مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية

زيارة طلبة ماستر «الفكر الإسلامي والحضارة بالمغرب» لمركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية.

في إطار اللقاء التواصلي مع طلبة الماستر تشرف مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية بتطوان، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بزيارة مجموعة من طلاب ماستر «الفكر الإسلامي والحضارة بالمغرب» بكلية أصول الدين بتطوان، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور بدر العمراني رئيس مركز عقبة بن نافع وأستاذ بكلية أصول الدين.

وقد حضر هذا اللقاء طلبة الماستر وباحثو المركز وذلك يوم الثلاثاء 22 جمادى الآخرة 1446هـ الموافق لـ24 دجنبر 2024م بمقر المركز.

وأدار الجلسة فضيلة الدكتور محمد الحافظ الروسي رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية، مرحبا في البداية بالحضور الكرام، ومفصلا الحديث في النقاط الثلاثة التي تضمنها برنامج اللقاء والمتمثل في:

- التعريف بالمركز وجهوده العلمية.

- لمحة عن الشعر الصوفي وخصائصه.

- جولة في المركز والاطلاع على منشوراته.

أما بخصوص النقطة الأولى فقد صدر رئيس المركز كلامه بحديثه عن اهتمامات المركز التي تنصب على الدراسات النحوية واللسانية والبلاغية والمعجمية والنقد الأدبي، ثم ذكر أن للمركز موقعا على شبكة الأنترنت؛ تنشر فيه مقالات دورية منها سلسلة البيان القرآني للأستاذ مصطفى بوعزة، كما تحدث عن أهم إصدارات المركز العلمية من قبيل كتاب ري الأوام ومرعى السوام في نكت الخواص والعوام، وكتاب العروض لابن مضاء القرطبي، وكذا كتاب المنفرجة وغيرها من الكتب. ثم تحدث عن مجلة فقه اللسان التي يصدرها المركز سنويا،  منوها بها ومبرزا القيمة العلمية التي تحظى بها؛ حيث يكتب في كل عدد من محاورها علماء كبار.

ثم عرج الدكتور محمد الحافظ الروسي على الحديث عن أنشطة المركز العلمية من خلال تنظيمه لأيام دراسية ومحاضرات تعقد شهريا، والمواضيع التي يتم مناقشتها فيها هي للنخبة حيث يتم استدعاء طلبة الدكتوراه وأساتذة اللغة العربية، وتنشر التقارير والمحاضرات المسجلة في الموقع، ثم أشار إلى الندوة الدولية التي نظمها المركز حول البيان القرآني في فضاء كلية الآداب بتطوان.

وبشأن النقطة الثانية من برنامج هذا اللقاء فقد قدم الدكتور محمد الحافظ الروسي لمحة عن الشعر الصوفي فتحدث عن كتاب «التصوف في الإسلام» لعمر فروخ، وعرف بمؤلفه وإنتاجاته العلمية ذاكرا في ذلك أن صاحبه ألف في كل فن؛ في الشعر والفلسفة والتصوف، والسيرة الذاتية فهو غزير الإنتاج. كما ذكر أن في الكتاب ما يحتاجه المبتدئ دون إسفاف، وأشار إلى أن مؤلف الكتاب تكلم عن التصوف من وجهة نظره، كما تحدث الكتاب عن مصادر التصوف وحقائق التصوف الإسلامي وعن تطور التصوف، كما أن باقي صفحات الكتاب عرضت للأدب الصوفي، واختار المؤلف الحديث عن عمر بن الفارض ومحيي الدين بن عربي، ومن جهة ذكر الدكتور محمد الحافظ الروسي أن شعر المتصوفة هو قمة الشعر العربي من جهة التخييل والشعرية. وأشار كذلك إلى أن الاهتمام بشعر المتصوفة يكاد يكون غير موجود عند النقاد الكبار القدامى، وتقل شواهده في كتب البلاغة وإنما تقرأ أشعارهم للتبرك. كما تحدث المحاضر عن المنفرجة وشروحها وعن شرح الشمقمقية للناصري، وعن الدعاء الناصري وتأثيره.

وفي مداخلة ثانية  تحدث الباحث سليمان المساتي بصورة مقتضبة عن ديوان ابن عربي المسمى بـ« فتح الذخائر والأعلاق شرح ترجمان الأشواق» فذكر أن ابن عربي قدم لديوانه بمقدمة ذكر فيها سبب شرحه لشعره، وهو أن بعض العلماء عاب عليه أن نَسَبَ في شعره، وزعم أن ابن عربي يتستر لكونه منسوبا إلى الصلاح والدين، وإنما كان ابن عربي  يقصد بنسيبه المعارف الإلهية وغيرها مما يُسلك في طرق كلام الصوفية الذي باطنه فيه الإيمان والتحقق بالعلم الإلهي، وظاهره من قِبَله الكفر والإشراك. وأشار الباحث أيضا إلى ما وقع له مع بعض إخوانه في قوله:

يا من يراني ولا أراه /// كم ذا أراه ولا يراني

فقال ابن عربي رحمه الله تعالى: قال لي بعض إخواني لما سمع هذا البيت: كيف تقول: إنه لا يراك وأنت تعلم أنه يراك؟ فقلت مرتجلا:

يا من يراني مجرمًا /// ولا أراه آخذا

كم ذا أراه منعمًا /// ولا يراني لائذا

فمن هذا نعلم أن لكلام هؤلاء وجها صحيحا سائغا يمكن حمله عليه من غير الاقتصار على النظر في ظاهر العبارة. ولعلم ابن عربي بهذا الأمر وما يكون بسببه من التطاول عليه، أورد قصيدة في تقديمه لهذا الديوان ينبه فيها على أن كل ما يصادفه القارئ من الإشارات إلى الأماكن والصفات الخاصة بالنساء وغير ذلك، إنما هو من قبيل الأسرار الإلهية التي يخاطبها. وختم الباحث حديثه بأنه يمكن أن نتخذ قاعدة عامة في قراءة الشعر الصوفي جميعا، فهو جماع هذا الباب من معاني الشعر، ولا سيما الصوفي، لأنها لا تُنال بظاهرها وما يكون باديا لمن لم يُنْعِم النظر فيها، وإنما السبيل في ذلك أن يطلع على ما تعارفه الصوفيون في كلامهم، فإنهم يقصدون إليه من غير الوجه الذي استقر عند عامة الناس.

وتلت ذلك كلمة للدكتور بدر العمراني عبر فيها عن شكره لاستضافته في المركز منبها طلبته بأن في ثنايا كلام الدكتور محمد الحافظ الروسي أفكارا كثيرة وقيمة يجب الاستفادة منها واقتناصها.

ثم أعقبت ذلك مناقشات وتساؤلات خُتِم بها هذا اللقاء فكانت إجابات فضيلة الدكتور محمد الحافظ الروسي مسك ختام هذه الجلسة العلمية الماتعة، وقد أغنت هذه المناقشات الرصيد العلمي لهذا اللقاء وفتحت آفاقا جديدة للبحث في التراث الصوفي.

كما تخلل هذه الزيارة اطلاع طلبة الماستر على مكتبة المركز ومنشوراته، وتقديم بعض الشروح والمعلومات عن بعض المصنفات المهمة والقيمة من قبل رئيس المركز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق