مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية يشارك في المؤتمر الدولي الأول عن حالة العلوم بدبي

   مثل الدكتور جمال علال البختي مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية التابع للرابطة المحمدية للعلماء في أعمال المؤتمر الدولي عن “حالة العلوم الإسلامية والاجتماعية والإنسانية ومنهجية تجديدها” الذي أشرف على تنظيمه معهد دراسات العالم الإسلامي التابع لجامعة زايد بمدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، برعاية الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس جامعة زايد يومي: 15-16 أبريل 2013.

    قدمت خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة رئيس جامعة زايد وكلمة مدير المعهد، تلاها عقد ثمان جلسات علمية:
* الجلسة الأولى: تضمنت الحديث عن “حالة علوم القرآن في الأدبيات العربية” في ورقة من إعداد الدكتور أحمد عبادي (الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب ألقاها نيابة عنه الدكتور حامد التيجاني أستاذ الدراسات الإسلامية بمعهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد)، وورقة ثانية عن “حالة علوم السنة في الأدبيات العربية” أعدها الدكتور إلياس بلكا (أستاذ الدراسات الإسلامية بمعهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد). وعقدت الجلسة برئاسة الدكتور نصر عارف (المدير التنفيدي لمعهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد).
* الجلسة الثانية: ترأسها الدكتور إبراهيم غانم (أستاذ في معهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد)، وقدمت فيها ورقة عن “حالة علم أصول الفقه في الأدبيات العربية” كتبها الدكتور محمد رفيع (أستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله – المغرب)، وورقة ثانية عن “حالة علم الفقه في الأدبيات العربية” من إعداد الدكتور محمد سراج (أستاذ الحضارة العربية والإسلامية بالجامعة الأمريكية في القاهرة وأستاذ زائر بمعهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد)، ثم ورقة ثالثة عن “حالة علم اللسانيات في الأدبيات العربية”، تدخل بها الدكتور محمد الرفاعي(أستاذ الدراسات النحوية واللغوية بجامعة القاهرة وجامعة الملك عبد العزيز).
* الجلسة الثالثة: كانت برئاسة الدكتور أحمد الرشيدي (مدير أكاديمية أبوظبي للقضاء) قدمت خلالها مداخلتان الأولى عن: “حالة علم القانون في الأدبيات العربية”، أسهم بها الدكتور إمام عطا الله (أستاذ القانون الجنائي بمعهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد)، وورقة ثانية عن “حالة علم القانون في الأدبيات التركية” شاركت بها الدكتورة  خديجة كاراكان (أستاذة القانون في أكاديمية الشرطة الوطنية – تركيا).
* الجلسة الرابعة: ترأسها الدكتور عبيد بن بطي المهيري– أستاذ التاريخ والمدير التنفيذي لمعهد اللغة العربية في جامعة زايد)، وتدخل فيها كل من الدكتور أمير الإسلام (أستاذ الدراسات الدولية في جامعة زايد) في موضوع: “حالة علم التاريخ في الأدبيات الغربية”، والدكتورة مارتا أميري (أستاذة تاريخ الفن في جامعة زايد) في موضوع: “حالة علم تاريخ الفن في الأدبيات الغربية”.
     *وخلال اليوم الموالي ترأس الجلسة الخامسة: الدكتور رضوان السيد (أستاذ الفلسفة بالجامعة اللبنانية وأستاذ زائر بمعهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد)، حيث قدمت ورقتان علميتان: الأولى من إعداد الدكتور جمال علال البختي عن “حالة علم الكلام في الأدبيات العربية”، وورقة ثانية من إعداد الدكتور عبد المجيد الصغير (أستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط) عن “حالة علم التصوف في الأدبيات العربية والغربية”.
*الجلسة السادسة: كانت برئاسة الدكتور سعيد بنسعيد العلوي (عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سابقا)، وتقدم فيها الباحث الدكتور علي الكبيسي (أستاذ الدراسات الإسلامية بمعهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد) بورقة عن “حالة الفلسفة في الأدبيات العربية”، كما تقدم الدكتور محمد الشيخ (أستاذ الفلسفة بجامعة الحسن الثاني– المغرب) ببحث عن “حالة الفلسفة في الأدبيات الغربية”.
*الجلسة السابعة: ترأسها الدكتور عماد الدين شاهين (أستاذ العلوم السياسية والإدارة بالجامعة الأمريكية في القاهرة وأستاذ زائر بمعهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد)، قدم فيها بحث عن “حالة علم السياسة في الأدبيات الغربية” من إعداد الدكتور أحمد علي سالم (أستاذ ونائب مدير معهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد)، وورقةعن “حالة علم الإدارة العامة في الأدبيات الغربية” من إعداد الدكتور سايمون أوكوث (أستاذ الإدارة العامة في جامعة زايد)، ثم بحث عن “حالة علم النفس في الأدبيات الغربية” من إنجاز الدكتور عبد الناصر السباعي (أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله – المغرب).
* أما الجلسة الثامنة والأخيرة فترأسها الدكتور فريد العطاس (أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسم الدراسات الماليزية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة سنغافورة الوطنية)، تناول فيها الكلمة كل من الدكتور إبراهيم غانم  (أستاذ في معهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد) عن “حالة علم الاجتماع في الأدبيات العربية”، والدكتور جاك ماسكوتو (أستاذ علم الاجتماع بجامعة كويبك في مونتريال–كندا)، عن “حالة علم الاجتماع في الأدبيات الغربية”، والدكتور حبيب خوندكه (أستاذ علم الاجتماع في جامعة زايد)، عن “حالة علم الاجتماع في الأدبيات العربية”.
    ونقتطف من مداخلة رئيس مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية عن “حالة علم الكلام في الأدبيات العربية” مقدمتها التي جاء فيها:
     (( إذا كان تقدم الأمم وازدهار الشعوب هدفا ومقصدا يطمح الجميع إلى تحقيقه ويكد من أجل بلوغ أعلى الدرجات فيه، فإن المعول في ذلك على طاقات أبناء الأمة وعقول رجالها. ولا يمكن أن يتأتى إيجاد جيل قادر على القيام بأعباء النهضة، وحمل تبعات التصحيح والبناء والإبداع إلا إذا كان النظام التربوي والتعليمي الذي يُرصد لتوجيه النشء وتربية الشباب وتنمية مداركهم نظاما حصيفا، مرتكزا على أرضيات علمية ممحصة، ومستندا إلى منهجيات رصينة ومدروسة.
     ولما كانت الحضارة مادة ومعنى، وكان الفكر (=العقل)،  هو المؤثر في الجانبين معا، كان من اللازم أن تقع العناية به، والبحث في تفاصيله؛ من حيث عمله، والمؤثرات الموجهة له، وكيفية تأثيره…كما لزم البحث في المادة وقوانينها بغية التحكم فيها وتسخيرها، ووجب الوقوف مع المعنى وقفة خاصة لأنه جانب معقد يصعب ضبط قواعده، ويعسر تنزيل معطيات وآليات البعد المادي في معالجته. وهو –على أهميته وخطورته لارتباطه بالنفس والروح  والأخلاق الإنسانية- وطيد الصلة بالجانب المادي؛ تطويرا وتحكّما وتوظيفا.  
    ولا شك أن المصادر الثاوية وراء أي بعد معنوي روحاني لدى الفرد ترتبط بخلفيات فلسفية دينية أو وضعية، ومن ثم نشأت الاختلافات والفروق في مضمار السباق الحضاري، وفي كمِّ وكيف نتاجه، ثم –وهذا هو الأهم- في توجيه وتسخير نتاج التقدم العلمي والإبداع المادي والمعنوي. فوجدنا المتقدم المتفوّق، والمتوسط الحال، ثم المتخلف بين الأمم والشعوب، كما وجدنا الاختلاف في معالم وتوجيهات وتوظيفات العطاءات والفتوحات الحضارية، بين من جعلها خادمة للفرد بأنانية مشبِعة لنهمه، وبين من سخّر كل ذلك لخدمة الإنسانية، والدفاع عن التقدّم البشريّ العام، ونصب العدل والمساواة والحق المشترك علامات هادية لأي تسخير مادي أو حضاري.
    وبالنظر إلى الدور الذي لعبته العقيدة الدينية في كبح جماح الاستئساد الغريزي لدى الأفراد، والحدّ من غلواء التسلّط المادي لديهم، ثم بالانتباه إلى التأثير  الحاسم الذي مارسته في بناء الخلفيات الفكرية، وتحفيز البشر على النهوض بمهام ومسؤوليات الاستخلاف في الأرض، ثم للمساهمات المعرفية غير المحدودة التي قدمتها للناس من أجل فهم أسرار الحياة الخفية، والاطمئنان لإجابات موضوعية تتعلق بأمور تخرج عن حدود التمكن العقلي، والسيطرة المادية التي يزهو الإنسان بتملكها؛ لأجل كل هذا كان موضوع العقيدة (=الخلفيّة الفلسفيّة والدينيّة) أهم وأخطر جانب تلزم مراعاته في التّخطيط والتوجيه الحضاريّ للأمّة، ثم في المناهج التربوية والتعليمية الموجِّهة للأجيال الناشئة، لأن الخلفيّة الفلسفية الدينية ليست مسألةً فردية تخص كل واحد على حدة، وإنما هي قناعة واعتقاد إيماني يرتبط بفلسفة الأمة، بل –وهذا ما ألمحنا إليه سابقا- هي الموجّه ليس للأخلاق والروح والفكر فقط، بل هي عامل حاسم في النهضة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي  والمادي والحضاري للأمة، بل للإنسانية ككل.
     وسنحاول في هذه الورقة البحثيّة المتواضعة أن نتعمق -إلى حدود معينة- في البحث عن توصيف لحال البعد العقدي في جانبيه الأساسين: في بعده العلمي الدعوي، ثم في بعده التعليمي الرسمي في العالم العربي، بالكشف عن الأعمال العلمية الكلامية في تطورها، وعن المناهج التأليفية المعتمدة، ثم بالوقوف المقتضب مع المنهجيات الديداكتيكية المنتهجة في تدريس مادة العقيدة في مؤسساتنا التعليمية لا سيما في الجامعات العربية.
    كما سنهتم بتقديم مقترحات متعددة تتعلّق بالمواضيع والمناهج والوسائل والوظائف المتعلّقة بتطوير البحث والدرس العقديين، أملا في النهوض بهذه المادة العلمية التي نؤكد أنها أمّ العلوم الشرعية، كما أكدنا قبلُ  أنها المشكّلة للخلفية الفلسفية لأي عمل نهضوي في عالمنا الإسلامي اليوم. فلا تقدم حقيقيّ في عالمنا الإسلامي إلا بتطبيق مقتضيات الدين السليمة، والأخذ بأسباب المادة التي لا تحابي أحدا، ولن يتأتى ذلك دون مراجعة للفكر العلمي والمنهجي المشكل لقناعات الأمة العقدية.
     وقبل الخوض في تفاصيل البحث كان من اللازم الوقوف في مبحث تمهيدي مع علم الكلام أو العقيدة تعريفا وتحديدا للوظيفة الدينية والعلمية، ثم تتبعا مختصرا لتطوره بعد نشأته، ثم الوقوف السريع مع أمهات المؤلفات الكلامية التي حددت ملامح التطور، وأشرت على درجات الالتزام بالمهام والوظائف التي وجب أن يضطلع بها هذا العلم عبر تاريخه الطويل.    
     ولا بأس من الإشارة هنا إلى الصعوبات المنهجية والعلمية التي تعترض هذه الدراسة التتبعيّة، فمنها ما يتعلق بطول المدة الزمانية للرصد؛ فالبحث في الموضوع من خلال تطور علم الكلام في أربعة عشر قرنا أو يزيد أمر ليس من اليسير تحقيقه ولمّ شعثه. كما أن شساعة المجال الجغرافي للعالم العربي –فضلا عن الإسلامي- تخلق مشكلات جلّى في التتبع والرصد للأعلام والكتب والأفكار بل وحتى في وصف الـمحدّد منها وتدوينه. ثم هناك مشكل أعقد مما سبق يتعلق بالخلفية المذهبية (=الإيديولوجية) المتحكمة في تحديد الاصطلاحات، وتكوين التصورات، وتحقيق الاعترافات التوافقية في علم العقيدة؛ لأن المسلمين لم يختلفوا ولم يتناحروا في تاريخهم في شيء مثل اختلافهم على القضايا التي ينتظمها علم الكلام ومنها موضوع “السياسة” و”الإمامة”، الذي تفرعت عنه أهم  الإشكالات الكلامية المتعلقة بالإيمان، والكبيرة، بل وتشكلت عنه حتى القناعات التي حدّدت المواقف المرتبطة بجليل الكلام وحتى دقيقه، وتولّدت عنه الفرق الكلامية خارجية، وشيعية، ومرجئية، ثم معتزلية، وأشعرية، وماتريدية، وسلفية…ورغم انقراض جل الفرق الكلامية الآن، إلا أن هناك فِرَقًا ظلت محافظة على وجودها، بل وتقوّى انتشارها في القرون الأخيرة، وتحكّمت وما تزال تتحكم في الاختيارات العقدية لجمهور المسلمين، وأقصد بها: الاتجاه الشيعي(الإمامي خاصة المنتشر بصفة متميّزة في إيران ومناطق مهمة من العراق)، ثم الاتجاه الأشعري (المسيطر على غرب العالم العربي، ومصر، ومنطقة الشام، وبعض دول آسية)، ثم الاتجاه السلفي  (المتمكّن في السعودية وفي معظم الدول الخليجية، والكثير من المناطق في ربوع العالم الإسلامي). ولا ريب أن الحديث عن الواقع العقدي بجوانبه الفكرية والمنهجية يستدعي ملاحظة الفروق المرجعية، والتشكلات التصورية، والاعتبارات المذهبية والتاريخية  التي تأخذ بها مختلف هذه الاتجاهات، مما يعقّد موضوع البحث الوصفي الذي نحن بصدده، ويصعّب مأمورية الخوض في تطور علم العقيدة والكلام، والكشف عن حاله في الفترة الراهنة.
     لذلك ارتأينا في إطار الالتزام بقواعد البحث العلمي، وتضييقا للمساحة والزمان ثم لعدد الاتجاهات المبحوثة، أن نركز على محطات زمانية ومكانية بعينها، وحسمنا في الاختيار المذهبي بأن حصرناه في البحث عن تطور علم الكلام السني دون الشيعي، كما تعمّدنا القيام بأخذ عيّنات من المؤسسات العلمية والتعليمية والمؤلفات الكلامية -مجال الدراسة- اخترناها لأسباب موضوعية، لتوفر معلوماتها في المواقع والمطبوعات، ونظرا لاقتناعنا بأنها تعبر عن الصورة التقريبية لحال علم الكلام في الفترة الحالية. كما حرصنا أن تكون العيّنات منوّعة ودالة معبرة عن المعطيات التي عملنا على إخضاعها للدراسة والتحليل. والله نسأل أن يجعل هذا الاجتهاد محالفا للتوفيق، إنه -تعالى- على ذلك قدير، وبالإجابة جدير)).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق