مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان يشارك في ندوة قرائية بكلية أصول الدين
استأنف مركز أبي الحسن الأشعري أنشطته العلمية حضوريا -بعد التخفُّف نسبيا من آثار الوباء- بعقد ندوة علمية يوم الثلاثاء 22 فبراير 2022، وذلك من أجل تقديم قراءات في الكتاب الصادر مؤخرا عن الرابطة المحمدية للعلماء بإشراف المركز وبالشراكة مع الأكاديمية الجاوية بماليزيا، المجعول تحت عنوان: "تقنيات التعامل مع كتب أصول الفقه المخطوطة: الكوديكولوجيا، الفيلولوجيا، الفهرسة" وهو الحلقة الثانية من سلسلة مؤلفات الدكتور خالد زهري الموضوعة في العناية بالمخطوط العربي الإسلامي، والمنشورة بالرابطة.
وقد شارك في هذا النشاط الذي أشرفت عليه شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة بكلية أصول الدين بتطوان كل من الأساتذة: د. محمد شكري (الأكاديمية الجاوية بماليزيا –تدَخَّل عن بعد-)، ود. محمد أيمن العتكي (الجامعة العالمية الإسلامية بماليزيا –شارك عن بعد-)، ود. زين العابدين القدحي (باحث ماليزي في علم الكلام –تدخل عن بعد أيضا-)، ود. عبد الغني اليحياوي (من كلية أصول الدين بتطوان)، ود. عبد الله التوراتي (الكلية المتعددة التخصصات بالناضور)، ود. الحسان شهيد (كلية أصول الدين بتطوان). وقد حضر اللقاء جمهور من الأساتذة والطلبة والمهتمين ناهزعددهم 200 فردا.
في ورقة تعريفية بمؤلف الكتاب، أشار رئيس الشعبة الدكتور أحمد الفراك ومسير الجلسة رئيس مركز أبي الحسن الأشعري إلى أن الدكتور خالد زهري حاصل على الدكتوراه في الآداب/وحدة المناظرات الدينية في الفكر الإسلامي، وقد عمل باحثا بالخزانة الوطنية بالرباط، ثم بالخزانة الحسنية، ويعمل الآن أستاذا بكلية أصول الدين بتطوان/جامعة عبد المالك السعدي، وله عدة مؤلفات علمية من أهمها: "تعليل الشريعة بين السنة والشيعة: الحكيم الترمذي وابن بابويه القمي نموذجين"، و"الصليبيون الجدد والمسلمون: أية علاقة؟ وأين الرهان؟"، و"تجليات البرهان وحقائق العرفان"، و"الفقه المالكي والكلام الأشعري"، و"تقنيات التعامل مع الكتاب المخطوط: مخطوط العقيدة نموذجا"، و"المصادر المغربية للعقيدة الأشعرية"، و"من علم الكلام إلى فقه الكلام" وغيرها.
وعن القيمة العلمية الرفيعة للكتاب وإسهامه في البناء والتجديد المعرفي، صنف رئيس المركز العمل في خانة المؤلفات الثرية في محتواها الذي يفتح آفاقا بحثية ومعرفية واسعة للطلبة والباحثين، ويسهم في تنشيط الحركة العلمية في الجامعات ومراكز البحث داخل المغرب وخارجه، كما نوه بمستوى العمل من جهة التوثيق والتحقيق والتأسيس على القواعد والضوابط والأعراف العلمية المعمول بها في العلوم الثلاثة؛ علم المخطوط وعلم التحقيق وعلم التحقيق وعلم الفهرسة.
ويمكن إجمال الأفكار المستخلصة من القراءات المقدمة فيما يلي:
1- للكتاب المنشور أهمية قصوى بالنظر إلى خصوصياته العلمية، ولخبرة صاحبه الكبيرة، ولما تضمنه من نقد ومراجعات لأعمالِ ومصادرِ علم الأصول المتعددة. 2- للكتاب قيمة علمية أيضا من خلال تنبيهه إلى عدة مغالطات أثارها الفكر الاستشراقي حين معالجته وتناوله لكتب أصول الفقه التراثية. 3- يُعد العمل فتحا جديدا على مستوى التأريخ الوثائقي للفقه والأصول الإسلاميين. 4- الكتاب يثير النقاش بل ويطرح الكثير من الإشكالات المتعلقة بـ: مشكل نحت المصطلحات التقنية والفنية المرتبطة بعلم المخطوطات (مثل مصطلحات: الكوديكولوجيا، الفيلولوجية...)، مشكل نقد إصدارات وتحقيقات كبار المتخصصين (مثل عبد الله دراز وغيره)، عدم تحليل الأسباب التي أدت إلى إسقاط باب الحرام في كتاب "الموافقات"، عدم تبرير أسباب غياب الكتابات الأصولية في الفترة بين الشافعي والشاشي، عدم تحديد الكتب غير المخطوطة التي تحتاج إلى إعادة تحقيق... 5- وقد قدمت بخصوص هذا الكتاب والقراءات التي دارت حوله عدة توصيات منها:- ضرورة إعداد معجم خاص بالعمل التحقيقي لمساعدة الباحثين على معرفة تقنياته بإحكام.
- المطلوب خلق وحدات أو مواد خاصة بعلم التحقيق في مسالك الكليات المعتنية بمواضيع التراث وإخراجه ونشره.
- العناية بترجمة هذا الكتاب إلى اللغات المختلفة قصد التعريف بالتراث الإسلامي وترويجه في العالم.
واختتم اللقاء بكلمة مؤلف الكتاب شكر في مستهلها المشرفين على نشر الكتاب والمنظمين لهذه الندوة، متحدثا باستفاضة عن الدواعي والغايات من وراء القيام بتأليفه لهذا العمل النابعة أساسا من شغفه بالمخطوطة، وتعلقه بعلم الوثائق منذ صباه، مما حفزه للانخراط في هذا الاختصاص الذي يرى أن التعرف عليه أساسي لكل باحث يروم خوض غمار البحث في الكتاب الأصولي تحقيقا ونشرا.
وقبل إسدال الستار عن أعمال هذا النشاط العلمي فتح المنسق الباب أما أسئلة الأساتذة والجمهور الذين أثروا الجلسة بأسئلتهم وتعليقاتهم المفيدة.