د. عبادي: يستعرض بروما تجربة المملكة المغربية في ممجال مكافحة التطرف وتفكيك خطابه
استعرض فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، مساء أمس الثلاثاء 20 فبراير 2018م، بروما الإيطالية، تجربة المملكة المغربية “الرائدة” في مجال محاربة التطرف وتفكيك خطابه، من أجل تمنيع الشباب من المفاهيم التي تؤدي إلى الفكر المتشدد.
وأوضح الدكتور عبادي، في محاضرة ألقاها بالمركز الإسلامي الثقافي بروما حول “التجربة المغربية في مجال محاربة التطرف”، بحضور سفير المغرب بإيطاليا السيد حسن أبو أيوب، أن هذه التجربة تشكل اليوم نموذجا يحتذى به على المستوى الدولي، إذ تعتمد على مقاربة مندمجة بقيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ما جعلها تشكل مصدر إلهام للعديد من بلدان العالم.
وأشار الأستاذ المحاضر إلى أن الانشغال بتفكيك مفهوم الجهاد الذي يروج له في مواقع التواصل الاجتماعي أفضى إلى اكتشاف جملة من الخصائص التي تميز هذا الخطاب المتطرف، أولها أنه يتاجر في خمسة أحلام لها راهنيتها وتجذرها في واقع المسلمات والمسلمين وهي “حلم الوحدة والكرامة والصفاء والخلاص ثم حلم السيطرة على مجريات الأحداث ” الذي يجعل الشخص متوهم بأنه أصبح مسيطرا على الوضع بعد أن كان في حيرة من أمره، بالإضافة إلى جملة من العلل والمفاهيم كقضية “الحكم بما أنزل الله وفريضة الجهاد الغائبة والانغماس في العدو” وغيرها من المفاهيم التي اشتغل المغرب على تفكيكها.
وبعد أن سجل فضيلة السيد الأمين العام أن هذه المقاربة مكنت من “تقديم أجوبة ناجعة على جميع الانحرافات المتطرفة في المنطقة و العالم” التي يتم الترويج لخطابها بالاعتماد القوي على الوسائل التكنولوجية الحديثة، شدد على ضرورة إنتاج خطابات بديلة تتسم بالتجديد والجاذبية والإبداع موجهة للأطفال والشباب، عن طريق على الخصوص انتاح ألعاب فيديو، والقصص المصورة، والرسوم المتحركة ” الحاملة للقيم البانية المسعفة على السلم والتسامح”، فضلا عن ضرورة تأهيل وبناء قدرات رجال الدين، و إعداد “وسطاء وفاعلين يعون مخاطر خطاب الكراهية، ولهم العدة العلمية التي تمكنهم من مواجهة هذا الخطاب في الميدان”.
وأكد ذات المتحدث على أن تجديد الخطاب الديني المعاصر يجب أن يرتكز على استحضار العديد من التحولات والتغيرات والمعطيات، لاسيما في البعد التواصلي وخاصة على مستوى المواقع الاجتماعية"، مبرزا في هذا الصدد أن " أن الرابطة اعتمدت آلية التثقيف بالنظير التي استلهمتها فيما بعد دول أخرى بالنظر لتأثيرها الكبير، حيث تم إطلاق منصة رقمية جديدة تحمل اسم “وحدة الفطرة” بهدف بث الوعي و بناء القدرات المعرفية لدى الناشئة لتمكينها من الإبحار الرقمي الوظيفي، والتفاعل الهادف في فضاءات تعج برسائل حاملة لقيم العنف والكراهية، مشيرا إلى أن عملية التثقيف بالنظير تم مواكبتها بآليات لقياس مدى نجاعة ونجاح هذه التجربة.
وأضاف الدكتور عبادي أنه تم الاشتغال بمعية وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي التي تبنت هذه المقاربة، كما تم تطبيق برنامج التثقيف بالنظير في المؤسسات السجنية، حيث بلغ عدد المكونين والمكونات 22 ألف شخص استفادوا جميعهم من هذه المبادرة وأصبحوا مثقفين نظراء يعملون على نشر ثقافة التسامح ومحاربة التطرف العنيف داخل السجون.
وأوضح فضيلة السيد الأمين العام أن نجاح هذه التجربة شجع على تعميمها على المؤسسات التعليمية من خلال أندية المواطنة والحياة المدرسية التي تمكن الشباب من الانخراط في أنشطة جماعية لتنفيذ مشاريع مشتركة وتعلم الريادة و الأخذ بزمام المبادرة وبناء قدرتهم المعرفية بما يعود بالنفع على محيطهم ثم بلدهم والعالم ككل.
يشار الى أن هذه المحاضرة عرفت حضور نخبة من الشخصيات الإيطالية وكذا أفراد من الجالية المغربية المقيمين بالديار الايطالية، بالاضافة الى سفير المملكة بإيطاليا السيد حسن أبو أيوب.
لاماب / بتصرف