مائدة مستديرة بمركز أبي الحسن الأشعري
عقد مركز روافد للدراسات والأبحاث في حضارة المغرب وتراث المتوسط (سلا)، بالتنسيق مع رئيس مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية (تطوان) مائدة مستديرة بعنوان: "الدراسات الأشعرية بالمغرب – أبو عمرو السلالجي وعقيدته البرهانية (الفهم والتأويل والتأثر)" وذلك يوم الثلاثاء 15 نونبر 2022. وقد تقصّد اللقاء مناقشة بعض القضايا التاريخية حول العقيدة الأشعرية بالمغرب، تحديدًا الجوانب التي تخص العقيدة البرهانية وفكرَ صاحبها أبي عمر عثمان السلالجي (ت. 574هـ)؛ حيث شارك في اللقاء متحدثا رئيس المركز د. جمال علال البختي، ثم معقبا عليه كل من د. عزيز أبو شرع (رئيس مركز روافد للدراسات والأبحاث)، ود. مصطفى السعيدي (جامعة عبدالمالك السعدي)، ود. بلال أشمل (جامعة عبدالمالك السعدي)، ود. المختار شاكر (جامعة القرويين)، والباحثة ذة. خير النساء ككليك (من جامعة بورصا أولوداغ – كلية الإلهيات، تركيا).
بداءةً قدم رئيس المركز إطارا تعريفيا عاما بمركز أبي الحسن الأشعري و"الدعامات التصورية" المسندة لمشروعه منذ افتتاحه سنة 2011م؛ فإلى اشتغاله "المرتبط بالمتفق عليه من الثوابت الوطنية الموجهة للرؤية الدينية والمذهبية" يعمل المركز وفق رؤية أكاديمية تؤطرها أهداف محددة أهمها التعريف بالتراث الكلامي عموما والمغربي خصوصا، والإسهام في تنشيط البحث الأكاديمي الموجه نحو الدراسات الكلامية والفكرية، وتطوير سبل الاستفادة من التراث الكلامي… كل ذلك وفق وسائل علمية توزعت في نواح عدة مثمرة، خلال سنوات، سلسلة من الإصدارات لنصوص كلامية تراثية وأعمال ندوات علمية بالإضافة إلى مقالات محكمة ضمن أعداد مجلة الإبانة.
وعقب الكلمة التعريفية انتقلت المداخلة إلى عرض نموذجي لتاريخ الفكر الأشعري بالغرب الإسلامي كان محل النظر فيه أبا عمرو عثمان السلالجي وعقيدته البرهانية. واستعرض رئيس المركز، في مستهل هذا الجانب من المداخلة، سيرة أبي عمرو العلمية بناء على المعطيات التاريخية التي شُغل بها طيلة فترة مراجعا ومحينا مواضع منها لاحقا، وقد استأثرمعطى اهتمام أبي عمرو بعلم الكلام وميوله إليه في فترات تعلمه بفاس باهتمام المتدخل لما له من أهمية في معرفة الحالة الفكرية بالغرب الإسلامي عصر السلالجي، ولصلته الكبيرة بمتن البرهانية الذي كُتب في ظرفية السلالجي المعرفية. هنا؛ سينتقل المتدخل إلى مسألتي تاريخ كتابة أبي عمرو للبرهانية، ثم أثرها في الفكر الأشعري بالمغرب. ولما كانت معالم أثرها متجلية في صور عديدة فقد اختارت المداخلة نموذج الشروح لبسط مستوى التأثير والعناية؛ إذ تحدثنا بيبليوغرافية المؤلفات الكلامية بالغرب الإسلامي عن اهتمام الشراح من جلال التدريس والكتابة بالبرهانية بدءا من ابن الكتاني (ت. 596 هـ) والرعيني (ت. 598هـ)، مرورا باليفرني (ت. 734هـ)، وانتهاء ببعض الشراح المتأخرين كالتنبكتي (ت. 1032هـ).
وبعد انتهاء المداخلة قدم المشاركون تعقيبات مستفيضة مناقشة للمداخلة ومستشكلة جوانب منها؛ نحو علاقة السلالجي بالفكر الصوفي في الغرب الإسلامي، وأبعاد تطور الاهتمام بالعقيدة البرهانية في الفترة السنوسية، وآفاق تطوير البحث في الإشكالات الدائرة حولها داخل الدوائر الأكاديمية.