والحضارية والفكرية والمعرفية لتكون معارف الوحي.

2. خلفيات الاهتمام بمعارف الوحي: تحقيقا وبحثا ونشرا ودراسة وإعمالا.

3. معارف الوحي في الكتابات العربية والإسلامية المعاصرة: جدلية التبني والتجاوز.

4. معارف الوحي وإشكالات التجديد: سياقات المنهج والموضوع.

5. معارف الوحي بين الفهم التراثي والفهم الحداثي.

وقد جاء التفكير في تنظيم هذه الندوة العلمية التي تحاول من خلال محاورها الكبرى الآنفة الذكر تجديد الكلام، بحثا ودراسة، وتحليلا ومناقشة، في هذا الموضوع القديم الجديد، انطلاقا من الحقائق التاريخية التي لا ينكرها إلا جاهل أو متعصب، ما للوحي، قرآنا وسنة، من آثار كثيرة على البناء المعرفي والفكري لهذه الأمة؛ فإلى جانب إخراج هذا الخطاب للإنسان الرسالي الحامل للقيم القرآنية والنبوية، وبنائه لأمة الخيرية والشهادة على الناس، عمل أيضا على تكوين جملة من المعارف كانت في مجموعها خادمة لهذا الخطاب، وذلك بتمثلها لقيمه ومبادئه ومقاصده ومنهجه في البناء والتقييم والتقويم، شملت مجالات الفقه والأصول والتفسير والحديث واللغة والمقاصد، وغيرها من المجالات التي تشكل في مجموعها معارف الوحي؛ وقد أدت هذه المعارف وظيفتين متكاملتين، أظهرت أولاهما قدرة العقل المسلم على تمثل خطاب الوحي، فقها وتنزيلا، في حين أبانت ثانيهما عن قدرة هذا العقل على تطوير منهاجية الاجتهاد والإبداع، لتتسع دائرة العطاء المعرفي والفكري أفقيا وعموديا؛ فأنتجت في مجموعها تراثا مازال لحد الساعة حاضرا بثقله المعرفي والفكري في واقعنا الحضاري، ناهيك عن أنماط تفكيرنا ومناهج اجتهادنا، لما لتلك المعارف المشكلة لهذا التراث، من قوة معرفية تظهر قدرة العقل المسلم على الاجتهاد والإبداع حتى في أحلك الأزمنة وأصعب الظروف التاريخية؛ ولعل هذا ما تشهد له الكثير من الكتابات، التي ماتزال تشكل بالنسبة إلى الكثيرين منا أنموذجا معرفيا تم اتخاذه في كثير من الأحيان مرجعية فكرية ومعرفية استطاعت بفعل قوتها التاريخية أن تتحول إلى سلطة مرجعية قاهرة، خاصة مع ما أصاب العقل المسلم منذ عصور الانحطاط الحضاري من تراجع على مستوى الاجتهاد والإبداع المعرفي.

في سياق هذا الضرب من الفهم، لا يستطيع أي أحد منا أن ينكر حضور التراث، المشكل من معارف الوحي، في حياتنا الذهنية، لدرجة أن بعضنا لا يستطيع أن يتنفس خارج هذه المعارف؛ الشيء الذي أحدث ردود فعل فكرية انقسمت إلى قسمين، نادى أصحاب القسم الأول بضرورة تجاوز السلطة المعرفية لهذا التراث، ومحاولة إبداع ما من شأنه إظهار قدرات العقل المسلم المعاصر على التعامل مع واقعه من خلال خطاب الوحي، وذلك في دورة منهجية جديدة تتعامل مع التراكم المعرفي السابق من خلال منهج الاستئناس لا منهج الاقتباس والتمثل.

وأما أصحاب القسم الثاني فيأخذون بأطروحة التجاوز الكلي لهذا التراث، وذلك بدعوى أن هذا الأخير يشكل عائقا أمام التجديد الفكري والمنهجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق