مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية

مركز ابن أبي الربيع السبتي يشارك في تنظيم لقاء تأبيني في ذكرى العلامة الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي

نظمت شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان والرابطة المحمدية للعلماء  ممثلةً في مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية ومركز أبي الحسن الأشعري لقاء تأبينيا في ذكرى وفاة العلامة الدكتور حسن عبد الكريم الوراكلي رحمه الله.

وانعقد هذا الجمع بقاعة الندوات محمد الكتاني، وذلك صبيحة يوم الأربعاء 21 صفر 1440هـ الموافق لـ 31 أكتوبر 2018م.

حضر هذا التأبينَ نخبةٌ من رجال العلم والمعرفة، وثلة من الأساتذة والمفكرين والأدباء، وبعض أفراد أسرته الكريمة، بالإضافة إلى طلبة الكلية.

وقد استهل حفلُ التّأبين بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى الدكتور عبد الواحد العسري رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها ومسير الجلسة، كلمتَه، مُشيداً بمناقب الفقيد، ومستعرضا أهم محطات حياته العلمية باعتباره المؤسس الأول لشعبة اللغة العربية وآدابها بهذه الكلية التي كانت تنسب سابقا إلى جامعة محمد بن عبد الله في شخص عميدها الدكتور محمد الكتاني قبل أن تصبح تابعة لجامعة عبد المالك السعدي، مضيفا في ذلك ما تميز به الفقيد من خصال الجد والانضباط في العمل ومحبة التراث الأندلسي واعتزازه به وخدمته، وحنكته في التأليف تشهد لها مؤلفاته الجليلة والقيمة.

ثم تَلاه السيد عميد كلية الآداب الدكتور محمد سعد الزموري، فذكَّر بسيرة الفقيد العلمية وعطاءاته الفكرية ومدى إسهامه في توجيه الطلبة وإشرافه على بحوث جمة و أطاريح ورسالات جامعية في مواضيع مختلفة بكلية الآداب، خاتما كلامه باقتراح مفاده اقتراح تسمية إحدى قاعات الدرس بالكلية باسمه سيرا على منهج الكلية في تسمية مدرجات المؤسسة بأسماء أعلام رجالاتها المتميزين.

وتلتْ ذلك كلمة للدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الذي استعرض الفترات التي تعرّف فيها إلى الفقيد الدكتور حسن الوراكلي رحمه الله في مجالات العلم والأدب، من خلال المناقشات العلمية والندوات الدولية في مختلف الكليات بما فيها كلية الآداب بتطوان ودار الحديث الحسنية بالرباط، بالإضافة إلى التنوع الذي طبع إسهاماته في مجال الكتابة الفقهية والأدبية والنقدية وغيرها من مجالات المعرفة الإنسانية، وذلك من خلال ما ضمته مؤلفاته التي قاربت الثمانين عنوانا، بالإضافة إلى مقدماته لمجموعة من الكتب والمؤلفات التي أسهمت في تشكيل ثقافة هذا الأديب تشكيلا موسوعيا لا يمكن معه الحكم بانفراد اهتمامه العلمي بهذا الجانب دون غيره من الجوانب الأخرى، مبينا أن كل هذا ينم عن سعة اطلاع الفقيد ورحابة أفقه، ومشيرا في ذلك إلى إشرافه على تسيير مركز ابن أبي الربيع السبتي التابع للرابطة المحمدية للعلماء بتطوان مع صديقه في العلم الدكتور محمد المعلمي، وكذا ببيته العامر بمكة المكرمة والذي كان مزارا لصفوة من العلماء والمفكرين والأدباء، الذين كانوا ينتظمون في  “ندوة زمزم الجُمُعية” بمنزله بالرأس الأسود بمدينة تطوان، في تواضع جم وأخلاق عالية .

 وبعد استعراض ما حفلت به محطات حياة الفقيد وما عرفته من حوادث وأطوار، كشفت الكثير من ملامح شخصيته عن قرب، والاطلاع على المحيط الذي عاش في كنفه وأسهم في تنشئته، وأثر في مسيرة حياته العلمية والثقافية بوجه عام، تناولَ الكلمة الدكتور محمد الحافظ الروسي باسم مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية، فأبان عن حزنه العميق لفقدان أحد أعمدة كلية الآداب الدكتور حسن الوراكلي رحمه الله، ذاكرا ما تركه الفقيد من أعمال علمية لا تضاهى، فقد قاد الثلة الأولى من أساتذة هذه الشعبة في مصاعب التأسيس، وصنع أشياء كثيرة بوسائل ضئيلة؛ منها ملتقى الدراسات الأدبية المغربية الأندلسية الذي أصبحت أعماله العلميةُ حجة الدارسين ومرجع الباحثين، وقاد مرحلة التأسيس في مركز ابن أبي الربيع السبتي، مضيفا أنه توفي قبل أن يرى ثمار غرسه؛ إذ صدر عن المركز في الشهر الذي توفي فيه ثلاثة كتب منها كتاب وضع له مقدمةً نفيسة. ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل أن يراها مطبوعة منشورة في الناس، مذكرا بما تربطه بالفقيد من أواصر العلم والبحث في التراث العربي، وخاتما ورقته بدعائه للفقيد، شاكرا الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء على حضوره وتشريفه هذا المجلس التأبيني.

بعد ذلك انتقلت الكلمة للدكتور جعفر ابن  الحاج السلمي باسم الجمعية المغربية للدراسات الأندلسية الذي صرَّحَ أنّ الفقيدَ كانت له يد طولى في تأسيسها مع ثلة من أساتذة الكلية المنتسبين إلى الدراسات الأندلسية.

ثم أُعطيَ الكلمةَ  الدكتورُ جمال علال البختي باسم مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية فأشار إلى أن الفقيد يعدُّ أحد رجالات الثقافة والفكر بالمغرب وخارجه، ومن الذين تركوا إنتاجا علميا له قيمته وأهميته في تاريخ الثقافة المغربية الأصيلة. 

ثم تلتْ ذلك كلمة الدكتور محمد المعلمي في حق الفقيد، والذي كان رفيق دربه في مسيرة العلم والأدب، وما كان له من إشراف على توثيق ندوة زمزم الجمعية. 

وفي كلمة للدكتور أحمد هاشم الريسوني التي ألقاها نيابة عنه الدكتور الطيب الوزاني باسم ملتقى الدراسات المغربية الأندلسية، وهو أول بنية في جامعة عبد المالك السعدي، عرض لمختلف الأعمال التي كان يقوم بها الفقيد، وكذا إنتاجاته العلمية النفيسة ودأبه على التحصيل وإشرافه على البحوث والأطاريح الجامعية بالكلية، وتحفيز الطلبة والباحثين في ميدان الأدب. 

وفي كلمة الأستاذ رضوان احدادو رفيق الدرب منذ الطفولة وآخر الثلاثة كما قال وهم: محمد المنتصر الريسوني وحسن الوراكلي ورضوان احدادو، فقد مثلوا الحركة العلمية بمدينة تطوان خير تمثيل، وعاشوا تجربة الكتابة والنشر والتأليف في مجالات الأدب والشعر والقصة والخطابة وكتابة المقالات منذ أن جمعتهم قاعات الدرس بالمدرسة الابتدائية وحتى تخصصهم في شتى مجالات البحث العلمي. 

وخُتِم هذا اليوم التأبيني بكلمة أخيرة لنجل الفقيد الدكتور البراء الوراكلي قرأها  نيابة عن أسرته الكريمة، ممتنا للحضور على ما ألقَوْه من خالص الكلمات وأصدقها ورائق العبارات في حق والده الذي كان يبحر في علوم شتى ويتفنن في فنون القول المثلى، والذي كان يعشق الجلوس في مجالس العلم رفقة رواد العلم، مستعرضا في ذلك لخصال جمة تميز بها الفقيد، أولاها تجلت في حلقات الدرس والإقراء، حيث كان يبذل في العلم جهدا و يبثه بعزم في صدور طلبته كماءِ الغيث النافع، وثانيتها تجلت في فرائد مؤلفاته ومصنفاته يصل فيها الليالي ذوات العدد يؤلف ويصنف. ثم دعا لوالده بصالح الدعاء. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق