الرابطة المحمدية للعلماء

د. أحمد عبادي يفتتح جلسات اليوم الثاني لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة 2015 بأبو ظبي

مايو 29, 2015

قال فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الأستاذ الدكتور أحمد عبادي: “إنه لا يمكن أن نتحدث عن السلم في سياقنا المعاصر اليوم من مدخل أحادي، ولا في غيابٍ أو ذهول عن مكونات التأصيل، ومقتضيات الواجب، وإلزامية الإمامة القادرة على الإبصار، حيث وجب أن يكون المدخل متعدد الأبعاد، ومنتجا لخطابات بديلة وجاذبة، وذلك نحو تعزيز السلم في مجتمعاتنا بالشكل الذي يستجيب لحاجات شبابنا، المادية، والمعنوية، كما يستجيب لمقتضيات ومستلزمات السياق الراهن”

وكان الأستاذ الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، قد افتتح أشغال الجلسة الأولى من فعاليات اليوم الثاني (الأربعاء29 أبريل 2015) من “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة 2015″،   والتي تمحورت حول موضوع “تأصيل السلم في الإسلام .. النصوص الحاكمة القيم المفاهيم القواعد الوسائل”.

وقد قدم الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، دراسة علمية منهجية ووظيفية تحت عنوان”مفهوم السلم في الإسلام- مبادئ التأصيل وآليات التعزيز” بسط فيها المفهوم لغة واصطلاحا، ومن ثم توسع في تأصيل مصادر السلم بدءا من التأسيس القرآني الكريم والبيان النبوي الشريف، مرورا بالتأصيل الاعتقادي الاستشرافي للسلم، وضرورة الوعي بالسياق الكوني المعاصر الذي تعيش به المجتمعات المسلمة، وصولا إلى التأصيل التربوي والاقتصادي والسياسي للسلم.

لينتقل بعدها للحديث حول ضرورة الحاجة إلى انبعاث مفهوم القيام الواجب من جديد، مبرزا أهمية ومحورية مؤسسةالإمامة في هذا الصدد، وذلك لقدرتها، دون على إبصار الآيات/ العلامات. بعد ذلك بسط فضيلة الأمين العام الحديث حول ضرورة مكافحة الفقر لتحقيق السلم في البلدان المحترقة، ليبين بعد ذلك للحديث عن دينامية اجتيال أحلام الأمة، ووجوب إنتاج أحلام بديلة، تكلم فيها بتركيز وبيان حول ثلاثة مفاهيم، وهي: حلم الصفاء، وحلم الوحدة، وحلم الكرامة”

بعد هذه لمراحل يتساءل المحاضر: هل إلى خروج من سبيل؟ ليبين بين يدي جوابه أن أول مقتضى من مقتضيات فرملة هذه الدينامية المدمّرة، هو مقتضى الفهم القائم على تفكيك الوقائع وتشبيك متفرقها، وتحليل الخطابات وفرز أنماطها، وجمع المعطيات وتصنيف أنواعها لمحاولة الخروج ببعض مقترحات الحلول في وعي بتطلبات السياق المحلي والإقليمي والجهوي والكوني.

وأوضح أن كل هذه الموضوعات لا يمكن تحقيقها إلا من خلال تنظيم أوراش حقيقية عملية تؤسس لثقافة منهجية علمية جديدة في هذا الباب.

بعد كل ما سبق ذكره فإن التحدي الأكبر الأبرز، حسب المحاضر، في كل حديث عن موضوع السلم، هو تحدي البعد المضموني، حيث لا نجد عندنا اليوم ما يكفي من المضامين الوازنة؛ لأننا ببساطة لم نُمكّن أبناءنا وبناتنا، بشكل كاف من اكتساب الخبرات لبلورة هذه المضامين الوازنة!!

وفي ختام محاضرته التي تابعها جموع من العلماء والباحثين في مقدمتهم رئيس المنتدى فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ عبد الله بن بيه، أكد الأستاذ الدكتور أحمد عبادي أن وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، والجامعات ومراكز الدراسات والأبحاث، كلها مدعوة للانخراط الجادّ والمثابر في الأوراش سالفة الذكر، كما أن الساسة والمشرّعين، وأهل المسؤوليات المختلفة في أوطاننا، مدعوون لبذل ما يلزم من جهد لتبني هموم الناس وتخفيف معاناتهم، وتمكينهم من مقدراتهم، وإغماد سيف الظلم، ونير القهر من فوق رقابهم، وإزالة الفقر ودعم التلاحم والتراحم بين أبناء هذه الشعوب من أجل الاضطلاع بتحقيق السلام، وإشاعة الأمن والاطمئنان، وتجاوز آفة التطرف والطائفية الضاربة.

 غير أن المؤسسات العلمائية تبقى بهذا الصدد هي المؤسسات التي يقع على عاتقها كبير من المسؤولية، لكون طبيعة جلّ التحديات ضاربة بجذورها في عمق الأمة الديني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق