لقاء علمي في موضوع: المنهجية البيداغوجية في التعليم العالي بالجامعات الأمريكية

لقاء علمي وورشة تطبيقية بالرابطة المحمدية للعلماء في موضوع:
"المنهجية البيداغوجية في التعليم العالي بالجامعات الأمريكية"
تأطير: الدكتورة روزماري أدميرال
احتضنت القاعة الكبرى بمقر الرابطة المحمدية للعلماء بالرباط، يوم الخميس 15 فبراير 2024م، لقاء علمياً في موضوع: المنهجية البيداغوجية في التعليم العالي بالجامعات الأمريكية، نظمه مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بتعاون مع مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء، وحضر هذا اللقاء العلمي الحافل نخبة من الأساتذة والباحثين المهتمين بهذا المجال، وتولت إدارته فضيلة الدكتورة غزلان بن التوزر، وكان الافتتاح بكلمة ترحيبية تنويها بضيفة اللقاء سعادة الباحثة الأمريكية الدكتورة روز ماري أدميرال أستاذة التاريخ بجامعة تكساس بمدينة دلاس، واستعرضت جوانب من مسيرتها العلمية والعملية، مشيرةً إلى تنوع اهتماماتها العلمية؛ بدءا بالتاريخ الأوسط الذي هو مجال تخصصها، فهي تحمل شهادة الدكتوراه في دراسات حول المرأة والنوع الاجتماعي، إضافة إلى أنها عضو في العديد من الجمعيات والأكاديميات العلمية.
بعد هذا التقديم شرعت المحاضرة في إلقاء كلمتها واستهلتها بالحديث عن تعريف التدريس في الجامعات الأمريكية، وشرح فلسفة التدريس، وتصميم الصف، وتقديم النظرية البيداغوجية ونموذجها.
وقررت أن المقصود بفلسفة التدريس هو تصريح الأستاذ بوجهة نظره وأهدافه في التدريس، وكيفية تنزيل وتطبيق أهدافه ومقاصده في الصف، وتفكيره دائما في منهجية تدريسه، مع إظهار رغبته في تطوير وتجويد عملية التدريس.
وتشمل فلسفة التدريس تحديد الأستاذ لتطلعاته وأهدافه وماذا يريد أن يصل إليه من نتائج في تدريسه للطلبة، مع إعلان ذلك أمام طلبته، وكذلك رسمه بدقة للمنهج العلمي الذي سيستعمله لبلوغ ذلك.
وأكدت الأستاذة روزماري على أهمية تفكير الأستاذ في منهجية تقييم واختبار الطلبة، وتجويد أدائه التعليمي.
ثم تناولت جملة من الخطوات التعليمية التي لا بد منها؛ وهي تصميم الصف، وموضوع الصف، والمنهج، والنصوص الأساسية، وأهداف الصف من المعرفة، ومهارات التدريس، والتطبيقات المعاصرة، والمنهج الدراسي.
وأكدت أن المقصود بمنهج الصف هو رسم الخطوط العريضة لتحقيق أهداف الصف، من قراءات وأنشطة واختبارات تساعد في الحصول على أهداف الصف، وأشارت إل أهمية الاختبارات، وأنها تختبر تحقيق أهداف الصف.
واستعرضت الباحثة استراتيجيات نجاح الطلاب في الصف، وذلك بتغيير الأنشطة، والأخذ بملاحظات الطلاب طوال الفصل الدراسي في البداية، وفي الوسط، وفي الأخير، مع الأخذ بعين الاعتبار تغيير طرق التعليم تبعا لاختلاف نوعية الطلبة.
ونبهت الدكتورة روزماري إلى أهمية تغيير الأنشطة في الصف؛ ومن ذلك الانتباه إلى التطويل في المحاضرة، وتقسيم الوقت، والتعلُّم التفاعلي، وذلك بتنزيل أنشطة مختلفة، وإثارة النقاش مع الطلاب، وتقسيمهم إلى مجموعات صغيرة. والاهتمام بالإصغاء إلى صوت الطالب في العملية التعليمية وتدوين تعليقات الطلبة، لأثرها البالغ في تحديد الأهداف التعليمية والوصول إلى نتائج من شأنها تطوير وتجويد التدريس. ويستحسن أن يسجل الأستاذ تعليقات الطلاب في بداية الفصل الدراسي، مع تصديرها بورقة تعريفية بالطالب ثم مناقشة تعليقاتهم والنظر في إمكانية الاستجابة لبعض المطالب وتغيير بعض الأمور بقصد تقريب عملية التدريس من الطلبة ومساعدتهم لبلوغ الأهداف المرجوة .
وكشفت الدكتورة روز ماري أدميرال عن طرق التعليم، وأن هناك طرقا متنوعة في تصميم الصف، وأنه يجب إعطاء الفرصة لجميع الطلاب بدون استثناء وأنه من أسباب نجاح الأستاذ والطلاب تحليه بالعديد من الصفات المهمة، منها: المرونة، والرحمة، والاحترام، والإدماج، وإمكانيات التواصل.
ثم نظمت الأستاذة الفاضلة بعد المحاضرة مباشرة ورشة تطبيقية تحت عنوان: ورقة عمل لتصميم المنهج الدراسي، الجزء الأول: فلسفة التدريس، والجزء الثاني: تصميم منهاج الصف، وتضم: عنوان الصف والمستوى، والكلمات الرئيسية، وصف الصف، والأهداف البيداغوجية.
وسعيا إلى إغناء هذا اللقاء العلمي فُتِحَ المجال في ختامه أمام الحضور للتعقيب وطرح الأسئلة؛ فتخلّل ذلك إفادات علمية قيمة من الأستاذة الدكتورة روز ماري أدميرال، وكذلك من فضيلة الدكتورة غزلان بن التوزر، ثم اختتم اللقاء بتجديد الشكر والعرفان للأستاذة الدكتورة روز ماري أدميرال، والشكر للجهة المنظمة لهذا اللقاء العلمي الوازن، وفي طليعتها السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء فضيلة العلامة الدكتور أحمد عبادي، والسيد رئيس مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث فضيلة الأستاذ الدكتور عبد اللطيف الجيلاني، والسيد رئيس مركز الدراسات القرآنية فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المنتار.
أعدّت هذا التقرير: ذ. نجاة زنيزن