مركز أبي الحسن الأشعري يعقد لقاء تواصليا مع طلبة ماستر: الفكر الإسلامي والحضارة بالمغرب
مركز أبي الحسن الأشعري
يعقد لقاء تواصليا مع طلبة ماستر «الفكر الإسلامي والحضارة بالمغرب»
باقتراح من الأستاذ الدكتور بدر العمراني (أستاذ الحديث النبوي الشريف بكلية أصول الدين)، وبتنسيق بين مركز أبي الحسن الأشعري وماستر «الفكر الإسلامي والحضارة بالمغرب» بكلية أصول الدين بتطوان، انعقد يوم الثلاثاء 22 جمادى الأولى 1446هـ الموافق لـ 26 نوفمبر 2024م، بمقر مركز أبي الحسن الأشعري لقاء علمي تواصلي، حضره طلبة الماستر، فضلا عن بعض الباحثين بالمركز.
بعد كلمة الأستاذ بدر العمراني التي تضمنت تقديم عبارات الشكر لرئيس مركز الأشعري على قبوله استقبال الطلبة في فضاء المؤسسة، قام المسير ببسط برنامج اللقاء المتضمن لـ:
1- كلمة تعريفية بتاريخ مركز أبي الحسن الأشعري وبالأنشطة التي اضطلع ويضطلع بها؛
2- تقديم عرض مفصل عن: «علاقة التصوف بعلم الكلام الأشعري»؛
3- القيام بجولة في مكاتب المركز وخزانته.
أخذ الكلمة الدكتور جمال علال البختي مستهلا كلامه بالترحيب بالأستاذ وبطلبته، مقدما نظرة عامة عن مهام ومجالات اشتغال الرابطة المحمدية للعلماء، وعن سياق تأسيس مركز أبي الحسن الأشعري ومجالات اشتغاله، والأسس التي يقوم عليها مشروعه العلمي، ومعرّفا كذلك بأهم الإنتاجات العلمية التي تم إصدارها إلى الآن، كما عرف بالدور الإشعاعي الذي يقوم به المركز وبالفضاءات الخارجية التي تم الانفتاح عليها في الأوساط التعليمية والعلمية والأكاديمية بصفة عامة. كما قام بتعداد أهم اللقاءات والندوات والزيارات التي تم تنظيمها في المركز، باسطا رؤيته بخصوص المؤتمرات التي تم تنظيمها والمتعلقة أساسا بتاريخ العقيدة الأشعرية بالغرب الإسلامي، كما تحدث بإسهاب عن مجلة «الإبانة» الصادرة عن المركز، مبينا قيمتها العلمية، وعارضا ما حققته من إشعاع داخل المغرب وخارجه..
وفي خصوص النقطة الثانية من جدول هذا اللقاء، قام المتدخل بتقديم مداخلة في موضوع «علاقة التصوف بعلم الكلام الأشعري»، حيث بين في البداية أن الارتباط بين العقيدة والتصوف ارتباط وثيق وقديم، كيف لا وعلم العقيدة وعلم التصوف يمدان بعضهما بعضا ويرتبطان ارتباطا وثيقا، لأنهما يستمدان من مشكاة واحدة هي مشكاة نصوص الوحي. ثم بينّ كيف أن التصوف - في الواقع- أنواع من المجاهدة والسلوك والتفلسف، ومن ثم فإنه انطلق عند جميع الاتجاهات الصوفية زهدا، واستمد مشروعيته من الوحي ومن أعمال الرعيل الأول، ولكن اتجاهاته أخذت مناحي متعددة أثناء عملية التطور التي خضعت لها جميع العلوم الإسلامية. ثم قام المؤطر بالحديث المفصل عن الاتجاهات الكبرى المؤسسة للتصوف الإسلامي (السلفية، والسلوكية، ثم الفلسفية)... مستخلصا أن جميع هاته الاتجاهات ارتبطت بعلم الكلام في معظم أطوار التطور التي عرفها العلمان خلال مسارهما الطويل... وقد توقف المحاضر مع الإشكالات المنهجية التي يمكن أن يطرحها التضارب المنهجي وطريقة استمداد المعرفة بين علم الكلام لاسيما الأشعري والمعتزلي والاتجاهات الصوفية وخصوصا مع التصوف المرتبط بالرؤية الإشراقية الفلسفية... وانتهى في مداخلته إلى القول بأن التصوف السني السلوكي ظل محافظا على وسطيته، ملتحما بالنصوص التوقيفية التي رشّدت كل تجاربه المتعلقة بتعميق الجانب الروحي وترقيته لدى فئات المسلمين.
بعد ذلك فُتح المجال للطلبة لطرح أسئلتهم واستشكالاتهم، حيث تفاعل معها المؤطر ورفع اللبس والغموض عن الكثير منها.
وفي ختام اللقاء، استفاد الطلبة من جولة تفقدية لمرافق المركز، منها معرض كتب وإصدارات المركز، كما تعرفوا على أهم الكتب المتوفرة في مكتبته.