مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

لقاء تواصلي مع الطلبة الأفارقة المنتسبين لمعهد القاضي عياض للتعليم العتيق

مارس 8, 2019
انفتاحا على محيطه، وتعريفا برسالته، وتبريزا لمحتده ومقصده، انعقد بمركز  الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة لقاء تواصلي مع الطلبة الأفارقة المنتسبين لمعهد القاضي عياض للتعليم العتيق بمراكش المحروسة، بمعية أستاذ المعهد عبد الرزاق أعويش، وذلك يومه الجمعة فاتح رجب الحرام 1440هـ، الموافق  8 مارس 2019.استَهل مُسيِّر الجلسة الباحث المؤهل د. محمد صالح المتنوسي اللقاء بكلمة ترحيبية بالضيوف الأكارم، ملتمسا من أحد الوفود افتتاح الجلسة بتشنيف الآذان بتلاوة آي من الذكر الحكيم، بعدها قدم  تعرفة مقتضبة عن باحثي المركز،  ثم أحال الكلمة على الأستاذ الباحث مولاي مصطفى بوهلال لتقريب الحضور من مهمة المركز، وما يزاوله من أنشطة علمية وثقافية؛ بدءا بانطلاقته الأولى يوم الجمعة 8 صفر 1431هـ ، الموافق 22 يناير 2010م،  تنفيذا لتوجيهات مولانا المنصور بالله جلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره؛ بضرورة تعبئة كل الطاقات التي تزخر بها البلاد، وكان منطلق الباحث في عرض مادته  الشريط التعريفي بالمركز وشرعته، يتخلله ببعض  الشروحات والتفصيلات والتعليقات التي أضفت على التوصيف سمت الجلال والجمال، يساعده في عرض مادته تقني المركز السيد عبد الكريم أعراب،  فعرج الشريط على الهياكل التي ينهض عليها المركز؛ تنظيميا وإداريا وعلميا، وقرب الضيوف من  رسالة المركز وتهمماته؛ القائمة على  البحث وتحقيق المخطوط القرائي بالأصالة، ذَكَرَ المنجز منها والمرتقب، وما هو قيد النشر والطبع،  ثم استطرد في رصد  الأنشطة التي ينوء بها المركز،  من عقد ندوات ومؤتمرات تبتحث مستشكل القضايا القرائية، مع إصدار مجلة علمية محكمة توسم بالحجة، لحجيتها فيما تعرض من مسائل وأقضية،  وحرصا من المركز على إتحاف متابعيه -ممن شطت بهم الدار - بمتابعة أنشطته، تم تخصيص موقع إلكتروني على بوابة الرابطة لمتابعة مستجداته، ونشر ما يجم القلب من طريف العلم  وَمُلحه، ويذكي جذوة الحماس لتحصيل ما هو من صلبه ومليحه، ، مما جلى كثيرا من الغبش،  وبث في الروح حب العلم والدرس.وقد تفاعل الحضور بالعرض، فكان وقعه بارزا في أنفسهم؛ وذلك من خلال  ما أبدوه من إعجاب، وما تقدموا به  من مقترح  أو استفسار، أو حتى ما كان من ملتمس أو مطلب؛ وقد انبرى للإجابة عن تساؤلات الضيوف الدكتور توفيق العبقري المشرف على البحث العلمي بالمركز ، والباحث سمير بلعشية، برحابة وطيب نفس،  ومن أبرز ملتمساتهم وأولاه بالاعتبار؛ ملتمس تخصيص مجالس الإقراء القرآنية، لعموم الراغبين في النهل من مأدبة القرآن،  الأمر الذي استحسن من هيئة المركز، إلا أن هذا المطلب علق بضرورة الترتيب والإعداد له، وقد يتم الإعلان عنه لما يكتمل التنسيق، مما أضفى على الأمسية طابعا أخويا، انكسرت فيه قيود الاحتراسات،  و امتزجت فيه أطياف الأجناس، وتحقق فيه شعار الرابطة الداعي إلى التصافي والتغاضي،  وضرورة  تبريز لجين الإسلام الصافي،  في تناصح وتكامل وتصافح...واغتنم الفرصة الباحث عبد الجليل الحوريشي لتبريز قيمة هذا التلاقي بين الأجناس لتحقيق مقصد التعارف بين الخليقة، في لفتة إلى قوله تعالى: "يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" و لم يفته التدليل على الدور الطلائعي  والريادي الذي تضطلع به الرابطة المحمدية للعلماء في عرض سماحة الإسلام؛ والدعوة إلى التعايش السمح بين الأديان، ونبذ كل ما من شأنه أن يعكر على  صفو الوداد والوئام، وكذا المركز  الإشعاعي العالمي الذي ينبثق عن مراكزها العلمية؛ سيما في بابة المنشورات العلمية، وبعث تراث الأمة الإسلامية العريض، الذي لا زال في غياهب المكتبات الوطنية والدولية، وتقريبه من البحثة والمهتمين.وختم المجلس بتلاوة آيات مباركات من أحد الضيوف الكرام، ثم الدعاء لراعي العلم والعلماء؛ مولانا أمير المومنين محمد السادس أيد الله أمره، وودع الضيوف بهدية رمزية لكل فرد فرد، وانفض المجلس وفي النفوس لوعة من ألم الفراق، يواسيها أمل اللقيا  عما قريب للغرف من معين القرآن.

د.عبد الجليل الحوريشي

  • باحث بمركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق