مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية

مشارَكَة مركز ابن أبي الربيع السبتي في المؤتَمَر الدولي: تفكيك خطاب التطرف

نظمَت الرابطة المحمدية للعلماء، يومي 19-20 شوال 1439 / الموافق 03-04 يوليوز 2018، بالرباط، مؤتمرا دوليا حول موضوع “تفكيك خطاب التطرف”، وذلك في إطار أنشطتها العلمية والفكرية.موضوع المؤتمر خصص لـ”تفكيك شبهات المتطرفين وتفنيدها، وبيان دور العلماء والمؤسسات الدينية في مواجهة التطرف وتفكيكه، وبيان استراتيجية التحصين والوقاية من التطرف، وكذا تقويم وسائل مقاومة التطرف العقلية والعلمية والإعلامية.

وعُقدَت بموازاة المؤتمر ورشات عمليةٌ ناقشَت الجوانب العمَلية التي يُمكن استخلاصُها واتخاذها توصيات للتطبيق وإخراجها إلى حيز التنفيذ.

وضمَّ جدولُ أعمال المؤتمر محاضراتٍ ومداخلات وجَداولَ أعمال في مجال تفكيك خطاب التطرف والإرهاب، وبيان محورية ثوابت المغرب في مكافحة آفة التحجر والانغلاق وترسيخ قيم الأمن والسلم والتعايش.

وقَد شارَكَ من مركز ابن أبي الربيع السبتي كل من رئيسه فضيلَة الأستاذ الدكتور محمد الحافظ الروسي، ورئيس تحرير مجلة فقه اللسان فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بودرع.

ويدخلُ في خطابِ التّطرُّف: المُصطلحُ والألفاظُ التي تدلُّ على علله وأسبابِه، التي تَقودُ إلى سوء التّصوُّر وسوء الفَهم ثمّ سوء الفعلِ. ولا شكّ أنّ أزمةَ الفَهم والتّصوّر ينتجُ عنهما خطابٌ لغويٌّ متطرّفٌ، في تسميةِ الأشياءِ وفي المحاوَراتِ والمُناظَراتِ، وفي استيعابِ الآخَر وتقبُّلِه أو رفضِه، وفي مَنهج الاستدلال بالنّصوصِ الشّرعيّةِ لتسْويغ الأفعالِ. 

أمّا الخطابُ المُحللُ المُفكِّكِ لظاهرَة التّطرُّف، فينطلقُ من مُقدّماتٍ ومَداخلَ لفَهم ظاهرة لتطرف والغلوّ، ومن هذه المقدماتِ والمَسائل:  خطابُ التّطرُّفِ وغيابُ فقه الدّين، وغيابُ فقه الواقعِ، خطابُ التّطرُّفِ وسوءُ فَهم النّصوص الشّرعيّةِ وسوءُ تأويلِها وسوءُ تَنزيلِها؛ فهو خطابٌ جامدٌ متصلّبٌ يُعاملُ الواقعَ على أنّه جثّةٌ هامدةٌ تُحاكَم وليسَ واقعاً يُحاوَر، ثمّ خطابُ التّطرُّف في السياساتِ الدّوليّةِ التي تَدّعي مُحاربَةَ الإرهاب فتُنشئُ خطاباً ومَفاهيمَ ومُصطلحاتٍ وإعلاماً مكتوباً ومسموعاً، تنشرُه لفَرضِ فهمٍ مُوحّدٍ مَبنيّ على حِجاجٍ مَزعومٍ، وتوحيد مواقف المُخاطَبينَ من المسألَة، من خصائصِ خطابِ التطرُّفِ أيضاً تَحويلُ بَرامج الدّولَة ومؤسساتِها في التعليم والإعلام والشأن الديني والثقافَة إلى بَرامجَ لمُحاربة الإرهابِ، وإعلانِ ذلكَ خُطّةً مُستديمةً.

ويُعرّفُ الخطابُ المضادُّ وهو خطابُ التّحليلِ الظّاهرةَ بأنّها ظاهرةٌ إنسانيةٌ مَحكومةٌ بشروط إذا ظَهَرَت وطَغَت غَلا الإنسانُ غلواً وتشدد واتخذَ مواقفَ في الفكر والفهم والفعل، وليسَ التطرفُ مُرتبطاً بشعبٍ أو جنسٍ أو مِلّةٍ أو نحلة، ولكنّه مَواقعُ يتّخذُها ومواقفُ يَقفُ فيها وخُططٌ يَختطُّها أفرادٌ أو جَماعاتٌ أو دولٌ ويَكونُ لتلك الاختياراتِ أساليبُ لغويّة مُعبِّرَة وخطاباتٌ مُسوِّغةٌ مناسبةٌ، تُمهّدُ للأفعال والإنجازاتِ وتوطِّئُ لَها بما يَضمنُ لها النّجاحَ والانتشارَ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق