مثارات الفرادة في تراث السهيلي موضوع ندوة نظمها مركز الدراسات القرآنية بتعاون مع كلية اللغة بمراكش
نظم مختبر اللغة والنص الشرعي التابع لكلية اللغة العربية بمراكش بشراكة مع مركز الدراسات القرآنية التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط، برحاب كلية اللغة العربية، يوم الأربعاء 19 /04/2017م ندوة علمية وطنية بعنوان: مثارات الفرادة في تراث الإمام أبي القاسم السهيلي: دراسات تراثية وقراءات نقدية، وقد افتتحت بجلسة افتتاحية، ترأسها السيد عميد كلية اللغة العربية، الأستاذ الدكتور محمد أزهري، الذي أعلن عن افتتاح الندوة بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها الطالب الباحث بماستر اللغة والنص الشرعي، إبراهيم بوزيت، ثم رحب السيد العميد بالحضور، منوها بالجهود التي بذلها مختبر اللغة والنص الشرعي: نصوص وقضايا ومناهج، ومركز الدراسات القرآنية التابع للرابطة المحمدية للعلماء، التي توجت بانعقاد هذه الندوة العلمية الوطنية.7
ثم أحال الكلمة إلى السيد نائب العميد في البحث العلمي والتعاون، الأستاذ الدكتور مولاي المامون المريني، الذي ذكر بمسارات البحث ووجوه الشراكة العلمية التي تحرص كلية اللغة العربية على عقدها مع مختلف المؤسسات العلمية المعنية بالبحث الأكاديمي، في قضايا ومناهج التفكير اللغوي، مشيدا بهذه المبادرة التي تعضد المشاريع العلمية التي تندرج في إطار الاختصاصات العلمية والتربوية لكلية اللغة العربية.
بعدها ألقى السيد رئيس مركز الدراسات القرآنية، فضيلة الدكتور محمد المنتار كلمة أفصح فيها عما وجده من تعاون وتنسيق مع المختبر برئاسة مديره الأستاذ الدكتور أنس وكاك، مدة سنة كاملة لإنجاح هذا المحفل العلمي، حاضا على مواصلة هذا التنسيق من أجل الإعداد لتنظيم ندوات دورية كل سنتين، لبحث قضايا الفكر اللغوي وقضايا التأويل والعلوم الإسلامية في تراث أعلام الغرب الإسلامي.
أما السيد مدير مختبر اللغة والنص الشرعي: نصوص وقضايا ومناهج، الأستاذ الدكتور أنس وكاك؛ فقد صدَّر كلمته بالترحيب بالحضور، مذكرا بالسياق العلمي والتأطيري الذي تنعقد فيه الندوة، باذلا شكر المختبر للرابطة المحمدية للعلماء في شخص أمينها العام فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، والسيد رئيس مركز الدراسات القرآنية، وكل من أسهم في إنجاح هذا المحفل من أساتذة وإداريين وطلبة، وهو ما أكده السيد العميد الذي دعا الحضور خاتمة الجلسة الافتتاحية لزيارة معرض منشورات الرابطة المحمدية للعلماء، وإصدارات أعضاء المختبر.
ثم استؤنفت الندوة بعد ذلك بثلاث جلسات علمية، أطرها ثلة من الأساتذة الباحثين، من جامعة القاضي عياض بمراكش، وجامعة ابن زهر بأكادير، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وقد تميزت الجلسات بعروض تناولت معالم الإبداع في الفكر اللغوي والشرعي في تراث أبي القاسم السهيلي، وقد أفضت إلى جملة من الخلاصات، حاصلها أن:
ـ السهيلي - رحمه الله - من أعلام التجديد في قرنه؛ لما صبغَ به المعرفة اللغوية والشرعية من روح تفاعلية أحيا بها ما اندرس من رسومها، وبزّ في سبيلها أقرانه مشرقا ومغربا.
ـ المعرفة عند السهيلي متكاملة المناحي، متعاضدة المعاني والمباني، متواشجة الأوصال، ومترابطة الاتصال.
ـ السهيلي - رحمه الله- استجابةٌ منطقية لعصره وزمانه، وتعليلٌ لمقتضى وقته وأوانه، فلا يدرك غورُه، إلا باستجماع أنظار أترابه، وإلمام بمعارف أخدانه وأقرانه.
ـ المعرفة الشرعية هي الهاجس الإبداعي في فكر السهيلي، وظف في سبيل ارتياضها المعرفة اللغوية، وتوسل بها لدرك مداليل الخطاب التشريعي.
ـ فرادة السهيلي في الحقل اللغوي والشرعي؛ تبرز القيمة العلمية والنفس الإبداعي لدى أعلام الغرب الإسلامي، وهو ما يفرض على الدارسين والباحثين حثيثَ السعي لاستجلاء خصائصها وميزاتها، ومنطلقاتها وأبعادها.
ـ اللغة والنص الشرعي كليٌّ لا يتجزأ، لا يستقيم أودُ أحدهما إلا بإقامة صرح الآخر، ما يستدعي رصَّ صفوف الباحثين في حقْليهما للانتهاض بأوضاعهما.
تلك جملة من مستخلصات بحوث هذه الندوة، التي أفضت إلى التوصيات الآتية:
1ـ التوصية بتوالي أمثال هذا التنادي في اللواحق بما يستحيل به موعدا علميا يتجدد كل سنة أو سنتين، في شراكة متجددة بين مختبر اللغة والنص الشرعي بمراكش ومركز الدراسات القرآنية التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط.
2ـ مواصلةُ الحفْر المعرفي في الموروث العلمي لأعلام الغرب الإسلامي من أجل الكشف عن مشروعهم الفكري في مجال المعرفتين: اللغوية والشرعية.
3ـ شد الأواصر، وتمتين العلائق، بين مختبر اللغة والنص الشرعي: نصوص وقضايا ومناهج، وغيره من المراكز والمختبرات في مختلف الجامعات والمؤسسات العلمية.
4ـ التوسل بالمقومات اللغوية لتحليل النصوص الشرعية؛ مدخلٌ من مداخل مقاومة الفهوم الحَرفية المتطرفة التي لا تعتبر بخاصية الاحتمال، والتوسع العِباري، وتعدد المنازع التأويلية التي تغني الفكر المنبثق من أنوار الوحي، وهذا يقتضي استحثاثَ السعي لإنشاء مرصد وطني للبحث في اللغة العربية والنص الشرعي، تنضوي تحته كل الهيئات العلمية ذات الاهتمام المشترك.
والحمد لله رب العالمين.
عن اللجنة العلمية للندوة